حفل سجله الجنائى بالعديد من القضايا التى تنوعت مابين السرقة والشروع فى القتل واكتمل سجله بقضايا ترويج وحيازة المخدرات بمختلف أصنافها، وأصبح مطاردا ليل نهار من قبل الأجهزة الأمنية لا يمضي عدة أيام خارج الزنزانة حتى يعود إليها من جديد بعد ارتكابه جريمة أخري. هكذا كانت حياة «م» الذى عاش بين أحضان أسرته الريفية فى إحدى العزب التابعة لمركز القناطر الخيرية فترة صباه رافضا الاستمرار فى الدرب الذى حددته له باستكمال دراسته التعليمية ولكن كثرة الضغوط التى تعرض له حولت حياته رأسا على عقب مما دفعه لهجر دراسته والتعرف على الأشقياء والمسجلين. وبمرور الأيام زادت حدة الخلافات بين «م» وأسرته وتحول الأمر لشجار يومى بسبب قضائه أغلب وقته بين المسجلين وأرباب السوابق الذين استهوته حياتهم حيث كان يعود لمنزله فى الأوقات المتأخرة من الليل وفى إحدى المرات قام والده بتعنيفه وطرده من المنزل كان وقتها الشاب فى ال 15 من عمره. وهنا لجأ «م» إلى أصدقاء السوء وانخرط وسطهم حيث كان يتنقل كثيرا بين منازلهم حتى انضم إلى أغلبهم فى التشكيلات العصابية ومارس معهم مختلف أعمال البلطجة والسرقة فى الأوقات المتأخرة من الليل مستخدما سلاحا ناريا كان يخفيه بين طيات ملابسه وأصبح مطاردا من قبل رجال الأمن. تعرف «م» على عصابات الاتجار فى المواد المخدرة المنتشرة بمحيط سكنه وعمل مع الكثير وجنى من وراء تلك الأعمال العديد من المال وأصبح صيته ذائعا بين تجار السموم حتى أصبح مطاردا من قبل رجال الأمن وتم نصب العديد من الأكمنة لضبطه ولكنه كان يلوذ بالفرار قبل مداهمة وكره حتى قرر الاختباء بعيدا ليكون فى منأى عن أعين المباحث. وعندما بدأت الأموال تنفد من بين يديه قرر العودة لمحيط سكنه واستغلال علاقاته بتجار المواد المخدرة وإعادة ممارسة نشاطه القديم ولكنه هذه المرة سيقوم بترويج السموم لحسابه الخاصة وتواصل مع تجار السموم وأعاد نشر اسمه بين المدمنين وبعد فترة استطاع جذب أعداد كبيرة منهم لبؤرته التى كانت متنقلة. ذاع صيت تاجر السموم من جديد بدأت معها التقارير الأمنية ترصده وعيون رجال الأمن التقطته حتى تم إعداد عدة مأموريات لاستهدافه سقط فى قبضتهم وبحوزته كمية كبيرة من السموم التى كانت معدة للترويج. كانت معلومات سرية تجمعت أمام اللواء حاتم الحداد مدير إدارة البحث الجنائى بالقليوبية تفيد قيام عاطل سبق اتهامه فى 5 قضايا مخدرات وهارب من أحكام بدائرة مركز القناطر الخيرية بترويج المخدرات على عملاءه. وبتكثيف التحريات حول المتهم تبين أنه مطلوب التنفيذ فى 9 أحكام جنائية «قتل وسرقة بالإكراه» وصدر ضده أحكام بالإعدام و4 جنايات مؤبد و4 جنايات 10 سنوات كما تبين اتخاذه من محل سكنه مسرحا له حيث يتردد عليه المدمنين وتجار السموم فى الأوقات المتأخرة من الليل. وبعرض المعلومات على اللواء فخر الدين العربى مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية أمر بسرعة القبض على المتهم وتكثيف الحملات لتطهير البؤر الإجرامية وإحكام السيطرة الأمنية. تم تشكيل فريق بحث على مستوى عال باشره العميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية حيث تم إرسال العناصر السرية لجمع المعلومات اللازمة عن المتهم وبؤرته لوضع خطة القبض عليه. تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة وتم إعداد مأمورية من رجال المباحث لاستهداف المتهم وفى الوقت المحدد تم مداهمة البؤرة وضبطه وبالتفتيش تم العثور بحوزته على كمية من الهيروين وسلاح نارى فرد خرطوش محلى الصنع وطلقات من ذات العيار. وبمواجهته أقر بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار والمبلغ المالى حصيلة تجارته والهاتف للاتصال بعملائه فتم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم.