تكتب لم يكن يتخيل إسلام عمر ذو ال 28 عامًا وهو يستقل دراجته البخارية الساعة الثانية عشرة ظهرًا أنه على موعد مع القدر، فقد بدأ يومه كالعادة بالرضا والدعاء لله أن يوسع رزقه من عمله كعامل دليفري يقتسم قوت يومه مع المطعم الذي يعمل فيه، ويدفع قسط الموتوسيكل 14 جنيهًا، وعلى الرغم من قلة المتبقي يحمد ربنا على الستر الذى يكفيه بالكاد هو وزوجته وابنه الصغير. وقبل خروجه للسعي ظهرت زوجته مرتدية ملابسها وتحمل ابنه وترجَّته أن يأخذها معه إلى بيت حماه الذى دعاهم لتناول الإفطار، تردد قليلا وبخاصة أن كرسي الموتوسيكل الضيق سيحمل معه شقيقه فما بالك باثنين زيادة، ولكنه توكل، وقفز الأربعة إلى صهوة الدراجة النارية إلى الطريق، وما بين الزحام والسرعة للوصول إلى كل محطة نهاية بمكان عمله استوقفته سيارة سوداء ليخرج منها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأول وهلة شعر بالصدمة وانعقد لسانه عن الكلام، لكن الرئيس الذى شعر بمحنة ذلك الشاب ومعاناة أسرته المكافحة ومشهد استقلالهم الدراجة هم الأربعة استفز إنسانيته وأبوته المعهودة، وأخذ يحاوره ليكسر الرهبة وطلب منه أن يحكي له عن عمله وظروفه والشاب يجيب. وبعد أن انتهى سأله إن كان يريد أي شيء هو أو زوجته لكن الشاب المصرى عزيز النفس رغم عَوَزه دعا للرئيس ولم يطلب شيئا، بل اكتفى أنه دون غيره كان من حظه أن التقى الرئيس وتحدث إليه، وانتهت المقابلة بحث الرئيس السيسي إسلام وأسرته على ارتداء الخوذة للأمان والالتزام بالإجراءات الاحترازية، لم يستطع أن يتحرك لبعض الوقت ثم عاد فرحًا إلى الدنيا بما مر به من لحظات استثنائية سيرويها لأحفاده ويتذكرها دائمًا. وبدأ يلوم نفسه (مش كنت حكيت له على الأقساط وإيجار الشقة إللى وصل ل1200 جنيه) فقد قام إسلام بتأجير شقة للزواج ولم يستطع دفع الإيجار فتركها ليعيش مع والده فى منظقة الأربعة ونصف، لكنه عاد ليردد (ده أسعد يوم في حياتي لأني عمري ما تخيلت إني أقابل الرئيس السيسي، لما شوفته اتخضيت ولساني اتشل، كان نفسي أقوله حاجات كتير وأحكيله عن ظروفي الصعبة، بس الحمدلله على كل حال). وتبدلت حياة إسلام بعد هذا اللقاء فقد استقبله أهل شارعه وجيرانه بفرحة شديدة، وعلى الجانب الآخر ذهبت زوجته أمل محمد، إلى بيت أبيها، وقصت على أسرتها ما حدث، ولكن الجميع لم يصدقها، فهي مصادفة لم تحدث إلا لأشخاص يمكن عدهم على أصابع اليد، وبعد ظهورإسلام مع الرئيس فى التليفزيون صدقوها وشعروا بفخر كبير أنهم زوجوا ابنتهم لهذا المحظوظ، وبعد أيام معدودة تم إبلاغه بأن الرئيس قد منحه هدية (تاكسي أبيض) يعمل بالغاز الطبيعى هو وشقيقه، وكانت سعادته لا توصف فقد تحقق ما لم يجرؤ حتى على الحلم به، فهو لم يكن يمتلك حتى الموتوسيكل الذى يعمل عليه، وفى يوم وليلة أصبح صاحب تاكسي قد الدنيا والرزق بقي مفتوحًا. وقد استوقفتني تلك القصة وتساءلت ماذا لو لم ينزل إسلام فى موعده بسبب تلكؤ زوجته فى ارتداء ملابسها، أو مرض ابنه، أو عطل فى الدراجة، ماذا لو لم يختَر طريق الأوتوستراد الذى تصادف أن يسير فيه الرئيس الإنسان في أثناء جولته التفقدية لأعمال التطوير في منطقة محيط مطار القاهرة الدولي، مرورًا بشارع عبد الحميد بدوي وتقاطعه مع طريق الأوتوستراد، فالقدر رسم تلك اللحظات والعناية الإلهية أهدت ذلك الشاب الصابر المجتهد تلك الهدية؛ بل وألهمت الرئيس المحب لشعبه أن يستوقف ذلك الشاب تحديدًا ليأخذ بيده، كم نحن محظوظون بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى جابر الخواطر هدية ربنا لمصر، فلم نر من قبل رئيس دولة ينزل إلى الشارع ويختلط بالمواطنين دون خوف أو تعال، بل هو إنسان فى المقام الأول عاشق لوطنه وشعبه، يريد أن يعرف ما يدور على أرض الواقع واحتياجات الناس ومشكلاتهم الحقيقية. وليس هذا الموقف الأول فالرئيس دائم التجوال يقابل الناس ويتفقد أحوالهم، ففى شهر مارس وفي أثناء مرور الرئيس وسط موكبه رأى أحد بائعي الفاكهة في نهاية الخمسينيات من عمره، وطلب منه إحضار موز، ووقف يتحدث معه قرابة 15 دقيقة، حتى أفصح البائع له عن رغبته في العلاج من التهاب في الأعصاب، وعدم القدرة على ذلك، فأمر على الفور بعلاجه على نفقة الدولة. وفي شهر يونيو 2020، أجرى السيسي حوارًا إنسانيا مع سيدتين في حي الأسمرات 3 بالمقطم وسأل عن حالهما وشئونهما، لتقرر واحدة منهما دعوته إلى تناول كوب من الشاي بالنعناع، فرد عليها مطيبًا خاطرها: (على عيني والله ويشرفني والله العظيم). وأيضًا في أثناء خروج الرئيس عبدالفتاح السيسي في جولة لتفقد عدد من المشروعات فى عدة مناطق بحي الأسمرات، تعرض شاب لحادث سير، الأمر الذي جعل الرئيس يتوقف بسيارته للاطمئنان على صحته والحديث معه حتى تأكد من عدم إصابته، وأنه بصحة جيدة. وموقف إنسانى آخر عندما قابل إحدى المسنات والتي شكت له من أمراض القلب والسكر والكبد والضغط الدم، وأنها تحتاج إلى رعاية طبية، ورفض بعض المستشفيات قبول علاجها، ليأمر الرئيس على الفور جهات الاختصاص برعايتها صحيًّا وفق أرقى البروتوكلات العلاجية، وذلك في أثناء تفقده بعض المشروعات القومية، وما تشهده مصر اليوم من تطوير للعشوائيات ومشروع حياة كريمة الذى يستهدف ريف مصر والحملات الصحية والتوعية والتأمين الصحى ما هو إلا خطة دؤوب لتحسين الظروف المعيشية للإنسان المصري كما وعد الرئيس بأن تكون مصر وشعبها قد الدنيا.