قال د.سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات إن المركز استضاف جماعة الإخوان المسلمين أكثر من 12 مرة حينما لم يكن لهم منبر، وهو ما جر عليه معاداة الرئيس السابق حسني مبارك بتهمة تشجيعهم على أن يكون لهم حزب سياسي. وتابع، خلال مناظرة بينه وبين عبد المنعم الشحات أحد رموز الدعوة السلفية نظمها منتدى الوسطية للفكرة والثقافة برئاسة منتصر الزيات: "كان مبارك يقول لي دائما (عملت لهم حزب يا أخويا، إنت أول واحد هياكلوك)"، مضيفا: "ربنا يفك ضيقته"، وهو ما اعترض عليه الحاضرون، وبرره سعد الدين إبراهيم بأنه "رجل طاعن في السن موجود في سجن انفرادي، وهو أقسى أنواع العقاب". وردا على سؤال الشحات لإبراهيم عن الفروق بين العلمانية والمدنية وسبب اختياره للمدنية، والفروق بين هذين الاثنين وبين الشريعة الإسلامية قال د.سعد الدين: "العلمانية لها 3 معان، الأول معاد للدين تماما، وأصحابه ثاروا على الملك بالأساس وعلى حلفائه وبالأخص الكنيسة وما تحمله من رموز دينية، وعليه نقل رفاعة الطهطاوي ورفاقه هذا المفهوم على أنه علمانية". واستطرد: "أما المعنى الثاني، فهو يؤمن بالفصل بين الدولة والدين، ولكنه لا يعادي الدين، وأخيرا المعنى الثالث وهو المعنى الأمريكي، وهي العلمانية الإيمانية". على جانب آخر، قال سعد الدين إبراهيم: إنه حارب مع المقاومة الفلسطينية في عام 1972، وبالتالي موقفه منها ومن تحريرها من التراب الإسرائيلي من البحر إلى النهر واضح وقاطع، لكن المهمة الأساسية تقع على عاتق أبناء هذا التراب أولا، مدللا على تحرر غزة الذي تم بدون مساعدة من الدول العربية، وأنه لم يحدث في التاريخ أن حرر شعب شعبا آخر، وليس أمام العرب سوى التضامن مع الشعب الفلسطيني فحسب، وهو ما أثار اعتراض الحاضرين. من جهته قال الدكتور عبد المنعم الشحات أحد رموز التيار السلفي: إن هناك اتفاقا على أن آليات الديمقراطية مقتبسة من آليات الشورى، وإن العقل الإسلامي السلفي هو من توصل لآليات الشورى، وليس العقل الحداثي. أضاف أن الشريعة حاكمة، والمرجعية العليا للإسلام يجب أن تكون هي الأساس لنا، لأن الشريعة لم تنزل من عند الله مقيدة بالزمان أو بالمكان أو الناس، فهي صالحة لكل زمان ومكان، ولها حكم في كل مسألة مهما كانت دقيقة. وواصل أن الديمقراطية هي تجربة لأمة واحدة علمانية بطبعها وهي اليونان، وعمت على كل الأمم، وأريد لها أن تعمم علينا، برغم أن التجربة كانت مصادمة لحقائق العلم، وورثت للملوك الاستبداد فاصطدمت بهم الكنيسة. وردا على سؤال من د.سعد الدين إبراهيم بشأن تحريمه اقتناء التماثيل باعتبارها أصناما، رفض الشحات الإجابة عن السؤال في البداية، باعتباره ليس في موضوع المناظرة، ولكنه أبدى استعدادا للتنازل عن رأيه في هذا الشأن لو ظهر من الشريعة ما حلل اقتناء التماثيل، موضحا أنه حضر مؤتمرا انتخابيا بميدان به تماثيل، وبرغم إقراره بأنها حرام فإنه مع ذلك لم يكسرها، بل قام "عامل الفراشة" بتغطيتها، دون علمه حتى، على حد قوله. وعبر عن رأيه في القضية الفلسطينية، بأنه تجب تقديم المساعدة المادية والمعنوية للشعب الفلسطيني، لأن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة وتستحق الدعم.