تشهد مصر حاليًا حالة من عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، تتباين مظاهرها من مكان لآخر، فيما تصر درجات الحرارة على الارتفاع، معلنة تمسك فصل الصيف بالبقاء ورفضه الرحيل، وتنذر بشتاء مفاجىء قارس البرودة. وعصف صيف عام 2012 على معظم فصول العام، حيث تطفل على فصل الربيع وجار على الخريف الذى بدأ يوم 22 سبتمبر الماضى ليتربع بمفرده على معظم أيام السنة، فأصبح صيفًا طويلاً حارًا ارتفعت خلاله درجات الحراة بصورة غير مسبوقة عزاها علماء الفلك إلى تعرض كوكب الأرض لموجات حرارة عالية وشديدة قادمة من الشمس بالإضافة إلى مشكلة الاحتباس الحرارى التى أصبحت من المؤثرات الكبرى التى تسهم فى ارتفاع درجة الحرارة بتحويل الغلاف الجوى للارض الى مايشبه الصوبة الزراعية. الاحتباس الحراري كارثة بيئية ناتجة عن تزايد نسبة الغازات التى لها قدرة على امتصاص أشعة الشمس المنعكسة على سطح الارض وفى طليعتها غاز ثانى أكسيد الكربون والمركبات الكربونية الفلورية الكلورية وغاز الميثان ممايؤدى لى تواصل ارتفاع درجة الحرارة حتى عام 2100 مابين 4 - 5 درجات مئوية. وباتت التغيرات المناخية وتلوث البيئة نجم العام وكل عام، طالما استمرت ظاهرة الاحتباس الحارى وارتفعت معدلات التلوث البيئى واستمر مسلسل ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجة قياسية تعكس تذمر الطبيعة بعبث الانسان بها. وتعد قضايا المناخ والخطر البيئى الداهم المترتب على التغيرات المناخية قاسمًا مشتركًا على أجندة معظم المؤتمرات والمحافل الدولية، سعيًا من الوفود المشاركة فيها للتوصل إلى اتفاق ينقذ كوكب الارض من الخطر البيئى بعد الفشل الكبير الذى أحرزته الأهداف الحالية للحد من انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة الحرارة.