تنشر "بوابة الأهرام" مذكرة المهندس سليم بك أبادير الذي قام بتدوين ذكرياته عن حوادث السكك الحديدية والتى كان يعمل فيها، حيث أوردت مذكراته التى ألقاها فى جمعية المهندسين الملكية عام 1920م الكثير عن مشاهداته لعوالم السكة الحديد وحوادث القطارات الغريبة، منها انهيار جسر قبل وصول القطارات بدقائق، وتسبب رمال في إنقاذ عشرات الركاب من الموت . تحدث أبادير عن حادثة أبو النمرس عام 1905م ، وكيف تم نقل الركاب من خلال مراكب خشبية، مخافة انهيار الجسر ، بجوار مصرف أبو النمرس ،حيث كان مرور القطار يؤدى لانهياره ، مؤكدا أنه تحرك ب 30 عاملا لإصلاح الجسر حيث وجد أن القطع في الجسر مساحة مترين، لذا لم تكن هناك فائدة من سد القطع لذا أمر بإيقاف حركة القطارات نهائيا . طلب أبادير زيادة العمال ل 50 عاملا وقام بملء الأكياس بالرمل وقذفها بجوار الجسر لمنع المياه لوقاية الكوبري من الانهيار، إلا أن المياه كانت تقتلع الأحجار وأخشاب الجسر ، وكانت بارتفاع 10 أمتار، وطلب بسرعة نقل الركاب من قطار لآخر بواسطة معدية على الجسر ، إلا إنه فوجىء بأن لجنة منتدبة ترفض طلبه وتطلب سير القطارات بمسيرة 8 كيلو مترات فى الساعة على الجسر ، فطلب أبادير عمل تجربة وترك القطارات بالركاب متوقفة . قاد أبادير بنفسه العربة وقبل دخوله على الجسر اهتز الجسر مما جعله يوقف العربة ويطلب من اللجنة أن تري بنفسها ، إلا أن مسئول الكباري قرر على رأيه وهو السير بمسافة بطيئة 8 كيلو مترات فى الساعة ، وبعد سفر اللجنة ظهر حادثا غريبا للعمال إذ ظهر ثعبان يهدد وجود العمال ،بل إن كتف الجسر هبط دفعة واحدة مما جعل الأمر يزداد سوءا حسب كلام المهندس سليم بك أبادير ،حيث قذف العمال الدبش فى أيديهم ، وقاموا بمطاردة الثعبان لقتله . كان على أبادير أن يرسل تليغرافا على وجه السرعة لناظر محطة السكك الحديد بالجيزة بعدم التصريح بسير القطارات مهما حدث حفاظا على أرواح الناس ،وقام بوضع علامات الخطر على القضبان بمسافات طويلة تصل ل 600 متر ، وقام بوضع فوانيس الخطر من الجهتين ، مخافة أن تصمم اللجنة على سير القطارات فتحدث الكارثة ، إلا أن اللجنة اقتنعت بالخطر وتم نقل الركاب من خلال سقالة مرور لحين ترميم الجسر . عمل أبادير لمدة 24 ساعة فى إصلاح الجسر الخشبى دون نجاح مع عماله ، وقدم فكرة على تحويل الخط الذي تسير عليه السكة الحديد بعيدا عن الجسر المنهار ، حيث تم الإصلاح لمدة 3 أيام ، هو المدة التى انقطع فيها إمداد وابورات قطارات الفحم بالوجه القبلى . أورد المهندس أبادير فى مذكراته عشرات الحوادث التى كان شاهد عيان لها فى عدد من أقاليم مصر ، منها حادثة دخول قطار بركابه فى الرمال بين منطقتى البصيلى والرشيدى ، مؤكدا أنه بسبب سرعة قطار عن الزيادة المقررة لها حدث كسر بإحدى أربطة السكك الحديدى وخرجت القاطرة عن الشريط ، وكان به عشرات الركاب لكن الله عز وجل وعنايته أنقذت الجميع . السائق والعطشجى.. حين خرجت العربة استدارا وألقيا بنفسيهما فى الرمال ولكن سرعة القطار وتراكم العربات على بعضها أدخلت القاطرة فى الرمال، وعملت الحادثة على إيقاف القاطرة دفعة واحدة رغم تحطم عربة السبنسة الأمامية، ورغم إنقاذ الركاب وعدم سقوط ضحايا إلا أن طريقة رفع القاطرة من الرمال كانت شاقة جدا كما يؤكد سليم أبادير، مضيفاً أن جعل السكة الحديد استقدمت الونش" الذي كان يطلق عليه "العفريت آنذاك "، وذلك لاستئناف حركة القطارات التى توقفت جراء الحادث .