أصدرت أحزاب "قوى الإجماع الوطني" المعارضة بالسودان إعلانًا مساء أمس الإثنين، جددت فيه عزمها على إحداث تغيير حقيقى فى المشهد السياسي، بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير وإقامة بديل ديمقراطى وتغيير شامل بكل الوسائل السياسية والجماهيرية السلمية. وجاء بيان التحالف تحت عنوان "إعلان أم درمان السياسي"، ونشرته وكالة الأناضول للأنباء، قال: "إن بلادنا اليوم تسرع الخطى نحو الهاوية، تدفعها سياسات الفساد والاستبداد والظلم الاجتماعي والجهوى، والتردي الاقتصادي، وإصرار النظام على فرض أحادية سياسية وثقافية في مجتمع تعددي". وناشد التحالف المعارض جماهير الشعب السوداني فى العاصمة الخرطوم والأقاليم "الاستعداد للمعركة الجماهيرية الفاصلة مع هذا النظام المتعسف الذى أذاق شعبنا ويلات العذاب، وأهدر كرامته، وجعل بلادنا مكروهة من المحيط الإقليمى والدولى" على حد وصف البيان. وأكد وقوفه مع "الحقوق المشروعة" لسكان دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي، مدينا "كل ممارسات النظام العنصرية والجهوية ضد طلاب دارفور فى جامعة الجزيرة والجامعات الأخرى"، في إشارة إلى القرار الحكومي الصادر أخيرا بوقف إعفاء طلاب دارفور من المصاريف الدراسية في الجامعات. وحمَّل البيان حكومة الخرطوم مسئولية انفصال الجنوب عن الشمال، واشتعال الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيى، ودفع البلاد نحو حرب باردة مع دولة الجنوب الجديدة. واقتصاديا وصفت المعارضة الميزانية الجديدة التي أجازها مجلس الوزراء أخيرا بأنها "ميزانية حرب" وليست "ميزانية تنمية". واستدلت على رأيها بتخصيص الحكومة 8 مليارات ونصف المليار جنيه (نحو مليار ونصف المليار) للأمن والدفاع مقابل1 مليار جنيه (نحو 280 مليونا) للصحة والتعليم. وسبق أن صرح فاروق أبو عيسى، رئيس التحالف، لوكالة الأناضول عقب إطلاق سراحه إثر اعتقاله ليومين متفرقين إن المعارضة ستصدر إعلانا بشأن مستقبل النظام الذي قال: إن بقاءه ليوم واحد "يعني انهيار الدولة بسبب حربه العنصرية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتفشي الفساد والعزلة الدولية". وتحالف "قوى الإجماع الوطني" هو تكتل ل 17 حزبا معارضا، منها حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة الإسلامي حسن الترابي، بالإضافة لحركات مجتمع مدني و شخصيات مستقلة، أبرزها رئيس التحالف، فاروق أبو عيسى، النقيب الأسبق للمحامين العرب، وتأسس في سبتمبر 2009. ومن جانبه يرفض الرئيس عمر البشير اتهامات المعارضة، وسبق أن دعا إلى صياغة دستور دائم للبلاد يفك الاشتباك بين القوى السياسية.