يعتبر الفنان على قاسم من الفنانين الذين أثبتوا موهبتهم خلال المواسم الأخيرة من شهر رمضان، مما جعل المخرجين يضعونه فى مساحات تمثيلية مهمة وآخرها مسلسل «خلى بالك من زيزي» الذى جسد فيه شخصية «هشام عسل» وكان العمل بمثابة مباراة بينه وبين الفنانة أمينة خليل التى جسدت شخصية طليقته حيث نشأت بينهما العديد من الأزمات لمرضها ب «فرط الحركة» وهما لا يعلمان ما هو هذا المرض. وكان معه هذا الحوار للحديث أكثر عن هذا المرض وأسبابه وكيفية تحضيره للدور وتفاصيل أخرى كثيرة. فى بداية عرض «خلى بالك من زيزي» حدث جدل حول شخصية «هشام» بسبب تخليه عن «زيزي» رغم حبه لها هل كان ذلك مقصودا؟ بالطبع هذا الجدل كان مقصودا، وتناقشت فيه كثيرا مع المخرج كريم الشناوى منذ قراءة السيناريو لأنه كان مكتوبا فيه هذا الأمر، وكان مهما أن يحدث جدل فى علاقة «هشام» و»زيزي» وهو ما يحدث فى الحياة بشكل عام، عندما يكون هناك اثنان مرتبطان، وتحدث بينهما أى مشكلة يتعاطف البعض مع أحدهما وآخرون يتعاطفون مع الطرف الثاني، وكان المطلوب عدم إظهار أن هناك شخصا منهم على خطأ تماما والآخر برئ، بل كان الاثنان فى المنطقة الرمادية الوسطية، وهو ما تحقق، فالمشاهد فى أول حلقة تعاطف مع «زيزي» وفى حلقات أخرى تعاطف مع «هشام» عندما اكتشف معاناته وظلوا هكذا حتى انفصلا ثم اجتمعا فى «بيت الطاعة» حتى تشاجرا تماما ووقع الطلاق، لكن لم تنقطع علاقتهما وظلت بين الحين والآخر يظهران لبعضها، حتى حرصت على أن تؤكد له أنها ليست مجنونة، ولكنها مريضة بمرض «فرط الحركة» وهى معادلة صعبة لكنها ممتعة وتحققت مع المخرج لأن كان عنده استيعابا كاملا لما يحدث ونناقش الأمر. ولكن البعض رأى أن شخصية «هشام» بها تناقض بين حبه ل «زيزي» من عدمه؟ هو بالفعل شخص حياته غير ثابتة ففى بعض الأحيان شعرنا أنه لا يحب «زيزي» وفى أحيان أخرى نجد أنه يزال يحبها، وعندما ارتبط ب»ياسمين» لم يكمل معها، فهو شخص متناقض فى كثير من الأمور وهذا مقصود لكى يخلق جدلا فى كل الحلقات. - هل تطلب ذلك منك التحضير والاستعداد للشخصية خاصة أنها مرت بالعديد من المراحل؟ بالتأكيد، فالحقيقة أن شخصية «هشام» احتاجت منى مجهودا أثناء التحضيرات وجلسات عمل مع المخرج كريم الشناوي، ودافعنا عن الأسباب التى جعلت الشخصية بهذا الشكل، وطرحنا سؤالا مهما وهو أنه هل لأنه يحبها لابد أن يعودا لبعضهما؟ أم أن الحب شئ وعودتهما لبعض شئ آخر؟ وهذا سؤال فى الصميم، وقدمنا الأجابة فى النهاية أنهما لم يعودا لبعض، خاصة أن «زيزي» اختارت «مراد»، بينما عاش «هشام» حياة أخرى رغم أنه لم يتزوج «ياسمين». كما أن التحضيرات دائما تكون كثيرة على أى شخصية أقدمها خاصة لو كانت مليئة بالتفاصيل، وفى النهاية الحكم للمشاهد، لأن الجمهور لن يهمه كيف كان التحضير بقدر اهتمامه هل استطاع الفنان توصيل الرسالة أم لا؟ لأن الحكم النهائى له، والذى قام بسند الشخصية هو السيناريو المميز الذى كان تحت إشراف السيناريست مريم نعوم، بالإضافة إلى أن المخرج كريم الشناوى يعلم جيدا ما موهبة الفنان الذى يتعاون معه، وكيف يخرج منه ما يريده، وبالتالى عندما يعرض على كريم أى مشروع أوافق عليه دون تردد لأنه بالفعل له منطقة مختلفة، ويقوم بتحضير كل شخصيات العمل ونستخرج أفضل نتيجة. - هل يتسم على قاسم بالهدوء فى منهجه التمثيلي؟ سمعت هذه المقولة كثيرا، ولكن من الممكن أن يكون هذا غير مقصود، ولكن هذه مدرسة أحبها فى العديد من الممثلين الذين يتسمون بذلك واتبعتها دون قصد، ولكن لا يوجد منى قرار واضح وصريح أننى أتبع هذه المدرسة، ومن الممكن أن يطلب منى الدور أن يكون الانفعال فى صورة صراخ أكثر وأنفذه، ولكنى بطبعى أميل لهدوء وهذا ما يلفت نظرى فى الممثلين الذين يقدمون هذه النوعية، ومن الممكن أن أغير ذلك فى السنوات المقبلة. هل مناقشة مرض «فرط الحركة» فى إطار كوميدى جاء لتخفيف حدة القضية؟ هى طريقة ذكية لتوصيل بها القضية للجمهور من خلال لايت دراما، وتناوله مرض «فرط الحركة» أو الأمراض النفسية بشكل عام، وبالفعل حققنا معادلة صعبة فى إطار خفيف وحقق نجاحا باهرا وأعلى نسبة مشاهدة فى شهر رمضان، والجمهور كان متأثر بكل الحلقات، كما لفت النظر لطبيعة المرض وأسبابه وضرورة علاجه بطرق محددة. رجح البعض أن العمل يعتمد على الفورمات الأجنبى فما تعليقك؟ الحقيقة أننى لم أشاهد العمل طوال التصوير، وكنت حتى آخر أيام التصوير التى كانت حتى قبل انتهاء الشهر الكريم، خاصة أننى لا أفضل مشاهدة مسلسل أمثل فيه أثناء تصويري، وهو بالفعل تم تصويره بطريقة مختلفة وبتقنية عالية ومن الممكن أن يكون البعض يشعر بذلك لكنه ليس فورمات أجنبى ولكنه جديد فى مصر أو الوطن العربي. هل قابلت شخصيات تعانى من مرض «فرط الحركة»؟ بالفعل قابلت العديد من الشخصيات التى تعانى من هذا المرض قبل العمل، وكثيرا لم يعلموا ما هو أو كيفية علاجه ويتعاملون وكأنه شئ عادى فى الطفل أو أنه شخص نشيط ومنفعل ولكن هذا خطأ فهو مرض ويحتاج لعلاج لأن يؤثر على سلوكيات الشخص المريض ومن حوله. هل من الممكن أن يكون هناك جزء ثان من مسلسل «خلى بالك من زيزي»؟ هى فكرة لم تكن مطروحة أساسا فهو عمل متكامل منذ البداية ولم يكن 15 حلقة ثم قمنا بتطويله كما تردد فهو منذ البداية مكون من 30 حلقة وتضمن كل التفاصيل التى يريد المؤلف والمخرج تناولها والمرض بأعراضه وعلاجه، فلم يتطلب ذلك وجود جزء جديد. كواليس التعاون مع فريق العمل كانت مميزة .. حدثنى عنها؟ العمل حقق جدلا كبيرا وهذا جيد، وعملى مع أمينة خليل به كيمياء ونحن متفاهمان، فكل مشاهدى معها، وكنت أتمنى أن تجمعنى مشاهد مع محمد ممدوح بشكل أكبر. ما رأيك فى المنافسة هذا العام وهل تخوفت من تعرض العمل للظلم؟ لا أركز فى ذلك ولا أحسبها بهذه الطريقة، ففكرة المنافسة لا تشغلنى ولا أهتم بها، فأنا أقدم العمل الذى يعجبنى من وجهة نظرى سواء حصل على نسبة مشاهدة أم لا، ومعاييرى التى أحرص على الاهتمام بها هى المخرج الجيد والمؤلف المتميز والدور الذى يقدمنى للأمام. وماذا عن فيلم «كيرة والجن»؟ فيلم «كيرة والجن» سوف استأنف تصويره الشهر المقبل وهو تجربة جميلة وتعلمت منها الكثير، وهو عمل تاريخى ضخم، والمخرج مروان حامد العمل معه مختلف وأتحمس لذلك.