قال مصدر عند الحدود اللبنانية اليوم الثلاثاء: إن أكثر من ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا عبروا إلى لبنان في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، بعد سيطرة المعارضة السورية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق. وتستضيف سوريا ما يزيد على 500 ألف لاجئ فلسطيني وتصور نفسها دائما على أنها مدافعة عن النضال الفلسطيني برعايتها عدة فصائل فلسطينية مسلحة. وقالت مصادر بالمعارضة السورية ومصادر فلسطينية: إن قوات المعارضة سيطرت بشكل كامل على مخيم اليرموك أمس الاثنين، وأن القوات الحكومية تقصف المخيم الواقع على بعد ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة. والمعركة في اليرموك ضمن سلسلة من الصراعات على الأطراف الجنوبية لدمشق، حيث يحاول مقاتلو المعارضة تضييق الخناق على قاعدة القوة بالنسبة للأسد البالغ من العمر (47 عاما) بعد 21 شهرا من الانتفاضة التي قتل فيها 40 ألف شخص. وقال أبو علي (75 عاما) إنه ترك منزله في اليرموك صباح اليوم مع زوجته وأبنائه الثلاثة مع سقوط قذائف مدفعية على المنطقة التي تتزاحم فيها المباني السكنية. وقال الرجل المسن عند نقطة المصنع الحدودية "خرجنا على الأقدام بدون متعلقاتنا حتى وصلنا إلى وسط دمشق. ركبنا سيارة اجرة وسرنا مباشرة إلى الحدود". ويقول أبو علي: إنه سيبقى مع أقاربه في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وقدر أن 70% من سكان اليرموك فروا، لكنه أضاف أن الكثيرين قضوا ليلتهم في شوارع دمشق. وفر أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى دول مجاورة خلال الانتفاضة وتقول المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص يطلبون الآن اللجوء للخارج يوميا. ويستضيف لبنان وهو أقرب دولة لدمشق 154 ألفًا، لكن وكالات الإغاثة تقول إن اقتحام المعارضة للعاصمة قد يجبر أكثر من 100 ألف آخرين على الفرار في ساعات، وقامت كل من حكومة الأسد والمعارضة السورية، التي يهيمن عليها السنة، بتجنيد وتسليح الفلسطينيين مع تحول الانتفاضة إلى حرب أهلية. ووضع القتال المعارضة المدعومة من بعض الفلسطينيين في مواجهة مقاتلين فلسطينيين تابعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة المؤيدة للأسد. وقالت مصادر بالمعارضة: إن العديد من مقاتلي الجبهة انشقوا وانضموا للمعارضة، وأن زعيم الجبهة أحمد جبريل ترك المخيم منذ ثلاثة أيام. وقال عمال إغاثة، شريطة عدم الكشف عن هويتهم: إن اشتباكات الشوارع خفت حدتها اليوم، ولم تكن هناك إشارة على وجود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في اليرموك، لكن القصف الحكومي استمر، وكان بعض السكان النازحين يجلسون في حدائق في حيي الميدان والزهراء المجاورين. وقالوا: إن قوات المعارضة انتشرت في المخيم بما في ذلك مقر قيادة الجبهة.