يقول الله عز وجل « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ...» ( الآية 13 من سورة الحجرات). يقول الشيخ صالح عامر الازهر عضو لجنة الفتوى الرئيسية بالازهر فى هذه الآية الكريمة يخبر الله عز وجل، عباده جميعا على اختلاف ألوانهم وصورهم ولغاتهم من لدن أدم عليه السلام، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أنهم جميعا ينتسبون إلى رجل واحد هو سيدنا أدم وامرأة واحدة هى ستنا حواء، فقد تساوى الناس جميعا على اختلاف عقائدهم أنهم جاءوا من ماء ذكر واحد وماء أنثى واحدة، فلا تفاضل بينكم فى النسب. وقوله تعالى [ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا] أى جعلناكم متناسبين بينكم قرابة وصلة وقوله لتعارفوا أى ليعرف بعضكم بعضا فى قرب القرابة منه وبعده وهذا ليس لفضيلة لكم أو تمييزا لاحدكم على الآخر. ثم ختم الله عز وجل هذه الآية المباركة بقوله [ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ] بمعنى أن افضلكم عند الله اتقاكم له ممن خاف الله عز وجل وأدى فرائضه واجتنب نواهيه فالأفضلية عند الله بالتقوى والعمل الصالح وليس بكثرة المال أو بعز الجاه أو النسب، أن الله عليم خبير أى عليم بأتقاكم له خبير بجميع مصالحكم وأحوالكم.