د. أحمد مختار مع اقتراب شهر رمضان الكريم من الرحيل جاءت ردود الأفعال الإيجابية والتفاعل الكبير بين المواطنين وليس المشاهدين فقط مع أحداث مسلسلى الاختيار-2 والقاهرة كابول دليلا أكيداً على مدى تأثير الدراما فى تصحيح المفاهيم وكذلك غرس القيم والمبادئ وتشكيل سلوكيات الشعوب. على الرغم من تنوع الأعمال الدرامية التى يجرى عرضها على الشاشات المختلفة إلا أن الأمر اللافت للنظر هو غياب المسلسلات الدينية وأعمال السير الشخصية للرواد فى المجالات المختلفة عن خريطة الأعمال الرمضانية على مدى الأعوام الماضية. تبنى القائمون على إنتاج الدراما أعمالا تجسد بطولات رجال الجيش والشرطة والتضحيات التى يقومون بها وتحمل أسرهم وعائلاتهم الكثير نتيجة طبيعة عمل هؤلاء الأبطال وأيضا نجاح هذه الأعمال فى كشف أباطيل وضلال الجماعات المارقة بأسمائها المختلفة. هذا النجاح يشير إلى الدور الكبير الذى يمكن أن تقوم به الأعمال الدرامية إذا تناولت قضايا أخرى ترتبط ارتباطا وثيقا بحاضر ومستقبل وطننا العزيز. تجديد الخطاب الدينى نموذج يمكن أن تحقق فيه الدراما تأثيرا قويا وسريعا إذا ما تم التصدى لتناوله بواسطة المستنيرين من أصحاب الفكر والواعين بحقيقة ديننا السمح الحنيف خاصة مع تنافس نشطاء وسائل التواصل الاجتماعى فى التصدى لمفاهيم عديدة وقضايا شائكة دون أن يكونوا مؤهلين لمثل هذه الأمور. الأمر نفسه ينطبق على تناول ما يجرى بمصر من مشروعات ضخمة تستهدف تحقيق نقلة نوعية فى حياة المواطن المصرى وتستهدف الارتقاء بمستوى معيشته اقتصاديا واجتماعيا وصحيا. هذه المشروعات لا يعرف المواطن البسيط عن أسرارها وتحدياتها إلا القليل وهو ما يجعلها بمثابة البطولات التى تستحق أن تعرفها الأجيال الحالية والقادمة. على المنوال نفسه تأتى الشخصيات الوطنية فى مجالات الاقتصاد والسياسة والرياضة والفن ومنها أعداد ليست قليلة مشوارها به الكثير من قيم وأخلاقيات الاجتهاد والتغلب على الصعاب وحب الوطن وهى قيم نحتاج بشدة إلى غرسها فى نفوس أبناء مصر لتعطيهم الأمل وتزرع داخل نفوسهم نبتات الطموح والنجاح. أتمنى أن تقوم الشركات المنتجة للأعمال الدرامية من الآن باختيار نماذج من المشروعات الكبرى وكذلك الشخصيات الرائدة وتكليف كتاب قصص وسيناريو متميزين لتشهد الشهور القادمة بدء تنفيذ هذه الأعمال الدرامية التى سوف تترجم الدور الحقيقى والمأمول للفن فى الارتقاء بالمجتمع ودفعه للتقدم خاصة أن الأعمال الوطنية التى جرى عرضها على الشاشات خلال رمضان أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن بوصلة المشاهدين تتجه بقوة نحو الأعمال المتميزة وليس كما كان يحاول البعض إشاعته من أن الجمهور يقبل على الأعمال التى تجسد البلطجة أو التى تتناول سلوكيات مقيتة وغريبة على المجتمع المصرى حيث الطامة الكبرى فى تناول ما هو شاذ أو استثناء والإيحاء بأنه ظاهرة شائعة ومنتشرة تحت دعوى باطلة يرددها المستفيدون من ذلك بأن الفن مرآة للواقع وكأن الواقع لا يوجد به إلا هذه الأمثلة الرديئة فنا وخلقا.