تحول جذرى فى طريقة أداء الشركات والمؤسسات فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط ستشهده السنوات القليلة المقبلة، خاصة بين الشركات الراغبة فى البحث عن بدائل مناسبة تتيج لها تحسين كفاءة مواردها ومضاعفة إنتاجها بتكلفة منخفضة، وكلمة السر فى هذا التحول هى مايعرف باسم "الحوسبة السحابية"، والتى ستتيح لهذه الشركات الحصول على ما تتطلبه من تقنيات معلوماتية، من خلال متاجر افتراضية ضخمة على شبكة الإنترنت، تضم البرمجيات والتطبيقات المعلوماتية المختلفة. ويمكن لهذه الشركات أن تقوم عن بعد بالحصول على ما يلزمها من هذه البرمجيات والتطبيقات اللازمة لأعمالها مقابل دفع رسوم لذلك، وذلك بدلا من قيام هذه الشركات بشرائها وتكبد مبالغ باهظة مقابل ذلك. يذكر أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد أعلنت فى وقت سابق أنها تنشئ مركزا للحوسبة السحابية بصعيد مصر، ليكون بمثابة متجر افتراضى ضخم على الإنترنت يوفر البرمجيات والتطبيقات وخدمات التخزين للشركات والمؤسسات المختلفة فى مصر خلال الفترة المقبلة. وحسب تصريحات للدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فإن هذا المركز سوف يتم الانتهاء منه خلال الشهر المقبل، وسيدعم البحوث المتخصصة فى الحوسبة السحابية. وحسب ما تؤكده دراسات حديثة عالمية تم إجراؤها مؤخرًا ومنها دراسة لمؤسسة بروكيد لأبحاث السوق فإن 40% من الشركات فى منطقة الشرق الأوسط تخطط فى غضون العامين المقبلين للانتقال إلى الحوسبة السحابية. وتوضح هذه الدراسات أن أبرز هذه العوامل التى تقف وراء ذلك هو قدرة هذه التقنية على خفض التكلفة بشكل كبير وتحسين كفاءة العمل داخل هذه المؤسسات خاصة فى ظل الأزمات المالية والاقتصادية التى يمر بها العالم حاليا، وهو الأمر الذى يصعب معه أن تستمر هذه الشركات فى تنافسيتها دون خفض نفقاتها. كما توقعت مؤسسة "إى .دى.سى" للدراسات أن يصل حجم الإنفاق على هذه التقنية الجديدة فى العالم بحلول عام 2013، سوف يصل إلى نحو 44 مليار دولار أمريكيا.