صرح الدكتور سعد الدين إبراهيم -مدير مركز ابن خلدون للدراسات- بأن المركز استضاف جماعة الإخوان المسلمين في العديد من المرات، في الوقت الذي لم يكن لهم منبر يتحدثون من خلاله، وهو الأمر الذي تسبب في معاداة حسني مبارك -الرئيس المخلوع- له، بتهمة تشجيع جماعة الإخوان على تكوين حزب سياسي خاص بهم. وأضاف إبراهيم -خلال مناظرة بينه وبين عبد المنعم الشحات- اليوم (الأحد) قائلا: "مبارك كان يقول لي دائما: ستكون أول من يأكلوه إن كوّنوا حزبا" مستطردا: "ربنا يفك ضيقته"، واعترض الحاضرون على دعائه لمبارك، وبرر سعد الدين إبراهيم موقفه بأن مبارك رجل كبير السن، ومحبوس انفراديا، وهو أقسى أنواع العقاب. وتابع إبراهيم أن العلمانية لها 3 معانٍ: الأول معادٍ للدين تماما، وأصحابه ثاروا على الملك بالأساس وعلى حلفائه، وبالأخص الكنيسة وما تحمله من رموز دينية، ونقل رفاعة الطهطاوي ورفاقه هذا المفهوم على أنه علمانية، والمعنى الثاني يؤمن بالفصل بين الدولة والدين، ولكنه لا يعادي الدين، والمعنى الثالث وهو المعنى الأمريكي وهي العلمانية الإيمانية. وقال سعد الدين إبراهيم إنه حارب مع المقاومة الفلسطينية في السبعينيات، وبالتالي موقفه منها واضح وقاطع، ولكن المهمة الأساسية تقع على عاتق أبناء فلسطين أولا، وضرب مثلا بتحرير قطاع غزة الذي تم دون مساعدة الدول العربية، مشيرا إلى أنه لم يحدث عبر التاريخ أن حرر شعب شعبا آخر، وبالتالي ليس أمام العرب سوى التضامن مع الشعب الفلسطيني فحسب. وأشار المهندس عبد المنعم الشحات -أحد رموز التيار السلفي- إلى وجود اتفاق على أن آليات الديمقراطية مقتبسة من آليات الشورى في الإسلام، والعقل الإسلامي السلفي هو من توصل إلى آليات الشورى وليس العقل الحداثي، مضيفا أن الشريعة حاكمة، والمرجعية العليا للإسلام يجب أن تكون هي الأساس، لأن الشريعة لم تُقيد بزمان أو بمكان، ولها حكم في كل مسألة مهما كانت صغيرة. وأكمل الشحات قائلا: "الديمقراطية كانت تجربة يونانية لأمة علمانية بطبعها، وعمت على كل الأمم، وأراد البعض لهذه التجربة أن تُعمم علينا أيضا، بالرغم من أن التجربة أورثت الاستبداد للملوك فاصطدمت بهم الكنيسة". ورفض الشحات الإجابة على سؤال بخصوص تحريمه لاقتناء التماثيل باعتبارها أصنام، لكنه أبدى استعداده للتنازل عن رأيه في هذا الأمر لو ظهر من الشريعة ما يحلل اقتناء التماثيل، مضيفا أنه حضر مؤتمرا انتخابيا بميدان به تماثيل، رغم إقراره بأنها حرام ووجودها بالميدان حرام، لكنه مع ذلك لم يكسرها، وقام أحد العمال بتغطيتها دون علمه.