كلية التجارة بجامعة أسيوط تنظم حفل تخرج الدارسين في برامج الماجستير المهني    أحمد عز: تعيين خبير صلب في وزارات الصناعة العربية وإطلاق طاقات البناء من أهم سبل النمو    نائب محافظ القاهرة تتابع تطبيق قانون التصالح بحي شرق مدينة نصر    ترامب يتحدث مع بوتين لدى دراسته ضغط أوكرانيا للحصول على صواريخ توماهوك    الحوثيون يعلنون تعيين المداني رئيسا لهيئة الأركان خلفا للغماري    جائزة نوبل للحرب    بالصور.. بعثة نهضة بركان تصل القاهرة استعدادا لمواجهة بيراميدز    محمود الخطيب: "لأول مرة أفكر في نفسي قبل الأهلي.. وهذا سر التراجع"    سيف زاهر: فخور بثقة الرئيس السيسي باختياري عضوًا بمجلس الشيوخ(فيديو)    حسن مصطفى: كنت أتمنى التنسيق بين حسام حسن وحلمي طولان في اختيارات اللاعبين    ماس كهربائي السبب.. السيطرة على حريق اندلع في منزل بالفيوم دون إصابات    حسين فهمي: مهرجان القاهرة السينمائي في موعده.. ولا ننافس الجونة بل نتعاون وفزنا معا بجائزة في كان    أول ظهور ل محمود العسيلي مع زوجته في مهرجان الجونة السينمائي    عاجل- رئيس الوزراء يطمئن ميدانيا على الانتهاء من أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والطرق المؤدية إليه    قافلة «مسرح المواجهة والتجوال» تصل رفح دعمًا لأطفال غزة    قائد القوات المسلحة النرويجية: قادرون مع أوروبا على ردع روسيا    سكك حديد مصر تعلن موعد تطبيق التوقيت الشتوي على الخطوط    حجز قضية اتهام عامل بمحل دواجن بالخانكة بقتل شخص بسكين لحكم الشهر المقبل    حركة فتح ل"القاهرة الإخبارية": إسرائيل تراوغ وتتنصل من فتح معبر رفح    يرتدي جلبابا أحمر ويدخن سيجارة.. تصرفات زائر ل مولد السيد البدوي تثير جدلًا (فيديو)    أبوقير للأسمدة يفوز على الداخلية.. وخسارة طنطا أمام مالية كفر الزيات بدوري المحترفين    سيدات يد الأهلي يهزمن فلاورز البنيني في ربع نهائي بطولة أفريقيا    نائب رئيس مهرجان الموسيقى العربية: آمال ماهر تبرعت بأجرها ورفضت تقاضيه    مسرح المواجهة والتجوال يصل رفح دعمًا لأطفال غزة    حسام زكى: العودة الكاملة للسلطة الفلسطينية السبيل الوحيد لهدوء الأوضاع فى غزة    بعد ظهورها كإعلامية.. دنيا صلاح عبد الله توجه الشكر لطاقم عمل مسلسل وتر حساس 2    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندى: رأينا بأعيننا عواقب مخالفة ولى الأمر (فيديو)    قافلة طبية مجانية بقرية سنرو بالفيوم والكشف على 1362 حالة وتحويل 33 للعمليات    نائب رئيس جامعة الأزهر بأسيوط يشهد انطلاق المؤتمر العلمي الخامس لقسم المخ والأعصاب بالأقصر    قائمة بأسماء ال 72 مرشحًا بالقوائم الأولية لانتخابات مجلس النواب 2025 بالقليوبية    وعظ كفرالشيخ يشارك في ندوة توعوية بكلية التربية النوعية    علاء عبدالنبي بعد تعيينه بالشيوخ: ملف الصناعة على رأس أولوياتي    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    ضبط معمل تحاليل غير مرخص بإحدى قرى سوهاج    إصابة 3 أشخاص من أسرة واحدة فى حادث انقلاب ملاكى بقنا    محافظ كفر الشيخ يناقش موقف تنفيذ مشروعات مبادرة «حياة كريمة»    محافظ الجيزة يوجه بسرعة تجهيز مبنى سكن أطباء مستشفى الواحات البحرية    سحر نصر: نبدأ مسيرة عطاء جديدة في صرح تشريعي يعكس طموحات أبناء الوطن    مقتل 40 مدنيا قبل الهدنة فى الاشتباكات على الحدود بين أفغانستان وباكستان    فيريرا يكشف حقيقة رحيل أوشينج وجهاد عن الزمالك وموقفه من المعد النفسي    في يوم الأغذية العالمي| أطعمة تعيد لشعركِ الحياة والطول والقوة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-10-2025 في محافظة الأقصر    قرار جمهوري بترقية اسم الشهيد اللواء حازم مشعل استثنائيا إلى رتبة لواء مساعد وزير الداخلية    الصحة: فحص 19.5 مليون مواطن ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    كيف ظهرت سوزي الأردنية داخل قفص الاتهام فى المحكمة الاقتصادية؟    نبيلة مكرم تشارك في انطلاق قافلة دعم غزة رقم 12 ضمن جهود التحالف الوطني    كامل الوزير: تجميع قطارات مترو الإسكندرية بنسبة 40% تصنيع محلى    الداخلية تكثف حملاتها لضبط الأسواق والتصدي لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز    وكيل النواب يستعرض تقرير اللجنة الخاصة بشأن اعتراض الرئيس على الإجراءات الجنائية    وزارة العمل تشارك في احتفالية اليوم العالمي للمكفوفين والعصا البيضاء بالقاهرة    350 مليون دولار استثمارات هندية بمصر.. و«UFLEX» تخطط لإنشاء مصنع جديد بالعين السخنة    وزير الاستثمار يعقد مائدة مستديرة مع شركة الاستشارات الدولية McLarty Associates وكبار المستثمرين الأمريكين    الأهلي: لا ديون على النادي وجميع أقساط الأراضي تم سدادها.. والرعاية ستكون بالدولار    إحالة مسؤولين في المرج والسلام إلى النيابة العامة والإدارية    الصحة تنصح بتلقي لقاح الإنفلونزا سنويًا    قوات الاحتلال تعتقل شابًا خلال مداهمة في بلدة علار شمال طولكرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الدلتا الجديدة».. مستقبل جديد للزراعة غرب المحروسة
نشر في بوابة الأهرام يوم 07 - 04 - 2021

مستقبل جديد يرسمه المصريون فى مجتمع عمرانى تنموى جديد.. إنها «الدلتا الجديدة» التى تحشد أجهزة الدولة جهودها كى تخرج إلى النور كمشروع زراعى قومى مساحته قرابة مليون فدان فى منطقة الضبعة شمال غرب المحروسة.
يشارك فى تنفيذ هذا المشروع العملاق 3 جهات كل من وزارة الزراعة وجهازى الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وقد بدأت الجهات المشاركة بالفعل خلال الفترة الأخيرة فى العديد من إجراءات التنفيذ، منها رفع الإحداثيات المطلوبة، وإعداد التقارير المطلوبة الخاصة بخرائط المشروع، والبدء فى إنشاء شبكات الطرق ومحاور المساقى والمصارف المائية، ووضع أساسيات محطات الرفع والمعالجة اللازمة.
فرق بحثية شارك فيها أكثر من 40 عضوًا من مركزى البحوث الزراعية وبحوث الصحراء وعدد من أساتذة كليات الزراعة بالجامعات المصرية، للقيام بعمل إجراءات الدراسات البحثية المطلوبة، وسحب عينات كفاءة التربة للتأكد من كفاءة عناصرها، وكذلك التراكيب المحصولية المناسبة الخاصة بالمنطقة، إضافة إلى طبيعة التغيرات المناخية بالمنطقة ومدى ملائمة المحاصيل، وقد توصلت هذه الدراسات إلى جاهزية تلك الأراضى الجديدة لإقامة أكبر مشروع زراعى متكامل بالمنطقة يضم أجود أنواع الحاصلات الزراعية ومزارع الإنتاج الحيوانى والداجني، ويقع بالقرب من مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، وقيام جهاز الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بالبدء فى إعداد البنية الأساسية للطرق والخدمات ومحطات الصرف وإمدادات الكهرباء والمسارات المائية لنقل مياه الري.
الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه الجهات المعنية بسرعة إنجاز المرحلة الأولى للمشروع، إضافة إلى البدء الفورى فى منظومة ترفيق وتجهيز المساحات المحددة، إضافة إلى دمج مراحل التنفيذ فى مرحلة واحدة لسرعة إنجاز المهمة مع وضع جدول زمنى محدد لتنفيذ إستراتيجية الدولة والانتهاء من تدشين المشروع الزراعى القومي، كما أن توجيهات القيادة السياسية بإنشاء مشروعات نموذجية متكاملة تتضمن تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة، وتضم مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة للشباب والمستثمرين بالقطاع المزارعين، على أن تحتوى على معيشة كاملة للمستفيدين وخدمات متكاملة فى شتى المجالات.
توجيهات القيادة السياسية للتوسع فى مشروعات القطاع الزراعى تهدف إلى عمل وفرة فى الحاصلات الزراعية، والحد من فاتورة الاستيراد من الخارج فى ظل ارتفاع سعر المنتج المستورد، وكذلك سد احتياجات المستهلك المصرى من المحاصيل والحبوب الإستراتيجية، وحماية الأمن الغذائى المصرى وتنفيذ الرؤية المستقبلية للمحاصيل والسلع الزراعية التى تنتجها الدولة، فضلاً عن جهود الوزارة فى تقليل الفجوات الغذائية وكذلك برنامج الوزارة الخاص بالزراعات التعاقدية، إضافة إلى دعم مشروعات قطاع الثروة الحيوانية لسد العجز من اللحوم وتوفير البروتين الكافى للمواطن المصري، وكذلك دعم منظومة الألبان ومشتقاتها فى ظل برنامج الحكومة المصرية لتطوير مراكز تجميع الألبان.
وزارة الزراعة علقت على تفاصيل الإعلان عن المشروع حيث جاء التعليق على لسان وزير الزراعة السيد القصير، والذى تحدث عن تفاصيل اللقاء الذى جمعه مع الرئيس، قائلًا: إن توجيهات الرئيس السيسى بسرعة الانتهاء من مشروع الدلتا الجديدة والانتهاء من تنفيذ مراحله فى مدة زمنية لا تتجاوز العامين، باعتبار أن المشروع القومى الجديد يستهدف تحقيق الأمن الغذائى لشعب مصر، وكذلك تنفيذ إستراتيجية الحكومة فى تنفيذ إستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وقد جاءت مبادرة رئيس الجمهورية بإطلاق مشروع قومى جديد للتنمية الزراعية المتكاملة تحت اسم «مشروع الدلتا الجديدة»، لاستصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان لمواجهة متطلبات الزيادة المستمرة فى تعداد السكان من السلع الغذائية، والحد من الاعتماد على استيراد السلع الغذائية الإستراتيجية.
تحدث «القصير» أيضًا عن أهمية الموقع المتميز للمشروع، حيث أوضح أن هذا المشروع القومى العملاق يتميز بموقع متميز وذلك لوجوده بالقرب من الدلتا القديمة، وبالقرب من شبكة طرق والموانئ، كما يربط بين عدد من المحافظات ومن ثم يساهم فى إعادة توزيع السكان، وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكانى فى الوادى والدلتا، وتوفير الكثير من فرص العمل فى كل نواحى الأنشطة سواء الزراعية أو الأنشطة المرتبطة بها حيوانية أو التصنيع الزراعى فضلا عن ارتباط ذلك بإقامة مجتمعات سكنية متكاملة، موضحًا أن تكليفات الرئيس كانت ببذل أقصى درجات العناية والاستعانة بالخبراء من الجامعات المصرية لإجراء حصر وتصنيف وتقييم الأراضى بمنطقة جنوب محور الضبعة، للوصول إلى نتائج مدققة حيث تم إجراء حصر لمساحة 688 ألف فدان غرب مشروع مستقبل مصر الذى تبلغ مساحته أيضا 500 ألف فدان والذى يقع شمال وجنوب محور الضبعة، والذى تم البدء فى تنفيذه بالفعل باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة حيث تم زراعة 200 ألف فدان حاليا يتوقع أن تصل إلى 350 ألف فدان مع بداية 2022.
وأشار السيد القصير، أن المشروعات الأخرى الجارى تنفيذها فى مناطق أخرى فى شمال ووسط سيناء وتوشكى والوادى الجديد والريف المصرى والتى قد تصل بإجمالى المساحات التى تضاف إلى الرقعة الزراعية خلال عامين إلى أكثر من 2 مليون فدان، كما أن هناك متابعة مستمرة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لتكليف فرق عمل وقوافل علمية متخصصة فى مجال دراسات الأراضى من الهيئات والمراكز البحثية التابعة للوزارة، وبالتعاون مع كليات الزراعة من جامعتى القاهرة والإسكندرية، وخلال ثلاث شهور فقط من يناير حتى مارس 2021 قامت فرق العمل المتخصصة بضغط البرنامج الزمنى وتكثيف الجهود لتنفيذ ثلاث مراحل للدراسات الميدانية والتحليلات المعملية، وجمع البيانات وإعداد خرائط صلاحية الأراضى للزراعة وإعداد التقرير النهائي، وقد تبين من الدراسة التى أجريت على مساحة 688 ألف فدان أن أكثر من 90 % من المساحة صالحة للزراعة، وهناك إمكانية للتوسع المستقبلى فى المساحة وفقاً لمدى توفر مصادر مياه إضافية، وبدراسة عناصر المناخ وما تم التوصل إليه من نتائج الدراسات التفصيلية للأراضى تبين أن الأرض تصلح لزراعة المحاصيل الإستراتيجية وعلى رأسها القمح والذرة الصفراء والبقوليات ومحاصيل الخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة إضافة إلى مشروعات الإنتاج الحيوانى والداجني.
وأكد وزير الزراعة أن المشروع يقع على محور «روض الفرج - الضبعة» وفى نطاق الحدود الإدارية لمحافظات مطروح والبحيرة والجيزة، حيث القرب من مناطق الخدمات وسهولة الانتقال ونقل المستلزمات والمعدات اللازمة لتنفيذه أيضاً القرب من الموانئ سواء البحرية أو البرية أو الجوية، كما يضم مساحة مشروع مستقبل مصر والمساحة الجديدة يصبح مساحة مشروع «الدلتا الجديدة» حوالى أكثر من مليون فدان، ويقوم هذا المشروع المتكامل على الاستغلال الأمثل لمصادر مياه الرى غير التقليدية، حيث سيتم إنشاء محطة عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي، كذلك إنشاء التجمعات السكانية وغيرها من المرافق المختلفة وشبكات الطرق الداخلية، إضافة إلى تكاليف إنشاء المجمعات الصناعية العملاقة المستهدفة والتى ستقوم فى الأساس على المنتجات الزراعية لتحقيق التكامل فى التنمية من خلال مشروعات الإنتاج النباتى والثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعي، ومن المستهدف أيضاً تطبيق نظم الرى الحديثة، وتعظيم إنتاجية وحدتى الأراضى والمياه، وتطبيق منهجية الإدارة بالأساليب الحديثة.
مستشار وزير الزراعة الدكتور سعد نصار، تحدث عن تفاصيل المشروع حيث قال إنه تم البدء فى تكليف مركز البحوث الزراعية لتحديد واستنباط التراكيب المحصولية المطلوب زراعتها فى المشروع وبما يتناسب مع طبيعة المنطقة، كما أن توجيهات القيادة السياسية كانت تشدد على أهمية الارتقاء بالملف الغذائى والتركيز على التوسع الأفقى والرأسى فى المساحات الخضراء، لاسيما فى مشروعات الصوب الزراعية التى تنفذها الحكومة المصرية أيضًا هناك مساحات كبيرة انتهت الحكومة المصرية من تسليمها للمنتفعين لزراعتها ضمن ال 1.5 مليون فدان، قائلًا: إن اهتمام الدولة مؤخرًا بمشروعات التوسع الزراعى يأتى ضمن إستراتيجيتها لتقليل الفجوة الغذائية وخفض فاتورة الاستيراد من الخارج، وسد العجز الصارخ الذى أسهمت فيه الزيادة السكانية الكبيرة فى مصر خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى خفض فاتورة استيراد الحاصلات الزراعية من الخارج.
الدكتور سعد نصار أضاف أيضًا أن تم التوجيه بتطبيق كافة نظم الرى الحديثة والتقنيات المتطورة فى منظومة الزراعة بالمشروع، كما تم الاتفاق على زراعة محاصيل على مساحات كبيرة للقضاء على ظاهرة الحيازات المفتتة، وإنشاء مجمعات خدمية من مدارس ومستشفيات وشبكات اتصالات ومراكز خدمية.
أما الدكتور نعيم مصيلحى مستشار وزير الزراعة، فيقول إن الرئيس دائمًا يفاجئنا بمبادرات قومية لتدشين مشروعات كبيرة خاصة التى تتعلق بالقطاع الزراعى ودعم الاقتصاد المصرى للبلاد، وقد تجدر الإشارة هنا إلى أن الاهتمام بالتوسع فى مشروعات القطاع الزراعى يعود إلى أهمية إنتاج الحاصلات الزراعية فى ظل الزيادة السكانية الكبيرة التى تشهدها مصر، وسد احتياجات المستهلك من الحاصلات الزراعية، كما أن الدولة المصرية بدأت خلال الفترة الأخيرة التوسع فى مشروعات زراعية قومية على رأسها مشروع منطقة توشكى الزراعي، ومشروعات الوادى الجديد، ومشروعات سيناء الزراعية المتكاملة إضافة إلى العديد من المناطق الجديدة، مشيرًا أن مشروع الدلتا الجديدة بجانب مشروع مستقبل مصر الزراعى بمنطقة محور الضبعة سيحقق طفرة كبيرة فى إنتاجية الحاصلات الزراعية.
وأضاف الدكتور مصيلحي، أن الأجهزة المعنية بدأت فى التجهيز للمساحة وتركيب المرافق وأجهزة الرى وحفر المواسير والآبار المطلوبة، حيث يشارك فى هذا العمل جهاز الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارتى الزراعة والري، كما أن يجرى الآن التخطيط تركيب ناقلات مياه الرى من غرب الدلتا بالصرف الزراعى إلى منطقة مشروع الدلتا الجديدة غرب منطقة الدلتا القديمة، مضيفًا أن وزير الزراعة كلف بتشكيل فريق بحثى متخصص من مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة بجامعات الإسكندرية ومطروح والقاهرة لاستكمال إجراءات التخطيط وتنفيذ المشروع الجديد.
وأشار إلى أن الوزارة انتهت من تشكيل فريق بحثى مكون من 40 عضوًا للبدء فى إجراءات تنفيذ المشروع، وتجهيز لوادر الحفر ومعدات الترفيق الخاصة بمشروع الدلتا الجديدة، وقد بدأ الفريق العلمى فى إجراء التحليل المعملى للعينات الخاصة بمناطق المشروع لمعرفة آلية زراعتها والتراكيب المحصولية المناسبة لزراعتها، حيث استغرقت هذه الفترة 3 أشهور لحين إعداد التقرير المفصل والمبدئى لها، كما أن الرئيس وجه خلال اجتماعه بوزير الزراعة والأجهزة المعنية بضغط العامل الزمنى ومراحل المشروع لسرعة إنجازه، مضيفًا أن مشروع الدلتا الجديدة يوفر الآلاف من فرص العمل للشباب خاصة الخريجين من الكليات الزراعية والمعنية بشئون القطاع، كما إنه من المقرر أن يتلقى هؤلاء الشباب دورات تدريبية مكثفة على آلية التعامل مع المشروع الجديد خاصة باعتبارها فى مناطق صحراوية ومستصلحة.
وأوضح الدكتور نعيم مصيلحى من المقرر أيضًا أن تكون محاور التدريب حول ممارسات الزراعة الجديدة فى المناطق الصحراوية، وطرق استخدامات مياه الرى والتراكيب المحصولية المناسبة مع المنطقة، كما إنه المقرر أن يشمل المشروع الجديد إقامة مناطق لوجيستية ومراكز تصنيع زراعى ومزارع إنتاج حيوانى وداجنى ومشروعات زراعية وكل التكنولوجيا الحديثة التى يتم تطبيقها فى المشروع الجديدة، محور روض الفرج الضبعة شريان جديد للمشروع باعتباره قريب من العاصمة ومنطقة الضبعة ومطروح، الرئيس يعمل المشروع على أعلى مستوى، بالفعل بدأ أول مرحلة للمشروع التخطيط وتحديد مسار المياه، وتم رفع الإحداثيات الخاصة بالمواقع والاتجاهات الخاصة بالمشروع، مضيفًا أن الفئة التى سيتم استهداف المشروع بها لا تقتصر فقط على شباب الخريجين من الكليات الزراعية بل فئات أخرى من المزارعين.
الدكتور أحمد الخطيب أستاذ السياسات الزراعية والمشروعات بمركز البحوث الزراعية، إن أى مشروع زراعى تنفذه الدولة المصرية يضاف إلى رصيد منتجاتنا الزراعية من الحاصلات والحبوب، ويحقق زيادة فى معدلات الاكتفاء الذاتى الذى تسعى الحكومة المصرية لتنفيذها، كما أن الدولة خلال الفترة الأخيرة بدأت فى التوسع فى مشروعات الصوب الزراعية خاصة فى منطقة الضبعة باعتبارها منطقة واعدة لاحتضان هذا النوع من الزراعات الرأسية، وهو ما يؤكد أن هناك نية للتوسع فى زراعة الصوب الزراعية بمنطقة مشروع الدلتا الجديدة لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية خاصة من الخضر، مضيفًا أن مصر بحاجة إلى التوسع فى المشروعات الزراعية وسد الفجوة من الأمن الغذائى فى مصر.
وأضاف الدكتور الخطيب أن من الضرورى أن يكون التركيز فى مشروع الدلتا الجديدة على زراعة المحاصيل النقدية التى تحقق عائدا نقديا يغطى حجم الإنفاق.
وأشاد الدكتور الخطيب بخطوة الإعلان عن تدشين هذا المشروع القومى وتحقيق الاستفادة من مياه الصرف الزراعى التى كانت تهدر، كما أنه من الضرورى أن يتم الاستعانة سواء بالمستثمرين المصريين أو الأجانب للاستفادة من مثل هذه المشروعات وزراعتها بشكل علمى تحت إشراف وزارة الزراعة.
الدكتور محمد الفرجاني، مستشار رئيس الوزراء بوحدة المتابعة الفنية للمشروعات، قال إن الإعلان عن مشروع الدلتا الجديدة جاء ليحقق الاستفادة المطلوبة من ملف مياه الصرف الزراعي، وباعتبار أن مصر تواجه تحديات كبيرة فى ملف المقنن المائى لها وبالتالى اتجهت الحكومة المصرية للاستفادة من البدائل، حيث أن هناك كميات من مياه الصرف الزراعى يتم التخلص منها فى مياه البحر المتوسط تقدر بنحو 6 ملايين متر مكعب، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال تكليفاته الأخيرة للجهات المشاركة فى المشروع وجه بإنشاء أكبر محطة معالجة بمنطقة المشروع تفوق محطة بحر البقر، وتعالج 6 ملايين متر مكعب من المياه للاستفادة منها فى رى الحاصلات الزراعية بمشروع الدلتا الجديدة، موضحًا أن الهدف من المشروع تقليل الفجوة من الحاصلات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى من هذه المنتجات.
واختتم الدكتور الفرجانى أن الجهات التى اجتمع مع الرئيس عبد الفتاح السيسى سواء وزارة الزراعة أو جهاز الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة عليها دور إشرافى وتنفيذى فقط لتنفيذ المشروع خلال الفترة المحددة، على أن يتم تسليم المساحات للمستثمرين وإعطائهم الفرصة لزراعة المحاصيل والمنتجات التى تحظى بطلب فى السوق المحلى والعالمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.