"المتشائم يرى صعوبة في كل فرصة والمتفائل يرى فرصة في كل صعوبة".. هكذا بدأت هبة عاطف أسعد كلامها معنا، فرغم صغر سنها والظروف التي تعيشها لكنها لم تلتفت لاختلافها عن الآخرين وشقت طريق نجاحها منذ نعومة أظافرها لتصبح مذيعة وممثلة وأول مضيفة طيران من أصحاب متلازمة داون.. نتعرف علة تفاصيل قصتها في السطور القادمة. نريد في البداية أن نتعرف عليك أكثر؟ عمري 23 عاما وحاليا أدرس في السنة الأخيرة بالجامعة العربية المفتوحة بكالوريوس الإعلام قسم إذاعة وتليفزيون ومنتظمة في دراستي بالجامعة وأمارس عملي في الإذاعة والتمثيل المسرحي وخضت تجربة الضيافة الجوية. هل يمكن أن توضحي لنا سبب الإصابة بمتلازمة داون؟ هي منحة من الله لأتميز عن غيري، وسببها أني خلقت ب 47 كروموزوما والطفل العادي يولد ب 46 كروموزما ونتيجة ذلك يكون تأثير تشابه أصحاب متلازمة داون في الشكل إلى حد كبير بجانب بعض التأخر الذهني، ولكني لم أشعر بأي تأثير أو اختلاف عن زملائي أو إخوتي لأن والدي ووالدتي كان لهم دور كبير في تأهيلي لأكون طفلة عادية جدا. بدأت والدتي إخضاعي لتدريبات حركية منذ أن كان عمري 40 يوماً ثم خضعت بجانب ذلك لتدريبات ذهنية وتكثيف تدريبات التخاطب وإتقان اللغات الإنجليزية والفرنسية، وهذا كان من شأنه تحسين مستوى تحصيلي بشكل كبير وظهر في الإنترفيو الذي خضته لدخول المدرسة، فالمدرسة وافقت على دخولي وانتظامي في الدراسة بعيدا عن فكرة الدمج وأكملت دراستي وصولا للسنة الأخيرة بالجامعة ولم أخضع لفكرة الدمج. وهل واجهت مواقف تنمر خلال احتكاكك بزملائك بالمدرسة أو الجامعة؟ وكيف تتعاملي معها؟ الحقيقة أن المحيطين بي سواء أهلي أو زملائي لم أجد منهم إلا المعاملة العادية مثلي مثلهم وغير ذلك فأنا لم ألتفت لأي شخص أو أي قول له تأثير سلبي عليّ. حدثينا كيف جاء ترشيحك من قبل هيئة الأممالمتحدة لتصبحي أول مضيفة جوية من أصحاب متلازمة داون؟ الترشيح كان بسبب مشاركتي وحضوري العديد من الملتقيات المحلية والدولية تقديمي لزملائي في الحفلات، لأن لدي حضورا وأحب مهنة الإعلام ولدي مهارات التحدث أمام عدد كبير من الجمهور، فجاءني الترشيح من السفير رضا عبد العزيز المدير الإقليمي لشئون الإعاقة بمنظمة الأممالمتحدة للفنون لحضور "ملتقي الإنسانية" والذي أقيم في الخرطوم بالسودان بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق ذوي الإعاقة علي أن أقوم بدور الضيافة الجوية على متن الطائرة التي حملت الوفد المغادر من مصر لحضور المؤتمر، وسافرت على خط بدر للطيران المتجه للخرطوم ،وكان الهدف من ذلك إيصال رسالة بأن أصحاب متلازمة داون أو أصحاب ذوي الهمم قادرون على القيام بكل عمل صعب. صفي لنا شعورك بالتجربة وتأثيرها عليك؟ في البداية استغربت من الفكرة وبعدها فرحت وتحمست لها وتشجعت بحكم دراستي وحبي لمجال الإعلام وخبرتي في مواجهة الجمهور، وكانت تجربة لطيفة واستمتعت بها جدا. هل معنى ذلك أنك من الممكن أن تغيري هدفك وتتجهي للعمل بمجال الضيافة الجوية؟ لا.. لأني أحب مجال الإعلام جدا والتمثيل أيضا وأركز في دراستي، لأن حلمي أن أصبح مذيعة تليفزيون وممثلة مؤثرة مع الجمهور. ومن مثلك الأعلي في مجال الإعلام؟ مني الشاذلي ومعتز الدمرداش هما مثلي الأعلي في مجال الإعلام. وماذا عن حلمك في مجال التمثيل؟ بدأت منذ عامين ونصف العام الذهاب للمسرح والتدريب علي الوقوف علي خشبة المسرح، ومن هنا كانت بداية تقديمي للحفلات والملتقيات تبع وزارة الثقافة والأممالمتحدة ومشروع وطن وغيره فأصبحت مذيعة مسرح الشمس ثم بدأت التدريب علي التمثيل، وحاليا أصبحت بطلة العرض المسرحي "عم ياقوت" أيضا علي خشبة مسرح الشمس وحاليا أحضر لبروفات العرض المسرحي "بيت الدمية" وهي للكاتب النرويجي هنريك إبسن وستكون باللغة العربية الفصحي، وهي منودراما أقوم بالتمثيل فيها بمفردي وهي من إخراج شادي قطامش وأيضا حاليا أقوم بالاستعداد لدور كبير في مسلسل باسم "القضية 404" من إخراج محمد الأنصاري، وحلمي أن أمثل مع الفنان أحمد السقا فهو ممثلي المفضل. حدثينا عن فرصة عملك بالإذاعة؟ لدي فقرة ثابتة في برنامج "أطفال اليوم" أقدم فيها قصصا عن موضوعات متنوعة مثل الصداقة والتفاؤل والأمل وغيرها وأٌقوم بإعداد الفقرة وكتابة القصص، وحاليا أعد لبرنامجي الذي سيعرض قريبا ويبث علي موقع يوتيوب ويحمل اسم "اللي متقالش" وأقدم فيه فقرة حوارية متنوعة مع شخصيات عامة في مجالات عديدة وسجلت حلقتين إحدهما مع المنتج هشام سليمان والأخري مع المستشار صالح صالح السقا رئيس المؤسسة المصرية للدراسات السياسية والإستراتيجية. هل تواجهك لحظات يأس أو إحباط؟ وكيف تتعاملين معها؟ لم تمر علي حتي الآن لحظات يأس فأنا متفائلة جدا، وليس لدي وقت أضيعه في لحظات يأس أو تعثر فأنا أري فرصة في كل صعوبة، وأؤمن جدا بمقولة الإمام الشافعي "دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء". ومن أكثر شخص يدعمك في خطواتك للنجاح؟ أدين لوالدتي بهذا الفضل فهي أكثر شخص يؤمن بي ويدفعني للسعي والعمل والوصول للنجاحات المتعددة. وهل لديك دور تجاه مجتمع أصحاب متلازمة داون؟ بالتأكيد التقي بهم وأحرص أن أكون قدوة وأدعمهم بالعمل وأقدم رسالة لكل فرد فيهم أنه بالاجتهاد والمثابرة والنجاح يمكننا أن نحقق أي حلم مستحيل، لأنه برأيي لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وأحد أهدافي أنه عندما أصبح مذيعة ستصبح لدي الفرصة لتسليط الضوء أكثر على قضاياهم ومتطلباتهم ليصبح كل فرد منهم أيقونة مؤثرة في المجتمع.