كان مصير بوروسيا مونشنجلادباخ، وإلى حد أقل، آينتراخت فرانكفورت، محل اهتمام إدارة نادي لايبزيج الألماني لكرة القدم، خلال موافقتها على صفقة سريعة ومربحة بالسماح لجوليان ناجلسمان مدرب الفريق بالرحيل إلى بايرن ميونخ في الصيف. وإذا انتزع لايبزيج المركز الثاني في ترتيب الدوري الألماني (بوندسليجا) هذا الموسم، كما هو متوقع، وحصل على عدد قليل فقط من النقاط الإضافية، خلال مبارياته الثلاث المتبقية بالمسابقة، مما يمهد لتحقيقه رقما قياسيا في عدد نقاطه بالمسابقة، فسيعني ذلك تحقيق الإدارة لأهدافها خلال الموسم الحالي. لكن ما يرجح أن يحدد مدى نجاح حقبة ناجلسمان مع لايبزيج، التي بدأت فقط عام 2019، يتمثل في بطولة كأس ألمانيا، التي يمكن أن تكون أول لقب كبير في تاريخ النادي. يحل لايبزيج ضيفا على فيردر بريمن في الدور قبل النهائي لبطولة الكأس بعد غد الجمعة، حيث يسعى لمواصلة مسيرته في البطولة التي كان قريبا من التتويج بها موسم 2018 / 2019، لولا خسارته صفر / 3 أمام بايرن في النهائي، قبل أن يتولى ناجلسمان قيادة الفريق. يلتقي الفائز من لايبزج وبريمن في النهائي الذي يقام بالعاصمة الألمانية برلين في 13 آيار/مايو القادم، مع الفائز من مباراة الدور قبل النهائي الأخرى، بين بوروسيا دورتموند وهولشتاين كييل، الناشط في دوري الدرجة الثانية الألماني، الذي أطاح ببايرن (حامل اللقب) خلال مشواره بالمسابقة. وقال ناجلسمان أمس الثلاثاء بعد تأكيد رحيله "الآن نحول انتباهنا الكامل إلى المباريات الثلاث المتبقية في الدوري الألماني وبالطبع قبل نهائي كأس ألمانيا لمحاولة إنهاء الموسم بأكبر قدر ممكن من النجاح". وشدد ناجلسمان "نريد أن نتأكد من أن الموسم سينتهي بأفضل نتيجة لدينا، ثم نرفع كأسا كبيرا لأول مرة أيضا". لكن الجميع في لايبزيج سيكونون على دراية بالتحدي الثلاثي الذي واجهه بوروسيا مونشنجلادباخ، الذي كان يتطلع للتواجد ضمن المراكز الأربعة الأولى في ترتيب بوندسليجا، المؤهلة لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، ومواصلة المشوار بكأس ألمانيا والأدوار الإقصائية لدوري الأبطال هذا الموسم، لكن هذا التحدي انتهى بسلسلة كارثية بتحقيقه أربعة انتصارات فقط في 13 مباراة، بعد إعلان مدربه ماركو روزه رحيله إلى بوروسيا دورتموند في الموسم القادم. ومن بين هذه الانتصارات الأربعة التي حققها مونشنجلادباخ فوزه 4 / صفر على فرانكفورت، بعد أيام من إعلان آدي هوتر مدرب آينتراخت رحيله إلى جلادباخ في الصيف، لكن البعض يعتقد أن تلك الخسارة الثقيلة جاءت بسبب اطمئنان لاعبي فرانكفورت على موقف الفريق ببوندسليجا خلال الأسابيع الأخيرة من الموسم. ووافق أوليفر مينتزلاف، الرئيس التنفيذي للايبزيج ، على ترك ناجلسمان رغم عدم وجود شرط جزائي في عقده مع النادي، ليحترم ما وصفه اتفاقا شفهيا سابقا مع المدرب، كما طلب من بايرن التقدم بمقابل مادي ضخم وفوري، وهو ما قام به النادي البافاري بالفعل، لذا فإن الدراما لم تستمر طويلا.