بالرغم من تطور الزمن إلا أن «الأقصريين» لايزالون يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم التى تحمل عادات وتقاليد أجدادهم فى طقوس الاحتفال بالعيد، ففى العشرة أيام الأخيرة من رمضان تنكب النساء على عمل خبيز العيد، بينما ينشغل الأباء بشراء الملابس الجديدة للأطفال. وتبدأ الاحتفالات المعتادة – التى توقف جزء منها مؤقتا بسبب «جائحة كورونا» بأداء صلاة عيد الفطر المبارك التى يحرص أبناء الأقصر على أدائها فى ساحات الخلاء، ثم يعقبها زيارة المقابر، فضلا عن الحرص على تبادل الزيارات العائلية والخروج الى المتنزهات والحدائق فى احتفالات لا تزال تحمل عبق التاريخ وسط المعابد الأثرية فى مشهد يختلط فيه السياح مع الأقصريين. يقول أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على التراث والآثار بالأقصر إن الفراعنة اهتموا كثيرا بالأعياد والمناسبات التى كانت فرصة للترفيه وإقامة المواكب وترديد الأغانى والأناشيد، مشيرا إلى أن هذه المظاهر لم تختلف كثيرا عقب انتشار الإسلام فى المدينة، حيث استمرت الاحتفالات بذات الطريقة، وإن اختلفت فى الحرص على الطقوس الدينية. وأضاف أن الأقصريين اعتادوا فى الثلث الأخير من شهر رمضان على الإعداد لاستقبال العيد، ومن أبرز هذه المظاهر هو تجمع النساء للخبيز فى البيت الكبير، وقد تستغرق أيام الخبيز اكثر من أسبوع كامل، فلكل واحدة منهن يوما فى صناعة البسكوت والناعم والشريك والكعك والعيش الشمس، مشيرا إلى أن خبيز العيد عادة فرعونية حيث كان الفراعنة ينقشون على الكعك رسم الشمس، وكانت المصريات يشكلن الكعك على أشكال مختلفة من العرائس التى يفرح بها الأطفال ومازالوا مستمرين فى تلك العادات المتبعة فى القرى وتقدم هذه المخبوزات فى أيام العيد لكل زائر مع الشاى. ويضيف الخبير الأثرى عبد الجواد أبو حشيش إن من طقوس العيد التى لا تنسى أداء صلاة العيد فى الخلاء والتى عادة ما تكون بساحة سيدى أبوالحجاج الأقصرى خلف معبد الأقصر، مشيرا إلى أن كل أسرة فى ليلة العيد تقوم بإرسال عشاء من اللحوم والكعك والبسكوت والناعم والشريك لكل بناتها المتزوجات، بينما يقوم كل خطيب من الشباب بتقديم هدية لخطيبته من ملبس ومأكل فى العيد وهى عادة لا يتجاهلها أبناء الصعيد من غنى أو فقير فى العيد. وقال أبوحشيش إن من طقوس يوم العيد أنه لا ينام الشباب، حيث يسهر الجميع فى إعداد الملابس الجديدة للخروج لصلاة العيد وزيارة المقابر وتبادل التهانى مع الأقارب والجيران، ثم يقوم الأبناء بالخروج للمتنزهات والحدائق وركوب الفلوكة الشراعية، حيث يحرص أبناء البر الشرقى على العبور إلى البر الغربى للاستمتاع بالنيل والريف وركوب الحمير والخيول والجمال، كما يقوم أبناء البر الغربى بزيارة البر الشرقى راكبين الفلايك الشراعية والبواخر استمتاعا بالنيل وجو المدينة، وتستمر هذه الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام وقد تزيد على ذلك .. ونتمنى أن تزول ظروف كورونا لنعود إلى سابق عهدنا فى احتفالات العيد.