محافظ الأقصر يعتمد مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الثاني    بالأسماء، قرارات جمهورية بتعيين عمداء جدد في 3 جامعات    5 قرارات جمهورية مهمة    اختتام فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك نسور الحضارة 2025 (صور)    ختام فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك «نسور الحضارة - 2025»    وزير الري يتابع خطة التكيف مع التغيرات المناخية ودراسات حصاد مياه الأمطار    قفزة جديدة فى سعر الجنيه الذهب صباح اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025    وزير البترول يبحث مع مجموعة موانئ أبو ظبي سبل تعزيز التعاون المشترك    تموين سوهاج: متابعة مكثفة لمحطات الوقود لضمان استقرار الأسعار وضبط الأسواق    كامل الوزير: الحكومة مستعدة للشراكة مع القطاع الخاص للصناعات المستهدف توطينها محليًا    لجنة الاستثمار بالحوار الوطني: 50% من صادرات مصر تذهب إلى 10 دول فقط    وزير السياحة: أنطاليا التركية عاصمة السياحة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي لعام 2025    «متحدث الوزراء» يكشف تفاصيل طرح المطارات للشراكة مع القطاع الخاص    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة منتصف الأسبوع    احتلال غزة بالكامل، موقع أمريكي يكشف خطة الاحتلال حال فشل زيارة ترامب للشرق الأوسط    مصر تدين الاستهداف المكثف للمنشآت والبنى التحتية المدنية في بورسودان    فى أول زيارة إلى أوروبا.. ماكرون يستقبل غدا الرئيس السورى    إيران تدين بشدة الضربات الإسرائيلية في اليمن    وزير السياحة: قريبا إطلاق بنك للفرص الاستثمارية السياحية بمصر    موعد مباراة سموحة ضد طلائع الجيش في الدوري المصري والقناة الناقلة    «ظالم وشمتان».. رسالة نارية من شوبير لجماهير الزمالك    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    بسبب مونديال الأندية.. لاعب الهلال يغيب عن كأس كونكاكاف الذهبية    سكاي: ريال مدريد يتواصل مع ليفربول للتعاقد مع ألكسندر أرنولد مبكرا    الشرطة تنقذ طفلا علقت قدمه داخل مصعد سكني بالإسماعيلية    ارتفاعات ملحوظ لدرجات الحرارة الأيام وتوقعات بوصول العظمى37 درجة بالقاهرة    غدًا الأربعاء.. بدء امتحانات النقل للمرحلتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية (صور)    «الداخلية» تكشف ملابسات سرقة سيارة وتعيدها لمالكها بالإسكندرية    «مشادة بين حفيدتين».. «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو صراخ الأطفال بالقاهرة    بتخفيض 50%، وزير الثقافة يعلن إطلاق مشروع أهلًا وسهلًا بالطلبة    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «ليه محدش بيزورني؟».. تفاصيل آخر لقاء ل نعيم عيسي قبل رحيله    القائم بأعمال سفير الهند يشيد بدور المركز القومى للترجمة    45 صورة من حفل زفاف الفنانة رنا رئيس بحضور نجوم الفن    وزير قطاع الأعمال يبحث مع رئيس الرعاية الصحية دعم الصناعة الوطنية والتنمية المستدامة    «الصحة» تستعرض إنجازات إدارة الغسيل الكلوي خلال الربع الأول من 2025    باكستان: نواجه نقصا في المياه بنسبة 21% خلال بداية الخريف بسبب نقص الإمدادات من الهند    رفع 52 سيارة ودراجة نارية متهالكة خلال حملات مكثفة بالمحافظات    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    120 جنيهًا أنهت حياتها.. نقاش أمام الجنايات بتهمة قتل زوجته ضربًا حتى الموت    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    تامر عبد الحميد: لابد من إقالة بيسيرو وطارق مصطفى يستحق قيادة الزمالك    "هذه أحكام كرة القدم".. الجزيري يوجه رسالة لجماهير الزمالك بعد التعادل مع البنك الأهلي    وزارة الصحة: حصول 8 منشآت رعاية أولية إضافية على اعتماد «GAHAR»    علي الشامل: الزعيم فاتح بيته للكل.. ونفسي أعمل حاجة زي "لام شمسية"    تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في مستشفى السنبلاوين العام بالدقهلية    19 مايو.. أولى جلسات محاكمة مذيعة بتهمة سب المخرج خالد يوسف وزوجته    للمرة الثالثة.. مليشيات الدعم السريع تقصف منشآت حيوية في بورتسودان    محافظ أسوان يترأس إجتماع المجلس الإقليمي للسكان بحضور نائب وزير الصحة    انفجارات داخل كلية المدفعية في مدينة حلب شمال سوريا (فيديو)    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدلتا الجديدة خارج الصُندْوق
نشر في بوابة الأهرام يوم 26 - 04 - 2021


د. شيرين الملواني تكتب
يُشكل الأمن المائي تحديًا محوريًا أمام تنمية منطقة الشرق الأوسط ومصر واستقرارها، نظرًا لندرة المياه نسبيًا في تلك البُقعة مقارنةً ببقية دول العالم؛ حيث يعيش أكثر من 60% من سكانها في مناطق تعاني من مُستوى مرتفع من الإجهاد المائي، وتختلف تحديات الحياة في يومنا هذا عنها منذ عقد وحتى قرن من الزمان؛ فالخطورة تكمُن في التطور السريع الذي شهده السياق الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والسياسي في هذه المنطقة، وهو السياق الذي يتسْم بارتفاع مُعدلات الزيادة السكانية ولاسيما توسع المدن على حساب الرقعة الزراعية، حيث يتوقع أن يتضاعف عدد سكان المنطقة بحلول عام 2050.
لذا فإن الاستهلاك المُتزايد للمياه بأقل من قيمتها وعدم كفاية ترتيبات الحوكمة يؤدي إلى نضوب موارد الماء وهو ما يؤدي إلى عجز في مصادر الغذاء، كما يُشكل تغير المناخ مجموعة أخرى من الضغوط في هذا السياق لما يسفْر عنه من تغير للظواهر لتصير أكثر قسوة وتطرفًا؛ مما يزيد بدوره من مخاطر الجفاف وما يتبعه من ضرر مُباشر بالعنصر البشري ويساهم في زيادة معدلات الفقر.
وفي مصر ومع تنامي الزيادة السكانية وزيادة احتياجات الفرد تراجعت حصة ذلك الأخير من المياه خلال المائتي عام الماضية بشكل مُقِلق وملحوظ، وتضاءلت الرُقعة الزراعية التي عانت من جور تجريفها أو الزحف العُمراني عليها؛ مما مهد للعديد من الفجوات الغذائية في السنوات الأخيرة، بالإضافة لمعضلة قصْر الإنتاج الزراعي على محاصيل التصدير والتي تعود بالنفع على المُصْدر؛ لذا كان لابد من البحث عن استثمار جديد خارج الصندوق للعثور على حلول بديلة غير تقليدية لتأمين الأمن الغذائي ولمجابهة أي تهديد لحصتنا في مياه النيل.
فكان مشروع الدلتا الجديدة كمشروع تنموي جديد؛ يكفل حلًا بديلًا للدلتا المصرية وكمشروع قومي زراعي متكامل يضم أجود أنواع المحاصيل الزراعية ووفرة في الإنتاج الحيواني والداجني، مما يضمن الحد من فاتورة الاستيراد في دولة مخزونها الإستراتيجي من العملات محدود، ويكفُل سد احتياجات المستهلك المصري من الحبوب الإستراتيجية والتقليل من الفجوات الغذائية وسد عجز اللحوم.
وجاء هذا المشروع كخطوة في مشروع التنمية المستدامة والذي يكتمل بحلول 2030، مدعومًا بالتوازي بمشروعات زراعية أخرى شمال ووسط سيناء وتوشكى والوادي الجديد والريف المصري، ويستهدف رقعة زراعية تصل لأكثر من 2 مليون فدان بوقوعه في منطقة حيوية (محور روض الفرج - الضبعة)؛ حيث القرب من مناطق الخدمات وسهولة الانتقال ونقل المستلزمات والمُعدات اللازمة لتنفيذه، بالإضافة لقربه من الموانئ سواء البحرية أو البرية.
والنقطة الأهم في هذا المشروع هي الاعتماد على مصادر الري غير التقليدية؛ حيث تعتمد التنمية على مصادر المياه الجوفية ومحطات معالجة مياه الصرف الزراعي المُهدرة بمحطة عملاقة تفوق قدرتها محطة بحر البقر وتُعالج 6 ملايين متر مُكعب من المياه في ري المحاصيل، إضافة لاستغلال موقع المشروع التنموي لقربه من البحر المتوسط؛ حيث المناخ المعتدل وغزارة الأمطار.
مشروع الدلتا الجديدة بخطواته التي بدأت بالفعل تحت إدارة وزارة الزراعة وجهازي الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة والتي استهلت التدشين بإنشاء شبكات للطرق ومحاور المساقي والمصارف المائية ووضع أسس محطات الرفع ومعالجة المياه والتأكد من صلاحية التربة التامة لزراعة العديد من الحاصلات الزراعية الإستراتيجية؛ يُعتبر نواة لمشاريع أخرى خارج الصندوق، مصر بحاجة إليها كدولة تسير على خُطى التنمية الحقيقية والمدروسة كنهج غاب عنها لسنوات؛ هذا المشروع يستحق الاهتمام الإعلامي بجرعة تحترم فكر ومجهود القائمين عليه وبوضوح وشفافية إطلاع المواطن المصري على خطواته وجدواه، دون الاكتفاء فقط بتكذيب شائعات صعوبته واستحالة إتمامه؛ تلك الشائعات التي يطلقها المُغرضون والمُحرّضون على الدولة المصرية، يتم الرد عليها بتغطية كاملة شفافة، فذلك المشروع وأمثاله هو السلاح الذي نُجابه به التغيرات المناخية ونحارب به من ظن أن بيده تعطيشنا أو تجويعنا، فتنفيذه ضمان لاكتفاء ذاتي نسعى له منذ سنوات طوال…
والقادم أكثر خيرًا ونماءً على مصر المحروسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.