تلقّى 44 جريحاً العلاج الطارئ في أحد المستشفيات الميدانية التابعة للمنظمة الطبية الإنسانية "أطباء بلا حدود" في سوريا، وقد جاء هذا الارتفاع في عدد الجرحى عقب سلسلة من أعمال القصف التي طالت بلدتين في غرب محافظة إدلب، حسب بيان صادر عن المنظمة اليوم الخميس. واستقبل المستشفى اليوم 36 جريحاً تعرضوا للإصابة بسبب سقوط عدد من براميل المتفجرات على إحدى القرى، وسقط أحدها بالقرب من مخبز، وفي المساء، وصل ثمانية جرحى مصابين جراء سقوط صاروخ قربهم، وما لبث أن توفي منهم أربعة بمجرد وصولهم إلى المستشفى. قالت ماري كريستين فيرير، مسئولة برامج الطوارئ في المنظمة، التي كانت هناك وساهمت في تقديم الرعاية الطبية إلى الجرحى بصفتها ممرضة: "لقد استقبلنا العديد من الأشخاص الذين أصيبوا في عينيهم، ومريض آخر كان يعاني من كسر مفتوح فنقلناه إلى غرفة العمليات، فضلاً عن العديد من الرجال والنساء والأطفال الذين يعانون من جروح سببها شظايا القذائف والركام التي تسببها الانفجارات، كما تُوفيت فتاة تعاني من صدمة على مستوى الرأس أثناء نقلها إلى تركيا". ومنذ أشهر عدة، أصبحت منطقة جبل الأكراد الواقعة شرق اللاذقية مستهدفة بقصف يكاد يكون يومياً. وبينما هجر سكان العديد من التجمعات السكانية ديارهم، يعاني من فضّل البقاء من خوف متواصل بسبب براميل المتفجرات التي تُلقى من المروحيات التابعة للجيش السوري. أضافت ماري "إلى جانب الجرحى المصابين في النزاع المسلح، هناك ارتفاع متزايد في الاحتياجات الطبية. فمن بين ال500 مريض الذين نستقبلهم كل أسبوع، فإننا نقدم الرعاية إلى المرضى ذوي الأمراض التنفسية والأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، إضافة إلى عدد متزايد من حالات الولادة. وفي تلال جبل الأكراد، تدهور مستوى النظام الصحي منذ عامين تقريباً، وهو ما يعني ارتفاعاً كبيراً في الاحتياجات الطبية كلما حل فصل البرد والثلوج". يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود تعمل في ثلاثة مستشفيات تقع في مناطق تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة في الشمال والشمال الغربي من سوريا. ورغم الطلبات المتكررة التي قدمتها المنظمة، فإنها لم تحصل بعد على إذن الحكومة السورية للوصول إلى المناطق الواقعة تحت نفوذ هذه الأخيرة من أجل توفير الرعاية الصحية.