يبدو أن الوجه المرعب للموجة الثالثة لجائحة كورونا، بدأ جليا في عدد كبير من الدول، حيث تتزايد الإصابات بشكل حاد في جميع أنحاء العالم، فوصل عدد الإصابات بالفيروس إلى نحو 148 مليونا، وارتفع عدد الوفيات ليصبح 3 ملايين و122 ألفا و919 حالة وفاة حتى الآن، ومن المتوقع الزيادة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، ما يؤكد خطورة الوضع الحالي في العالم. وكانت وزارة الصحة، قد أعلنت عودة ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في مصر مرة أخرى، حيث ارتفع إجمالي الإصابات في مصر إلى 224517 إصابة، وارتفع إجمالي الوفيات إلى 13168 حالة وفاة، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تجريها الوزارة وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية. غلق المدارس ونظرا للظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بعد التشاور مع مجلس الوزراء والأجهزة المعنية على رأسها وزارة الصحة، أن تكون نهاية شهر أبريل الحالي هي نهاية العام الدراسي لسنوات النقل من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الثانوي، باستثناء الشهادتين الإعدادية والثانوية، ما يعني انتهاء الدراسة ل22 مليون طالب وجلوسهم بالمنازل، فهل يساهم هذا القرار في الحد من تفشي الفيروس أم العكس؟. وتشهد الهند حاليا وضعا وبائيا غير مسبوق، ففيروس كورونا يسير كالطوفان يقتل ويصيب الجميع دون تفرقه، وهناك ارتفاع صاروخي لعدد الإصابات والوفيات بسبب نسخة متحورة من كورونا، فوصلت عدد الإصابات في اليوم الواحد إلى أكثر من 300 ألف إصابة خلال الأسبوع الماضي، ليصل مجمل الإصابات في الهند إلى نحو 18 مليون إصابة، وزادت الوفيات بواقع 3293 وفاة في أكثر حصيلة يومية حتى الآن، مما فاق قدرة مرافق الرعاية الصحية ومحارق الجثث على العمل، ويعتبر ذلك جرس إنذار للجميع وأن الوضع لا يحتاج الإهمال. الاستهتار بالوضع الحالي وعلى الرغم من ما يحدث في جميع دول العالم، وزيادات الإصابة في مصر، وظهور سلالات جديدة للفيروس، فإن هناك حالة من التجاهل والاستهتار بالفيروس، وحالة من اللامبالاة تسود العالم أجمع، وأصبح التعامل مع الفيروس كأنه انتهى، حيث انخفض معدل الالتزام بالإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين، وأصبح قليلا أن يلتزم أحد بارتداء الكمامة أو التباعد الاجتماعي، بعكس ما كان الوضع في بداية ظهور الوباء. يؤكد الأطباء، أن الفترة المقبلة هي الأخطر في معركة كورونا، والتي تحتاج إلى تحلي المواطنين بالمسئولية والوعي الكامل، ما يجعله يدرك أنه لا مجال في الوقت الراهن للعودة إلى حياة ما قبل كورونا، ومع قرار وزارة التعليم بجلوس 22 مليون طالب في المنزل، يجب على المواطنين عدم الاستهتار، والجلوس بالمنزل بالأطفال، حيث إن عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية في هذه الفترة قد يكلف البلد موجة رابعة وخامسة أعلى وأشد من قبلها والتي قد تغرق النظام الصحي كما يحدث في الهند والدول الأوروبية. نصائح لكسر حلقة انتشار الوباء الدكتور عبد العظيم الجمال، أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس، يقول إن اتخاذ وزارة التربية والتعليم قرارها بنهاية العام الدراسي الحالي اعتبارا من يوم 30 أبريل، مع تفشي وانتشار الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد، قرار محمود، حيث ازدادت مؤخرا أعداد الإصابات والوفيات بالوباء بشكل كبير، ولكن يلزمه عدد من الإجراءات اللازم حدوثها لتجنب حدوث أي أزمة. ويقترح أستاذ المناعة بجامعة قناة السويس، أن تقوم وزارة التعليم العالم أيضا باستبدال التعليم الهجين بالتعليم عن بعد فيما تبقى من الترم الثاني في الجامعات، وذلك لكسر حلقة انتشار الوباء، وحفاظا على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين، فمن الأفضل أن تتم الدراسة أونلاين الفترة المقبلة من هذا العام الدراسي. دور الإعلام ويرجع السبب الرئيسي في زيادة حدة وانتشار الموجة الثالثة هو غياب الوعي الإعلامي في الفترة الأخيرة، والذي أدى بدوره لاستهتار الكثير من المواطنين، ظنا منهم أن الوباء قد انحسر وانتهى، لذا يرجى من وسائل الإعلام ووزارة الصحة، العمل على توعية المواطنين بخطورة الوباء واستمراره وكيفية تلافي خطر العدوى وتطبيق الإجراءات الاحترازية، خاصة وأننا في شهر رمضان المبارك، حيث إن التجمعات والعزومات في الإفطار والسحور والخروج للسهر والتنزه ليلا، ما يساعد على زيادة أعداد الإصابات. نصائح واجبة التنفيذ لذا يؤكد الدكتور عبد العظيم الجمال، أنه يجب على الجميع تحمل المسئولية وتطبيق الإجراءات الاحترازية على النحو الأمثل والحفاظ على التباعد الاجتماعي والبعد عن الأماكن المغلقة، وارتداء الكمامة وغسيل الأيدي باستمرار، وهناك بعض النصائح التي يجب تطبيقها في هذه الفترة، وهي: أولا: تجنب التواجد في الأماكن المغلقة، وإن كان لابد من التجمعات فيفضل الأماكن المفتوحة ذات التهوية الجيدة مع تطبيق التباعد الاجتماعي، والأصلح هو تناول وجبات الإفطار والسحور بالمنزل تجنبا للعدوى. ثانيا: الحفاظ على ارتداء الكمامات قدر المستطاع وخصوصا في وسائل المواصلات والأماكن المغلقة. ثالثا: غسل اليدين باستمرار مع الاستخدام الأمثل للمطهرات. رابعا: عند الإفطار يجب تناول الأطعمة الصحية الطازجة غير المصنعة، والفواكه والخضراوات وشرب الكثير من الماء، وتقليل تناول السكريات والدهون والمياه الغازية. خامسا: الامتناع عن التدخين. سادسا: الحفاظ على التباعد الاجتماعي قدر المستطاع. سابعا: يجب على الأسر توجيه الأطفال وتوعيتهم جيدا للبعد عن التجمعات حفاظا عليهم من خطر العدوى، خاصة بعد انتهاء العام الدراسي. سيناريوهات متوقع حدوثها فيما يرى الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن هناك سيناريوهات متوقعة بعد إغلاق المدارس ل22 مليون طالب في مصر، وهي: السيناريو الأول: هو أن يلتزم المواطنون، ويستغلون إغلاق الدراسة للجلوس في منازلهم، وتنفيذ التدابير الاحترازية والوقائية، ما يسبب حدوث انحسار للموجة الثالثة، والسيطرة على الوضع الحالي في مصر. السيناريو الثاني: التسبب في حدوث كارثة كما يحدث في الهند وغيرها، وذلك في حال عدم الالتزام والخروج والتنزه بعد إغلاق المدارس، حيث إن هناك أياما تفصلنا على الأعياد، وهذا يسبب بتفشي الفيروس وعدم القدرة على السيطرة عليه. السيناريو الثالث: وهو انحسار الموجة الثالثة، ما يجعل المواطنين يطمئنون ويحتفلون بالأعياد، ويتم الإهمال بالتدابير الاحترازية والاستهتار الذي يعطي الفرصة لطوفان كورونا أن يطوف ويتجول دون رحمة في الدولة. لذا يرى الدكتور إسلام عنان، أنه في حال عدم التزام المواطنين ، لابد على الدولة أخذ بعض القرارات الحاسمة في هذه الفترة، منها منع النزول، وغرامات على من يخلع الكمامات، وكل ما يلزم للسيطرة على الوضع الحالي. طوق النجاة يؤكد الدكتور محمد البيلي، أستاذ طب الأطفال، أن هذا القرار صائب خاصة في هذا التوقيت، لأن السلالة الجديدة لكورونا والموجة الثالثة للفيروس، تستهدف الجميع وسريعة الانتشار وتعد أخطر، لذا كان من الضروري غلق المدارس حفاظا على صحة الطلاب، وكذلك على المعلمين، لأن التجمعات بالمدارس تنشر العدوى بشكل أكبر، والأهم حاليا صحة المواطن، وهذا ما تشير إليه قرارات الرئيس. ويبين أستاذ طب الأطفال، أن هذه القرارات طوق النجاة من زيادة عدد الإصابات، ولكن بشرط التزام الجميع بعدم الخروج من المنزل إلا بالضرورة القصوى، والالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامة، لأن استغلال جلوس الأطفال في عكس ذلك يؤكد أننا على موعد مع حدوث كارثة كبيرة في الأيام المقبلة. نصائح للمرور من الأزمة لذا ينصح الأطباء، المواطنين بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية من كورونا، وعدم خلع الكمامة نهائيا حتى نهاية هذا الوباء الذي من الواضح أنه سيستمر لفترة، كما يجب التعود على التباعد الاجتماعي، وعدم التواجد في أماكن مزدحمة، حتى ينتهي كابوس كورونا ونعيش الحياة بشكلها الطبيعي مرة أخرى.