قد لا نشاهدهم هذه المرة في برامج تلفزيونية لا يراها الكثيرون..أو في ساحات المحاكم، لكن رؤيتهم قد تكون سمة يومية خلال شهر رمضان المقبل، "الداعية" و"مولانا" و"بشر مثلكم" ثلاثة أعمال درامية تناقش عالم الفضائيات الدينية، وقصص تطورات حياة الدعاة وكيف أصبحوا نجوماً في المحطات التلفزيونية. فخلال الفترة الماضية وحتى هذه اللحظة، أصبح ملف الدعاة في مصر هو الحدث الأكثر أهمية على الخريطة، حيث بدأت الأزمة بسلسلة من الهجوم المتواصل من بعض المشايخ على الفنانين والشخصيات العامة، ولعل أبرزها واقعة عبد الله بدر مع إلهام شاهين، ثم أبو إسلام مع باسم يوسف، هذا بالإضافة إلى التصريحات المستفزة والتى خرجت عن قواعد الدين والشرع، وجعلت بعض المشايخ يخرجون من صمتهم ويبكون على دينهم مثل الشيخ أحمد كريمة. كل هذه الأمور بالتأكيد كانت شحنة ودفعة قوية لعدد من الكتاب، للتحضير لأعمال تتحدث عن واقعنا الحالى بكل ملابساته، ليخرجوا علينا بثلاث أعمال أولها مسلسل "الداعية" لمؤلفه الدكتور مدحت العدل، والذى بدأ في التحضير له منذ رمضان الماضي، ومن المقرر أن يلعب بطولته الفنان هانى سلامة، وبسمة. ومسلسل "بشر مثلكم" الذى سيقدمه عمرو سعد، ويقوم بكتابته السيناريست محمد صلاح العزب، و"مولانا" المأخوذ عن رواية الكاتب إبراهيم عيسي، ويقوم بكتابته كل من حازم الحديدى، ومحمود البزاوى، ويلعب بطولته الفنان أحمد عز. تقديم أكثر من عمل عن الدعاة يطرح عديد من التساؤلات، لعل أهمها هل سيكف هؤلاء المشايخ عن مهاجمة الفن والفنانين، بعد أن يروا هذه الأعمال مقدمة على الشاشة خاصة وأن هناك مبادرات للصلح بدأت تصدر من بعضهم، مثل مبادرة الصلح التى تقيمها إحدى القنوات الدينية حالياً وتستضيف من خلالها بعض الفنانين، وأيضاً اعتذار عبد الله بدر ل إلهام شاهين وقوله لها "أنتى بنت بلدى وجدعة..وكنت أنصحك في الله" وذلك بعد كل ما وجهه إليها من إساءة، وأى من هؤلاء النجوم يتوقع له النجاح في تقديم الشخصية، خصوصاً وأن نجم مثل هانى سلامة يجسد شخصية "داعية" في مسلسل، و"راهب" في فيلم سينمائي، الأمر الذى سيضعه في مقارنة صعبة للغاية. "بوابة الأهرام" طرحت هذه التساؤلات على بعض النقاد، وكان اجابتهم كالآتى: "غالباً تأخذ الدراما أحداثها من بعض الشخصيات التى تسيطر على المجتمع" هذا ما أكده الناقد طارق الشناوى، مشيراً إلى أن ظهور وتعدد الدعاة لم يعد أمر مقتصر على الفضائيات الدينية ولكن على كل المحطات، لأنه أصبح شخصية محورية في حياتنا حتى قبل أن يسيطر الفصيل الإسلامى على الحكم. وأضاف الشناوى قائلاً: بالتأكيد أن شخصية الداعية مؤثرة، وهناك بعضهم كان له فضائح كثيرة هذا العام مثل البلكيمي، وونيس ثم التصريحات المستفزة لبعضهم، وتكفيرهم وتحريمهم لأغلب الأمور كانت عامل مستفز ومحفز للكتاب. وبسؤال الشناوى عما إذا كان هؤلاء المشايخ سيزدادوا في الهجوم على الفن والفنانين بعد عرض هذه الأعمال قال: لا أعتقد لأنهم بدأوا مؤخراً يغيروا لغة خطابهم، ويقدموا اعتذارات مثل واقعة عبد الله بدر الأخيرة وكل ذلك من أجل اكتساب الشعب. أما عن المقارنة بين الثلاث فنانين، في تجسيد الشخصية، قال الشناوى: لا نستطيع المقارنة بين فنانين أو نقول من منهم سيتفوق على الآخر في الوقت الحالى لأننا لم نراهم، وإنما ستكون المقارنة بين نصوص ومخرجين، ولكن بالنسبة ل هانى سلامة أعتقد أن هناك مقارنة من الممكن أن تكون في غير صالحه، حيث أنه يقدم شخصية "داعية" في مسلسل و"راهب" في فيلم سينمائي، والأخيرة تتميز بوضع حساس من المجتمع والرقابة، ومن المفترض أنها اذا قدمت ستكون بشكل جاد ويحمل قدراً من الإيجابية، وهذا سيجعل هناك تناقض بين شخصية "الراهب"، و"الداعية" والتى ستحمل قدراً من الانتقاد. ومن جانبها أكدت الناقدة ماجدة خير الله، أن هناك أحداث تفرض نفسها على الدراما مثل حدث "الثورة"، مشيرة إلى أنه لا يمكن لكاتب مثلاً في وقتنا الحالى إلا ويتناول هذا الحدث سواء اذا كان رئيسياً أو على مدار تأثيره على الأحداث. وأضافت خير الله في تصريحاتها قائلة: بالتأكيد أن كل عمل من الأعمال الثلاثة سيكون له تناول مختلف، ففي عام واحد قدم مسلسل عن شخصية "العندليب" كما ظهر كدور رئيسي في مسلسل "السندريلا" ولكن لم نشعر بتطابق بينهما. وأعتقد أن هذه الأعمال ستكون مرآة إلى هؤلاء المشايخ يروا فيها أنفسهم، ووجهم القبيح، فهم يهاجمون ولا يدركون أن هناك برامج أخرى سوف تهاجمهم مثل باسم يوسف. وأشارت خير الله أنه لا يمكن أن يكون هناك تنبؤ في الوقت الحالى بأى من الفنانين الثلاث سينجح في تجسيد الشخصية، كما أكدت أن تقديم هانى سلامه لشخصة "راهب" و"داعية" معاً لن يقلل من قيمة دور منهم عن الآخر لدى المشاهد أو يحدث لديه أى حالات من اللبس.