كان الإسباني (سجوندو دي شومون) يعمل لصالح شركة (باتيه) الفرنسية للإنتاج السينمائي في بدايات القرن العشرين، من أجل صناعة بعض الخدع السينمائية على طريقة (جورج ميليه). استخدم سجوندو أسلوب توقيف الكاميرا وتصوير الأشياء صورة بصورة(stop motion) ، بمعني تصوير سيدة بلا قبعة مثلا، ثم يوقف التصوير، وتضع السيدة على رأسها قبعة، ليتم تصويرها من جديد وهي ترتدي القبعة. عند عرض الفيلم تظهر القبعة فجأة فوق رأسها، ويبدو الأمر كأنه سحر. استخدم سجوندو هذا الأسلوب لتصوير صاروخ يبحر في الفضاء متجها نحو القمر (في إعادة لفيلم جورج ميليه "رحلة إلي القمر"). وكان هذا عبارة عن مجسم مصغر لصاروخ يتم تحريكه على سبورة سوداء ويتم تصويره صورة بصورة من بعد إيقاف الكاميرا وتشغيلها. من أهم أعمال سجوندو في 1908 فيلم: "الفندق الكهربائى" و"فن النحت الحديث"، حيث نرى الأشياء تتحرك بمفردها دون أن يحركها إنسان. وقتها كان أسلوب (stop motion) مستخدما في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 1906 من قبل "جيمس ستيورت بلاكتون". وسمى أسلوب توقف الكاميرا عند استخدامه في فرنسا باسم (الحركة الأمريكاني)، ومع ذلك لم يستطع المؤرخون أن يسندوا أسبقية لأي من مستخدمي أسلوب (stop motion)، سواء كانوا الأمريكين أو الفرنسيين (من قبل سجوندو دي شومون الذي كان يعمل لصالح شركات فرنسية). وكان هذا الأسلوب هو بداية لصناعة أفلام التحريك والتي تم ابتكارها على أيدي (إيميل كول و وينسور ماكاي). رابط الفيلم: shorturl.at/bhDS8 تقنية تحريك الكاميرا
وفي عام 1914 تم إنتاج واحد من أوائل الأفلام ضخمة الإنتاج في تاريخ السينما. لم يكن الفيلم في هوليود بل في روما الإيطالية، وهو فيلم "كابيريا" من إخراج "جيوفاني باسترون"، والذي استخدم فيه الديكورات الضخمة، والمجاميع، مع ابتداع تقنية تحريك الكاميرا لأول مرة في تاريخ السينما. لكن بجانب هذا كله لجأ المخرج للاستعانة بخبرات المخرج الإسباني، العامل لصالح شركة باتيه الفرنسية سجوندو دي شومون، والذي لم يذكر اسمه في عناوين الفيلم، بالرغم من صنعه العديد من الخدع في الفيلم. أول لقطة متحركة في تاريخ السينما من تلك الخدع، مشهد حلم أحد شخصيات الفيلم مع ظهور يد ضخمة داخل الحلم، وكذلك حركة الكاميرا التي اعتبرت في ذلك الوقت من الخدع، حيث ابتكر أول حركة للكاميرا من بعد وضعها على لوح مزود بعجلات، لتكون بذلك أول لقطة متحركة في تاريخ السينما، مستخدما ما عرف بعد ذلك باسم: "الترافلينج"، وهو ما لجأ إليه جورج ميليه متأخرا في آخر أفلامه. السينما ناطقة لأول مرة تخصص سجوندو دي شومون في صناعة الخدع في الأفلام الروائية الكبرى، وتوقف عن صناعة الأفلام الخاصة به، حيث عمل بعد فيلم كابيريا في العديد من الأفلام الروائية، حتى شارك في صنع الخدع في فيلم "نابليون" الشهير من إخراج (أبل جانس) عام 1927، والذي كان من آخر الأفلام الصامتة، حيث دخلت تقنية الصوت في نفس العام لتصبح السينما ناطقة لأول مرة. وبهذا يعد سجوندو دي شومون أول متخصص في الخدع يعمل في أفلام الغير، مؤسسا بذلك لأقسام الخدع السينمائية التي ستلعب دورا مهما بعد ذلك في تاريخ السينما. رابط فيلم كابيريا كاملا: shorturl.at/bgySZ العصر الذهبي الأول للخدع السينمائية تعد الفترة ما بين سنة 1920 و 1950 الفترة الذهبية لفن الخدع البصرية في السينما، حيث بدأت صناعة السينما في تنظيم نفسها متضمنة مكانة معترفا بها لفن الخدع والمؤثرات البصرية بها، حيث بدأ تسجيل حقوق ابتكار الخدع السينمائية الجديدة في فرنسا وألمانيا وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وظهر لأول مرة في ستوديوهات هوليود قسم مختص للخدع السينمائية والمؤثرات البصرية وبالتحديد matte painting، من أجل التجويد والتطوير في الخدع السينمائية. الكثير من الخدع في عام 1930، أصبحت الخدع السينمائية حاضرة في الأفلام الأمريكية الهوليودية، وذلك لتعدد المؤثرات غير الملاحظة من قبل الجمهور داخل الأفلام، كما أن الديكورات أصبحت نماذج مصغرة يتم تصويرها عن بعد، وذلك بغرض التوفير في التكاليف، أو بسبب ظهور الصوت في السينما منذ عام 1927، مما أجبر الجميع على التصوير داخل الأستوديو، كما توسعت السينما في تقديم الأعمال الخيالية، وهو ما استلزم الكثير من الخدع السينمائية. في الفترة من 1930 إلي 1950 استقرت الخدع السينمائية في عالم السينما، حتى من بعد ظهور الألوان في عالم السينما (المعروفة بالتكني كلر). لم يستلزم الأمر سوى بعض التكييفات البسيطة للخدع التي كانت مستخدمة قبل ظهور الألوان. واستمرت السينما في استخدام الخدع، وإن تفوق النموذج الهوليودي. ميلاد قسم الخدع بدأت الأستوديوهات الكبرى في العالم منذ عام 1920 في إنشاء قسم خاص للخدع السينمائية بها، فقامت شركة فوكس للقرن العشرين بإنشاء إدارة مختصة أطلق عليها (إدارة فن المشاهد) Scenic Art Department تجمع داخلها فنانين متخصصين فى خلق التأثيرات عبر الفوتوغرافيا، وأخصائيي التصوير عبر حائل matte paintings. تبعتها في عام 1928 شركة (ركو RKO)، والتي أغلقت عام 1959، بإنشاء قسم خاص تحت مسمى (إدارة التأثيرات الفوتوغرافية). أما شركة مترو جولدن ماير الشهيرة، فقد أنشأت إدارة الخدع وال matte paintings في عام 1925. ونظرا لأهمية الخدع والتأثيرات البصرية منذ ذلك الحين، وضعت الشركة اسم: "وارن نيوكومب" رئيس إدارة الخدع في مقدمة كل الأفلام التي شاركت فيها إدارته، حتى لو لم يشارك هو بشكل شخصي في الفيلم. وقد ظلت أسرار تنفيذ خدع ستوديوهات مترو جولدن ماير سرية، وكان ممنوعا على أي مختص يعمل داخل مترو التصريح للصحف. وظل هذا النظام ساريا حتى إغلاق الإدارة في أوائل السبعينيات.