عرف خبراء منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية جرائم الكمبيوتر بانها .. كل سلوك غير مشروع أو غير أخلاقى أو غير مصرح به يتعلق بالمعالجة الالية للبيانات أو نقلها . جرائم الكمبيوتر والانترنت . ان جرائم الكمبيوتر والانترنت تنتج من حيث اثرها الاقتصادى خسائر جدية تقدر بمبالغ طائلة تفوق بنسبة كبيرة الخسائر الناتجة عن جرائم المال التقليدية مجتمعه كالتطفل التشغيلى والفيروسات . ووفقا لمركز شكاوى احتيال الإنترنت IFCC فان احتيال الإنترنت يصنف الى سبعة أنواع رئيسية:- احتيال المزادات ، واحتيال عدم التسليم المادي ، احتيال الاسهم ، احتيال بطاقات الائتمان ، سرقة وسائل التعريف ، فرص الاعمال والخدمات الاحترافية او المهنية ، هذا الاحتيال تزايد على نحو ملحوظ ، ويوضح الجدول 2 نسبة توزيع كل نوع من هذه الانواع في الفترة ما بين ايار 2000 وتشرين ثاني 2000 ، حيث شهدت هذه الفترة – ستة اشهر – ورود 19500 شكوى تقريبا من 105 دولة من دول العالم :- ان تقارير الوسائل الاعلامية عن مخاطر تقنية المعلومات وتحديدا الإنترنت تتزايد يوما بعد يوم وتشير الى تنامي هذه الظاهرة وتحديدا الاختراقات والاعتداءات في بيئة الإنترنت من قبل الهاكرز وبعض منظمات الاجرامية الاعلامية ومن قبل الموظفين داخل المنشأة ، فوفقا لمركز الاستراتيجيات والدراسات العالمية الامريكي فان الشرطة الفدرالية الأمريكية قدرت ان حجم الجرائم الإلكترونية يصل الى 10 بليون سنويا لكن 17 % فقط من الضحايا يبلغون عن هذه الجرائم لواحدة او اكثر من جهات ملاحقة الجريمة. الاصدقاء الاعداء:- وفي حادثة أخرى تمكن أحد الهاكرز (الإسرائيليين) من اختراق أنظمة معلومات حساسة في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني، فقد تمكن أحد المبرمجين الإسرائيليين في مطلع عام 1998 من اختراق عشرات النظم لمؤسسات عسكرية ومدنية وتجارية في الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وتم متابعة نشاطه من قبل عدد من المحققين في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث اظهرت التحقيقات ان مصدر الاختراقات هي كمبيوتر موجود في الكيان الصهيوني فانتقل المحققون الى الكيان الصهيوني وتعاونت معهم جهات تحقيق إسرائيلية حيث تم التوصل للفاعل وضبطت كافة الاجهزة المستخدمة في عملية الاختراق . وحيث أننا سنقف - في أكثر من مقام في هذه الدراسة - على المعالم الرئيسة لخطورة هذه الجرائم ولحجم الخسائر الناجمة عنها عند تعرضنا لأنماطها وفئاتها والتمثيل على ذلك من واقع ملفات القضاء المقارن ، فاننا نكتفي في هذا المقام بايراد أبرز مخاطرها عموما . 1- تهدد جرائم الحاسوب عموما الحق في المعلومات - انسيابها وتدفقها واستخدامها، وهذا الحق، وان يكن لما يزل محل نقاش مستفيض في اطار حقوق الجيل الثالث المؤسسة على التضامن، فان الأهمية الاستراتيجية والثقافية والاقتصادية للمعلومات، تجعل من أنماط الاعتداء عليها خطورة جد بالغة بكونها تهدد في الحقيقة البناء الثقافي والاقتصادي للدولة . 2- ان بعض جرائم الحاسوب تمس الحياة الخاصة أو ما يسمى بحق الانسان في الخصوصية، وهذه الجرائم تخلف وراءها – الى جانب الضرر الكبير بالشخص المستهدف في الاعتداء – شعورا عريضا لدى الافراد بمخاطر التقنية ، من شانه ان يؤثر سلبا في تفاعل الانسان مع التقنية ، هذا التفاعل اللازم لمواجهة تحديات العصر الرقمي . 3- تطال بعض جرائم الكمبيوتر الأمن القومي والسيادة الوطنية في اطار ما يعرف بحروب المعلومات او الأخلاقية الإلكتروني – الذي سبق عرض مفهومهما - وتحديدا جرائم التجسس وجرائم الاستيلاء على المعلومات المنقولة خارج الحدود . 4- تشيع جرائم الكمبيوتر والإنترنت فقدان الثقة بالتقنية، لا فحسب لدى الأفراد - كما أسلفنا آنفا - وانما لدى اصحاب القرار في الدولة ، وهو ما سيؤثر في الحقيقة على استخدام التقنية في غير قطاع من قطاعات المجتمع ، وبدوره يؤثر على امتلاك الدولة للتقنية التي أصبحت تمثل حجر الزاوية في جهود التنمية وتطور المجتمع. ان جرائم الكمبيوتر وليدة التقنية تهدد التقنية ذاتها ، وبالتالي تهدد الفجر المشرق للمستقبل ، المؤسس على التفاعل الإيجابي ما بين الانسان والتقنية العالية . 5- ان خطر جرائم الكمبيوتر والإنترنت - أو بعضها على نحو أدق - لا يمس التقنية ذاتها في درجة شيوع الثقة بها سواء لدى الأفراد أو الدولة فحسب ، بل تهدد - أي الجرائم - مستقبل صناعة التقنية وتطورها ، وهذا يتحقق في الواقع من ثلاث فئات من جرائم الكمبيوتر والإنترنت ، جرائم قرصنة البرمجيات (Piracy) وجرائم التجسس الصناعي ، وجرائم احتيال الإنترنت المالي . الجرائم المعلوماتية والرقمية للحاسوب والانترنت – د. يوسف المصرى