لم يتصور الفنان والنحات الجزائرى عادل عبدالصمد "أن يتحول التمثال، الذى صممه لتجسيد "نطحة" كأس العلم 2006 الشهيرة إلى معركة سياسية وحرب شرسة بين اتحاد الكرة الفرنسى والنجم الكبير زين الدين زيدان، فما أن عرضه للجمهور حتى اشتعلت معركة متعددة الأطراف وأثيرت أزمات لم يحسب حسابها. كان النحات الشاب قد قرر تخليد هذه الواقعة من خلال عمل إبداعى كبير يكون شاهدًا على ما يمكن أن تسفر عنه "العنصرية"، وكيف أن "كلمة" جارحة يمكنها أن تثير جنون أكثر البشر تعقلاً وحكمة. ظل الفنان سنوات مشغولاً بالفكرة ومصممًا على تنفيذها رغم صعوبتها البالغة، فالمطلوب ليس نقل المشهد كما شاهده الجمهور الذى حضر المباراة فتلك مهمة الفوتوغرافيا، وإنما المطلوب شىء أخر يتعلق بمشاعر الغضب التى اجتاحت النجم الكبير فى تلك اللحظة، فتحول من حمل وديع معجون بالموهبة والذكاء إلى ذئب شرس وكتلة غضب تنطح خصمها؟! "لقد أهانني أنا وأمى التى كانت مريضة.. وأكثر من مرة"، هكذا علق زيدان على الواقعة، وهكذا جاء التمثال الذى يبلغ طوله 5 أمتار ويزن عدة أطنان من البرونز معبرًا وكاشفًا عن خفايا الواقعة التى أطاحت بفرنسا وزيدان، وقوبل العمل بترحاب كبير فى الأوساط الفنية وتم عرضه في جاليرى ديفيد زويرنر بنيويورك قبل أن ينتقل الشهر الماضى إلى فرنسا ليعرض فى مركز بومبيدو فى باريس، وسوف يبقى معروضًا حتى 7 يناير.