- نجلاء بدر: «رقية» و«دهب» وجهان لعملة واحدة فى الانتقام - تخليت عن الماكياج في «بين السما والأرض» لمصداقية الدور.. و15 حلقات كافية جدًا - موت الأبطال كان الحل الأفضل.. وبقاء الطفل الرضيع على قيد الحياة رسالة - أجرينا بروفات كثيرة على التصوير داخل المصعد.. وصورت مشاهد البكاء دون انقطاع - صراعي مع سوسن بدر فى العمل مثال على فنانات ضحين بأعمارهن من أجل الفن وأخريات جدد يردن طردهن من الوسط الفن - تعاملت مع دورى فى «نسل الأغراب» بحذر شديد بسبب محمد سامى.. واللكنة الصعيدية أصعب ما واجهنى - العمل عالم افتراضى بقصة مختلفة ولا يناقش قضية قديمة أو معاصرة فى الصعيد تحرص الفنانة نجلاء بدر دائما البحث عن الأدوار الجديدة والصعبة التى تترك من خلالها علامة مميزة تضاف إلى رصيدها الفني، دون النظر إلى مساحة الدور في العمل بقدر ما يحققه من تأثير مع المشاهد، وانطلاقا من هذه القاعدة لم تتردد فى المشاركة فى موسم رمضان الجارى بمسلسلين حققا تفاعلا ونجاحا مع الجمهور، فمن راقصة غجرية فى «نسل الأغراب»، إلى فتاة تحلم بالتمثيل وتريد أن تقتحم عالم الأضواء والشهرة بأي وسيلة في «بين السما والأرض»، وهو ما اعتبره البعض تحديًا كبيرًا فى مسيرة نجلاء بدر الفنية لاختلاف الدورين عن بعضهما. وفي حوارها مع «الأهرام المسائي» تحدثت نجلاء بدر عن طبيعة العملين والمصاعب التى واجهتها وسر ظهورها بدون ماكياج فى عدد كبير من حلقات «بين السما والأرض» حرصا منها على التفاعل مع الدور الذى استلزم منها التخلى عنه وهو ما حرصت عليه لخدمة الدور دون النظر لظهورها على الشاشة جميلة، كما تحدثت عن الصعوبات التى واجهتها أيضا فى «نسل الأغراب» وتعلم اللكنة الصعيدية، كما ردت على الانتقادات التى وجهت للعمل، وتفاصيل أخرى فى هذه السطور:- رأى البعض أن نهاية مسلسل «بين السما والأرض» جاءت ظالمة لأبطال القصة.. ما تعليقك؟ الحقيقة أنه دار نقاش طويل حول نهاية العمل، وكيف ستكون الحلقة الأخيرة، واقتنعت بوجهة نظر السيناريو بأنه لابد من أن تكون نهايتهم هى الوفاة، وهذا ليس ظلما لهم، ولكن الدراما الخاصة بهم لابد أن تنتهى، فلو كانوا عاشوا كان لابد من مد الحلقات لنرى ما هى حياتهم بعد الحبس فى المصعد، ونحن 15 حلقة فقط، كما أننا لم نرد أن نترك النهاية مفتوحة بعد خروجهم مثلما حدث فى الفيلم الأصلى حتى لا يقال إننا نقلدهم، ولذلك لا يوجد أى حل سوى أن ننهى حياتهم بصرف النظر عمن هو الظالم أو المظلوم، فليس شرطا أن يكون الموت هو نهاية الظالم فقط، بل من الممكن أن يموت المظلوم أيضا. وما الدلالة فى بقاء الطفل الرضيع على قيد الحياة؟ لأنه الوحيد من الجيل الجديد الذى ستبدأ حياته، أما الذين توفوا ففقدنا الأمل فى إصلاحهم أو بمعنى أصح أننا كلنا لدينا ازدواجية، ولذلك تركنا الطفل الرضيع فقط ينجو، وكما شاهدنا أنه بعد غلق الأنوار مازال يصرخ وهذا دليل أنه هو فقط الذى تبقى. جسدت شخصية الفنانة الكومبارس التى وصلت للشهرة وانتقمت ممن ذلوها..حدثينى عن تحضيرك لمراحل الشخصية؟ هى بالفعل شخصية جديدة للغاية بالنسبة لى، وصعوبتها لا تكمن فى أدائها ولكن فى فكرها، وكيفية الحفاظ على الخط الدرامى الخاص بها، ف"رقية" فتاة من إحدى المناطق الشعبية الفقيرة، وكل طموحها أن تصبح فنانة مما يجعلها تذهب لمكاتب الكاستنج ثم تعمل كومبارس، وحدث تدرج فى الشخصية مع الاحتفاظ بأصلها، والدليل على ذلك أنها بعدما أصبحت فنانة مشهورة وغيّرت اسمها ل"ريهام صدقي" كانت شعبية فى بعض تصرفاتها مثل ملابسها وماكياجها الزائد عن الحد، وباروكتها الصفراء، كما حرصت على الانتقام ممن أتعبوها فى حياتها، ومنهم الفنانة سوسن بدر التى جسدت شخصية نجمة من الزمن الجميل لا تريد التنازل عن عرشها بتجسيد دور البطولة ولا توافق بالدور الثانى حتى بعد أن تقدمت فى العمر، وجاء هذا الانتقام بسبب أنها ترى هذه النجمة «سوسن بدر» تسببت فى الوقوف أمام حلمها على الرغم من أن هناك الكثير من الفنانات لا يعرفن التمثيل ولكنهم عملن وحققن شهرة أيضا فلماذا وقفت فى طريق «ريهام» فقط. ما سبب ظهورك بدون ماكياج فى عدد كبير من حلقات العمل؟ لأنه كان هناك تسلسل فى مشاهد المصعد، بمعنى أنه بعد مرور وقت طويل من الحبس داخل المصعد، كان طبيعيا أن نعرق ونتعب وبالتالى أزيل الماكياج نهائيا من وجهى فى الحلقة الثامنة، لأنه ليس من الطبيعى أن أكون محبوسة طوال هذه الفترة وهى 7 ساعات مثلا وهناك من مات وأخرى ولدت طفلا رضيعا وأن أظل كل هذه المدة بالماكياج، فلن يكون منطقيا، ولهذا قررت أن أزيله فى الحلقة الثامنة حتى أكون طبيعية وأيضا شعرى لم يكن فى كامل أناقته، كما أننى أفضل المشاهد التى من غير ماكياج لأنها لم تفصل المشاهد عن الإحساس بالعمل ومعايشته مع الفنانة، فكيف أبكى فى المشاهد ولم تتم إزالة الماكياج فهذا ليس طبيعيا، فلن أحافظ على ظهورى بكامل أناقتى فى سبيل الحفاظ على الدراما النفسية للجمهور. على ذكر البكاء كان هناك العديد من المشاهد الصعبة فى الشخصية، مثل محاسبة «ريهام صدقي» لنفسها وبكائها كيف استعددت لهذه المشاهد؟ الحقيقة أننى طلبت أن يكون مشهد البكاء دون انقطاع حتى لا أنفصل عن الاندماج فى الشخصية؛ حيث تم تصويره بشكل متتال، ولم نوقف التصوير إلا لتعديل الإضاءة ووضع الكاميرا فقط، لدرجة أننى لم أخرج من المصعد لحين الانتهاء منه كاملا، وتعاملنا معه كمشهد طويل دون انقطاع، ومن مميزاته أننا لم نفقد الإحساس بالمشهد لذا حرصنا جميعا على حفظ أدورنا جيدا حتى لا يقف الأداء والمعايشة فى الدور وقت التصوير، ومن المشاهد الصعبة أيضا ما حدث فى الحلقة 14، والتى كانت تحاسب فيه «رقية» نفسها، كما كنا نصوّر مشاهد المصعد بمعدل يوم كامل كل ثلاث حلقات. وناقشنا أيضا جميع المشاهد الصعبة الخاصة بالخط الدرامى لكل فنان، وكيف نوصلها للمشاهد ويصدقها، فهناك من أضاف بعض الكلمات والجمل طبقا لتسلسل الشخصيات مع الاحتفاظ بالسيناريو الأصلى للمؤلف إسلام حافظ الذى أبدع فيه، كما كان كل منا يتحدث مع شركائه في الخط الدرامي الخاص به فكنت أنا وسوسن بدر ومحمود الليثى في ذات الخط للنهاية. هل واجهت صعوبة فى التصوير داخل المصعد؟ المخرج ماندو العدل قام بتهيئتنا وأطلعنا على تكنيك التصوير، كما أجرينا بروفات على حركتنا داخل المصعد فنحن لم نكن 11 فردا كما ظهر على الشاشة، ولكن 12 فردًا مع المصور الذى يحمل كاميرا متحركة، بالإضافة إلى وجود كاميرتين آخريين، ولأن المكان ضيق والمصور لابد أن يكون حرا بكاميرته حتى لا يتم عرقلته داخل المصعد أو نوقف عمله خاصة أنه يتحرك كثيرا معنا، ويجب أن يتم ذلك بدون صوت ودون التأثير على أداء المشهد أو على ممثل آخر يقدم دوره، وهو ما استلزم بروفات كثيرة لأنه أمر مجهد جدا، ولذلك تدربنا ثلاثة أيام على العمل فى المصعد فقط لنعرف كيف يتم التصوير بداخله، هذا إلى جانب صعوبات الشخصية والتحرك بين مراحلها ومعايشة الأدوار كلها لأننا أصبحنا مرتبطين ببعضنا. كان هناك جدل حول أن دورك هو دور الفنانة هند رستم فى الفيلم الأصلى، بينما ردد آخرون أن «رقية» أو «ريهام صدقي» إسقاط على شخصية بعينها فما حقيقية ذلك؟ لست هند رستم ولا أقصد أحدا بعينه، ولا حتى المسلسل مطابق لشخصيات الفيلم، فالعامل المشترك بين الفيلم والمسلسل هو المصعد فقط، فالفيلم تم إنتاجه قبل 66 عاما تقريبا ونقدمه اليوم من خلال تناول التطورات التى حدثت، كما أننى ظهرت بمظهر الفنانات فى الوقت الحديث لأنى أجسد دور نجمة سينمائية، وأجرينا مناظرة فى العمل بين فنانتين واحدة من الجيل القديم وهى سوسن بدر الجيل المخضرم المعتمد على موهبته والتى تريد الحفاظ على تواجدها بكامل أناقتها ونجوميتها، وأخرى من الجيل الجديد والتى أمثلها، وهو الجيل الذى لا يعرف معظمه التمثيل ويريد طرد الجيل القديم، وبالتالى كانت هناك مقارنة بين الجيلين فالجيل القديم معظم فناناته لم يتزوجن وضحوا بحياتهن فى سبيل فنهن وبالتالى لم يتنازلن عن عرشهن فى سبيل تضحياتهن، والجيل الجديد يريد الظهور وطرد الجيل القديم الذى أخذ مساحة منه. - يرى البعض أن أحداث العمل كانت من الممكن أن تحتمل أكثر من 15 حلقة.. ما رأيك؟ لا، الأحداث لا تتحمل أكثر من 15 حلقة، فلو تم خروجهم من المصعد وعاشوا حياة أخرى جديدة سيحدث ملل للمشاهد، فالنهاية كانت ذكية لأنهم ماتوا والمشاهد أحبهم وتعاطف معهم، ولو طولّنا أكثر من ذلك وخرجوا فلن يلتقون مرة أخرى وسيحدث خلل فى الأحداث لأن بمجرد خروجهم أصبحنا أمام عمل آخر، خاصة أن ال11 فردا جذبوا الجمهور لقصصهم بجميع مشاعرهم وثقافتهم وطبقاتهم وتعليمهم وربطنا بينهم بحدث فكيف نفصلهم مرة أخرى، كما أن البطل هو المصعد بديكوره وإذا انتهى فكيف سنكمل العمل. لكن البعض رأوا أن النهاية متشائمة؟ فى رأيى أن النهاية لم تكن متشائمة كما يرى البعض، ولكن للأسف اعتاد المشاهد على أن تكون نهاية الظالم هى الموت بينما ينجو المظلوم، ولكنه خطأ فالموت لا يفرق بين الظالم والمظلوم. قدمت فى الموسم نفسه شخصية تحمل النقيض وهى «دهب» فى مسلسل «نسل الأغراب» كيف خضت هذه التجربة؟ تعاملت مع شخصية «دهب» خصيصا بحذر شديد لأنها رؤية المؤلف والمخرج محمد سامى، فهناك مأزق وهو أن المؤلف والمخرج شخص واحد، ولذلك لم استطع النقاش كثيرا، ففى أعمال أخرى يختلف المؤلف عن المخرج فيتم توسيع المناقشة بيننا نحن الثلاثة، ولكن هنا لا يوجد نقاش لأنه مقتنع بوجهة نظره كمؤلف ومخرج فى الوقت نفسه، ولابد من تجسيد الدور مثلما كتبه، والحقيقة أن «دهب» شخصية انتهازية من الأشرار وكل طموحها الخروج من الغجر والزواج بعدما تخلى عنها الرجل الوحيد الذى أحبته ووعدها بالزواج، وقررت الانتقال لعالم آخر ولكى تنتقم منه أيضا، وظلت تبحث عن القوى العظمى وتسلك سلوك الغوازى التى تريد مصلحتها، لتبحث عن أعدائه لكى تصل لهم وتنتقم منه وتنتصر على الشخص الذى أحبته. لهجة العمل كانت صعبة هل استغرقت منك وقتا لتعلمها؟ ضاحكة «اللهجة أخذت منى عمرا وليس وقتا محددا»، فهى صعبة للغاية، ولم أقدمها من قبل، فالسينما المصرية تناولت اللهجة الفلاحى كثيرا ولكن الصعيدى نادرا وهو بالفعل صعب وله مصطلحاته، وأيضا الغجر لهم لهجة مختلفة ولو كنا قدمناها فلم يكن يفهمنا أحد، فاللهجة الصعيدية غير لهجتنا وكأننا نتحدث الإنجليزية بالخطأ، ونحتاج تدريب لفترة طويلة وكلنا وجدنا فيها صعوبة، ماعدا من قدموا الصعيدى من قبل مثل أحمد السقا، وعلى رأى أمير كرارة كأننا نتحدث بالصينية، فعلى سبيل المثال كلمة «أتوحشتك» كنت لا أعلم معناها هل وحشتنى أم وحشتك وتحدثت مع مصحح اللهجة عبد النبى الهوراى وفهمنى أنها وحشتك، كما غيرت صوتى لكى يكون أعلى وأقوى، ولابد من تعظيم حرف ال«ط»، وحرف ال«ق» ليتحول ل«ج»، كما أن لديهم نغمة فى نطق الكلمات. تسبب العمل فى جدل بسبب اللهجة والقصور المبالغ فيها..ما رأيك فى ذلك؟ في رأيي أن العمل تم تنفيذه بحرفية، مع مراعاة تفاصيل كثيرة ومنها اللهجة حيث كان معنا مصحح متخصص من أهل الصعيد، أما بالنسبة للقصور فهو عالم افتراضي من وجهة نظر المؤلف والمخرج وليس قصة حقيقية، فهذا ليس شكل الصعايدة ولا ملابسهم ولا ماكياجهم ولذلك هو عالم افتراضى بقصة مختلفة، فهو لا يناقش قضية قديمة أو معاصرة ولكنه صراع فى عالم افتراضى. بعيدا عن الدراما التليفزيونية تشاركين فى السينما بأكثر من فيلم فما هى تفاصيل هذه الأعمال؟ أوشكت على الانتهاء من تصوير فيلم «المحكمة»، تأليف أحمد عبد الله وإخراج محمد أمين، وهو بطولة جماعية حيث يضم مجموعة كبيرة من النجوم، ويتناول العديد من القصص الاجتماعية، ورغم أن دورى فى العمل سبق أن قدمته من قبل ولكن الجديد هذه المرة هو تطورات الشخصية، وهو عمل معاصر للغاية ويطرح قضايا تهم الرأى العام ولا يوجد لها حلول، كما انتهيت من تصوير فيلم «النهارد يوم جميل» منذ ثلاثة أشهر، وهو يتناول ثلاثة قصص منفصلة، وأقدم شخصية جديدة وأعتقد أنه سيتم طرحه فى المهرجانات أولا ثم تجاريا. أما فيلم «ليلة العيد» فبدأت تصوير بعض مشاهدى ثم توقف التصوير لانهماك بطلته يسرا ومخرجه سامح عبد العزيز فى تصوير مسلسلهما «حرب أهلية»، وهو عمل يتناول بعض القضايا النسائية ولكن القصص متشابكة وأبطالهم يعرفون بعضهم. وماذا عن فيلمى «ريتسا» و»سيدى جابر»؟ سمعت شائعات أننى موجودة فى «ريتسا» ولكنها خطأ فلم يحدثنى أحد بشأنه على الرغم من أننى كنت أتمنى العمل مع محمود حميدة، أما فيلم «سيدى جابر» فقد تعاقدت عليه قبل أربع سنوات مع عمرو سعد ولكنه توقف، واعتقد بما أن الجهة المنتجة للفيلمين واحدة فمن الممكن أن يكونوا قد غيروا اسمه إلي»ريتسا» ومن هنا جاء اعتقاد البعض أننى أشارك فيه، ولكن لم أشارك حتى تخرج الجهة المنتجة من مأزق استكمال «سيدى جابر» لأنهم وقعوا مع أبطاله وملتزمين به. وماذا عن الجزء الثانى من مسلسل «لؤلؤ»؟ سمعت ذلك، ولكن إذا تم تقديمه هذا العام فلن أكون فيه، لأننى بالفعل منهمكة كثيرا ولن أقدم مسلسلات أخرى هذا العام فى المواسم التى خارج شهر رمضان، لأننى قدمت «لؤلؤ» ثم «نسل الأغراب» و«بين السما والأرض» وبالفعل أشعر بإجهاد كبير للغاية وسوف استرح فترة طويلة لأننى لم أحصل على الراحة المطلوبة خاصة بعدما أصيبت بفيروس كورونا والذى كان صعبا للغاية وكانت أعراضه قوية.