الليلة لا مجال للحلول الوسط في كلاسيكو الكرة المصرية .. لا الأهلي ولا الزمالك ولا جماهيرهما سيقبل أي منهما بأقل من الفوز في قمة شعارها الأساسي "أكون أو لا أكون" .. الأهلي المثعتر، تعد المباراة فرصته الوحيدة لاستعادة التوازن والعودة للسباق ..والزمالك المنطلق، يسعي لمواصلة مسيرة تألقه وانفراده وتحقيق فوز يُغرِّد به منفردا علي القمة. وفي الحالتين لاصوت يعلو على صوت القمة 106.. عشاق الساحرة المستديرة فى كل مكان يعلقون أعينهم على السادسة مساء موعد انطلاق ديربى "مصر" على أرضية استاد القاهرة فى المواجهة المؤجلة من الأسبوع الثانى عشر ببطولة الدورى العام، ويديرها طاقم تحكيم نمساوى يقوده روبرت شورجنهوفر ويعاونه أندرياس فيلينجر وأرمن ايدر. الأهلى يبحث مع جهازه الفنى المؤقت عن انتصار يودع به زيزو المدير الفنى وجهاز المعاون المهمة مرفوعي الرأس قبل تولي المدرب الأجنبي الجديد المسئولية من يناير المقبل، ورغم صعوبة المواجهة أمام الزمالك هذه المرة لحسابات كثيرة فى مقدمتها حالة عدم الاستقرار الفنى للاعبين بسبب تغيير المدربين، إلا أن نبرات التفاؤل والثقة تسود القلعة الحمراء. التركيز..اللعب من لمسة واحدة..التسديد من مسافات بعيدة..التحضير فى منطقة المناورات واللعب على الجانبين..كلها نصائح فنية وجهها المدير الفنى للاعبيه محمد بركات ومحمد أبوتريكة ووائل جمعة ومحمود أبوالسعود وأحمد فتحى وسيد معوض وشهاب الدين أحمد ومحمد طلعت وأسامة حسنى وجدو وباقى أعضاء القائمة قبل انطلاق المواجهة الأهم للاعبين وعلاقتهم بجماهيرهم، فلا شك أن الفوز سيعيد الكثير من الحسابات لدى الأهلى. أما الزمالك المنتشى بمديره الفنى حسام حسن والذى يتصدر جدول الدورى برصيد 30 نقطة لأول مرة منذ سبع سنوات، فيلعب قمته مع المدير الفنى الذى أختار التوأم أثناء خضوعهما للاختبار بالنادى الأهلى، لكن الاحتراف لا يعرف إلا الانتصارات مع التوآم حسن، وهذا ما طالبا به لاعبيهم خلال الساعات الماضية. يلعب العميد على قدرات الشباب علاء على وحازم امام لصناعة الفارق فى المباراة مع محمود عبدالرازق "شيكابالا" الذى سيكون أكثر اللاعبين تعرضًا للضغط لأنه محور الأداء، ويبقى دور عبدالواحد السيد فى حراسة المرمى وتصديه لهجمات لاعبى الأهلى. ولا شك أن غياب عمرو ذكى وحسين ياسر المحمدى سيؤثر على الفريق بالإضافة إلى إعارة عماد محمد وخروج وجيه عبدالعظيم، جميعهم كان سيضيف للفريق فى الثلث الهجومى، إلا أن وجود أحمد جعفر وأبوكونيه سيحل جزءًا كبيرًا من هذا النقاص وخلفهما الشاب محمد إبراهيم. وحذر المدير الفني للزمالك لاعبي الفريق من الثقة المفرطة مؤكدًا أن الأهلي قد يعود إلى مستواه في هذا اللقاء، والالتزام بالتعليمات من أجل تحقيق الفوز الذي تنتظره جماهير القلعة البيضاء. علي أية حال، فدائما ماتتسم مباريات القمة بين قطبي الكرة المصرية، بالإثارة والحماس ويعتبرها أنصار كل فريق بطولة خاصة ويرون الفائز بها هو صاحب اليد العليا، بغض النظر عن الفوز بلقب بطولة الدوري المصري. ولكن مباراة الليلة تحظى باهتمام أكبر من الجميع خاصة في ظل الأوضاع التي يعيشها كل من الفريقين هذا الموسم، والتي تتناقض تماما مع ظروفهما في المواسم الماضية. فرض الأهلي كلمته في مواجهاته مع الزمالك على مدار السنوات الأخيرة وأحكم قبضته على لقب الدوري المصري في المواسم الست الماضية في ظل تفوق واضح للاعبيه واقتناع تام بإمكانيات جهازه الفني السابق بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه الذي استمر مع الفريق سنوات حقق فيها العديد من البطولات. وعانى الزمالك من المشكلات والأزمات وتعاقبت عليه عدة أجهزة فنية لم يصادف النجاح أي منها وفشل الفريق في حصد أي بطولة لسنوات طويلة حتى تولى مسئوليته المدرب الوطني حسام حسن، أحد رموز كرة القدم المصرية خلال نحو ربع قرن، والذي أعاد الانتصارات والتوازن إلى أبناء القلعة البيضاء لكنه فشل في الثأر لهزائم الزمالك من الأهلي. انعكست الصورة الموسم الحالي، أو على مدار النصف الأول من الموسم، حيث أصبح الزمالك هو الفريق الأفضل من جميع الوجوه بعدما عرف الفريق مذاق الاستقرار من ناحية وواصل انتصاراته بقيادة حسام حسن (عميد لاعبي العالم سابقا). تصدر الزمالك قمة جدول الدوري المصري هذا الموسم برصيد 30 نقطة من 13 مباراة، حيث حقق الفوز في تسع مباريات وتعادل في ثلاث وخسر مباراة واحدة وتبقى له مباراة واحدة مؤجلة هي مباراة الليلة. يتفوق الزمالك بفارق أربع نقاط على الإسماعيلي أقرب منافسيه على قمة جدول المسابقة. وفي المقابل، عرف الأهلي الموسم الحالي مرارة النتائج السيئة بعد ست سنوات من الانتصارات والإنجازات وتراجع مستوى الفريق بشكل واضح، مما دفع البعض إلى التأكيد على أن الجيل الحالي لفريق الشياطين الحمر وصل إلى خط النهاية يخوض الأهلي المباراة وهو في المركز الرابع برصيد 24 نقطة فقط من ستة انتصارات وستة تعادلات وهزيمة واحدة. وفي ظل الموقف الحالي للفريقين في بطولة الدوري المحلي هذا الموسم أصبحت مباراة اليوم لقاء "حياة أو موت" لكليهما، فتُري .. أيهما سيظفر بالفرحة والبطولة الخاصة والثقة وترفرف أعلامه في ربوع مصر الأحمر أم الأبيض ؟ .. هذا هو السؤال.