من تأمل فى أحوال بعض الناس يجدهم يقبلون على الطاعة فى أول شهر رمضان وترى المساجد مليئة بالمصلين فى جميع الأوقات بداًء من الفجر إلى صلاة القيام ثم ما هى إلا ليالى معدودة وأيام يسيرة إلا وتفتر الهمم ويحل محلها الكسل والتثاقل عن الطاعة والعبادة والمسلم الصادق الحريص على الجنة لا يكون إلا ذا همة عالية لا يعرف العجز ولا يألف الكسل خاصة فى شهر الهمة العالية فرمضان شهر علو الهمة تعلو فيه همة المسلم عن غيره من الشهور فمعوقات علو الهمة تزول كلها فى شهر رمضان فالجنة مفتحة والنار مغلقة والشياطين مصفدة والبيئة صالحة والأعوان على الخير كثر فينبغى للمسلم أن يكون صاحب همة عالية يسعى إلى معالى الأمور وفيما يصلحه من أمر دينه ودنياه وأن يبذل فى سبيل ذلك الغالى والنفيس وألا يكون ضعيف الهمة يحب الراحة والكسل فإنه بقدر التعب تكتسب المعالى ومن طلب العلا سهر الليالى وعلو الهمة يحتاج إلى جهد ومجاهدة وصبر ومصابرة، وتلمس الأسباب التى توصل إليه، وسلوك الطرق التى تؤدى إليه فعلو الهمة من الصفات التى ينبغى أن يتصف بها المسلم الذى يريد الله والدار الأخرة ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة. من علماء الأزهر الشريف