* غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليوم لي * وكم يخيبُ الظنُّ في المقبل * ِولَستُ بالغافلِ حتى أرى * جمالَ دنيايَ ولا أجتلي اشتهر بالرباعيات التي نظمها، ترجم بعض منها إلى العربية الشاعر الكبير أحمد رامي، والشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي، والمازني والزهاوي وأبي شادي وغيرهم، بالإضافة إلى بعض الترجمات باللغات الأجنبية أشهرها الترجمة الإنجليزية التي قام بها إدوارد فيتزجيرالد. اسمه الحقيقي عمر بن إبراهيم ولم يثبت له اسم ثلاثي، وُلد في نيسابور بإيران في 18 مايو عام 1048م وتوفي في 4 ديسمبر 1131م حسب الموسوعة البريطانية، كُني بأبي الفتح ولقب بغياث الدين واشتهر بالخيام، ولقد تضاربت أقوال المؤرخين حول لقبه، وأضاف بعضهم عدد من الألقاب قيل إنها أطلقت عليه منها:"الخواجة، والإمام، وحجة الحق، وعلامة الزمان، والحكيم، والدستور، والفيلسوف". وقد أثنى عليه الإمام النسائي وقال عنه"سيد الحكماء"، عاش حياة رغدة جعلته يتفرغ للعلم والاطلاع. نشأ نشأة أرستقراطية مرفهة، حيث عمل والده طبيباً واهتم بتعليم وثقافة ابنه، فدرس العلوم والفلسفة والرياضيات في نفس الوقت على يد عالم الرياضيات باهمانيارين مرزيان، ثم تعلم الفلك على يد العالم الخواجي الأنباري، وأرسله والده ليدرس على يد الإمام النيسابوري أعظم معلم في منطقة خراسان وكان يدرس لأبناء النبلاء، وتعلم على يد والده الجراحة وشاركه في بعضها وهو في سن صغيره، إلا أن وفاة والده عام 1066م كانت نقطة تحول في حياته. انتقل إلى مدينة سمرقند في أوزبكستان وأوكل له أبو الطاهر حاكم المدينة وصديق والده مسئولية الحسابات المالية للدولة، وبدء دراسة الجبر وحقق فيها نجاحاً كبيراً واستنتاجات جديدة، وألف كتابه " دراسة حول مظاهر مشاكل الجبر والموازنة" قبل أن يبلغ الثانية والعشرين من عمره، وهو أحد المراجع الهامة في الجبر حتى الآن. أدار المرصد الفلكي بأصفهان بتكليف من حاكم السلجوقيين ملك شاه في 1073م، واستمر فيها ما يقرب من ثلاثين عاماً، وطور التقويم المعمول به ووجد أن طول السنة الاستوائية 365,2422 يوماً واعتمده السلطان ومازال معمولًا به حتى الآن، كما ساهم في تطوير النظريات الهندسية الخمس وأسس فرعًا جديدًا بالرياضيات يُعرف باسم "الهندسة اللاإقليدية." برع في علم الرياضيات والفلك والفلسفة والفقه والتاريخ والشعر حيث أتقن العربية بصورة تندر بين شعراء الفرس مما جعل البعض يظن بأن أصوله عربية. كان علامة عصره فبرز في علم الجبر والمثلثات واستطاع أن يحل بجدارة 13 نوعاً من المعادلات من الدرجة الثالثة، ويرجع له الفضل في التقويم الفارسي الذي كان يسمى جليلي، وتم تعيينه مديرًا لمرصد بغداد. تعرض الخيام للكثير من الاتهامات فقد اتهمه البعض بالإباحية والإلحاد وذلك بسبب بعض الرباعيات التي نسبت إليه، ولكن المستشرق الروسي زوكوفسكي أثبت أن 82 رباعية ليست من تأليف الخيام وأنها نسبت إليه، وتعتبر التهم التي الحقت به من الأمور الجدلية التي اختلف عليها العلماء، فمنهم من أكد هذه التهم ومنهم من أكد أنه مات على الإسلام، وأن ما جاء في هذه الرباعيات ما هو إلا نوع من أنواع الفلسفة والتصوف، ويظل اضطراب هذا الرجل وحيرته في الحياة امراً مجهولاً. له مؤلفات عديدة بالعربية والفارسية، ولكنها تعرضت للتلف والحرق والنهب بسبب الاتهامات التي وجهت إليه، ولم يبق من كتاباته إلا الرباعيات، وذلك لأن الناس أحبتها وحفظتها في الصدور، وكانت سبباً لشهرة الخيام وترسيخاً لمكانته الشعرية، واختلف في عدد الرباعيات التي نظمها حيث نُسب إليه 2000 رباعية، إلا إن المؤكد حسب المصادر أنه نظم أقل من مائتي رباعية، وتنوعت أشعاره فمنها ما يصف يوماً بطوله، أو يشكو فيه قصر العمر، أو يتغني بالزهور والربيع والعشق والخمر. * أحسُّ في نفسي دبيب الفناء * ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشقاء * يا حسرتا إن حانَ حيني ولم * يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضاء كما ترك أيضا بعض المؤلفات منها (رسالة في الموسيقا)، (شرح ما أشكل في مصادرات كتاب إقليدس) وله العديد من الرسائل منها (رسالة في الكون والتكليف)، (الرسالة الأولي في الوجود). ومن أشهر أقواله:"عش راضياً واهجر دواعي الألم واعدل مع الظالم مهما ظلم نهاية الدنيا فناءً فعش طليقاً واعتبرها عدم". قيل إنه تزوج من مطربة فارسية شديدة الجمال تُسمى جيهان وأنجب منها طفلين وأنه عاش معها أربع سنوات فقط، ولكن ذلك لم يتأكد عنه. توفي عن عمر يناهز ال 83 عاماً وكان قد تنبأ بدفنه في مكان مليء بالأزهار وبالفعل دفن في بستان، وبعد ذلك تم نقل رفاته لضريح ضخم بنيسابور بأمر من شاه إيران عام 1963م. (سأنتحي الموتَ حثيث الورود .. ويَنمحي اسمي مِن سجِل الوجود .. هات أسقنيها يا مُنى خاطري .. فغايةُ الأيام طولْ الهجود).