تكتب شهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فعاليات الندوة التثقيفية 33 للقوات المسلحة، بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، والتى حملت اسم «لولاهم ما كنا هنا» وكان يوما لا يُنسى فى حضرة شهداء الوطن وذكراهم وتكريم أسر الشهداء والمصابين ممن ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، فما بين ذكراهم العطرة ودموع الأمهات والأبناء وإنسانية الرئيس وتأثره بحكايات الشهداء عشنا ملحمة وطنية حُفرَت فى الوجدان إلى الأبد فلا شيء يضاهي ما قدمه الشهيد لمصر وقد وجه الرئيس خلال الندوة عددًا من الرسائل المهمة. بالإضافة إلى مجموعة من التحذيرات ومنها أن الحفاظ على الأوطان ليس بالأمر الهين، وإنما يتطلب الجهد والتضحية، وما يسطره أبناؤنا من شهداء مصر الأبرار من تضحيات سيتوقف التاريخ أمامه إجلالا واحتراما، ولولا تلك الدماء الذكية الطاهرة التي سالت فداء لأمن الوطن ما كان يمكن توفير المناخ المناسب المستقر والآمن لمصر لتنطلق نحو تحقيق التنمية الشاملة التي تجري في ربوع الوطن كافة، وأن العالم شهد خلال العقد الأخير أحداثًا جسامًا غيرت مسار دول كانت تنعم بالأمن والاستقرار ومصر فطنت لكل هذه الأحداث والتطورات وبنت سياجا متينا من القوة والوعي والإدراك حصنت به شعبها، بدعم من جيشها صاحب العقيدة الوطنية التي تربى عليها، وأكد أن ما يقوم به الأبطال العاملون في المجال الطبي من جهد كبير لتوفير الراحة والطمأنينة لمرضى كورونا سيبقى خالدا في ذاكرة شعبنا. وأن الحكومة المصرية ومؤسسات الدولة كافة تقوم بأداء متميز ضربت به المثل في قدرتها على إدارة الأزمات بحكمة، وتوفيرها المستلزمات الطبية واللوچستية كافة للمواطنين للتعايش مع تداعيات الجائحة. ووجه فى كلمته رسالة إلى شعب مصر العظيم قائلا: «أيها الشعبُ الأبيٌّ الكريم، في يوم تتلاحم فيه تضحيات أبناء الوطن مع مفاخر مجدهم، يوم من أعظم الأيام خلودا في تاريخ أمتنا، وهو يوم الشهيد... نلتقي هنا لنتذكر سويا ما جاد به هؤلاء الأبطال بأنفسهم وبأرواحهم، ليكتبوا صفحات مضيئة تهتدي بها أجيال تأتي من بعدهم، تسير على خطاهم وتقتدي برحلة كفاحهم، وتدرك أن الحفاظ على الأوطان ليس بالأمر الهين، وإنما يتطلب الجهد والتضحية وما حققه أبناء مصر على امتداد تاريخها الوطني، إنما يؤكد أن أرضها المقدسة لا يمكن أن تنضب أبدا من الأبطال. وكما كان الماضي زاخرا بأمجاد الأجداد، فإن الحاضر أيضا يأتي مصحوبا بإنجازات الأحفاد... فما يسطره أبناؤنا من شهداء مصر الأبرار من تضحيات سيتوقف التاريخ أمامه إجلالا واحتراما... وستأتي الأجيال اللاحقة تتفاخر وتتحاكى ببطولاتهم... وهنا لابد أن أشير ومن موقع المسئولية إلى أنه لولا تلك الدماء الزكية الطاهرة، التي سالت فداءً لأمن الوطن، ما كان يمكن توفير المناخ المناسب المستقر والآمن لمصر لتنطلق نحو تحقيق التنمية الشاملة التي تجرى في ربوع الوطن كافة. ليس خافيًا على أحد أن العالم قد شهد خلال العقد الأخير أحداثًا جسامًا غيرت مسار دول كانت تنعم بالأمن والاستقرار، مما أحدث جرحًا غائرًا في صدر مفهوم الدولة الوطنية من الصعب أن يلتئم أو تعود تلك الدول إلى سابق عهدها في المستقبل القريب، وكانت المنطقة التي نعيش فيها هي بؤرة كل هذه الأحداث، فاندلعت شرارة التخريب والتدمير، وانتهكت سيادة تلك الدول، وأصبح قرارها الوطني يتخذه غيرها... وقد فطنت مصر لكل هذه الأحداث والتطورات، فبنت سياجًا متينًا من القوة والوعى والإدراك، حصنت به شعبها، بدعم من جيشها صاحب العقيدة الوطنية التي تربى عليها، وهي الولاء المطلق لأرض مصر وشعبها... وإني إذ أبعث من هنا بتحية إجلال وتقدير إلى رجال القوات المسلحة البواسل على اختلاف رتبهم ودرجاتهم لما يحملونه من شرف الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن، أوجِّهُ تحية إجلال وتقدير أيضًا إلى رجال الشرطة المخلصين على حفظهم لأمن مصر الداخلى وتوفير البيئة الملائمة للاستقرار حتى تتمكن بقية أجهزة ومؤسسات الدولة من أداء دورها المنوطة به. كما لا يمكنني هنا، ونحن نتحدث عن تضحيات أبناء الوطن جميعا أن أغفل الدور الكبير والمتعاظم الذي يؤديه بكل تفان وإخلاص أبناؤنا الذين يعملون في المجال الطبي لمحاربة وباء ڨيروس كورونا.. الذي يجتاح العالم كله، فما يقوم به هؤلاء الأبطال من جهد كبير لتوفير الراحة والطمأنينة للمرضى سيبقى خالدا في ذاكرة شعبنا. كما أوجه تحية خاصة للحكومة المصرية ومؤسسات الدولة كافة على ما تقوم به من أداء متميز، ضربت به المثل في قدرتها على إدارة الأزمات بحكمة، وتوفيرها كافة المستلزمات الطبية واللوچستية للمواطنين للتعايش مع تداعيات الجائحة. شعب مصر العظيم، في نهاية كلمتي ونحن نحتفل بيوم الشهيد، يجب هنا أن أشير إلى تضحيات أسر شهدائنا الأبرار... إلى من فقدوا الابن، أو الأب، أو الزوج، أو الأخ... إليكم جميعا، أهدي تحياتي وتقديري وتحيات وتقدير شعب مصر العظيم، على صبركم وتحملكم، واحتسابكم فقيدكم عند الله سبحانه وتعالى ورضاكم على قضاء الله وقدره... وأقول لكم: «أنتم فى عقل وقلب مصر... لن نترككم تواجهون الحياة وحدكم... سنكون معكم في كل خطوة تخطونها... فإذا كنتم قد فقدتم فردا عزيزا غاليا من أهلكم... فإنني أؤكد لكم... أن مصر كلها أهلكم». ودائما وأبدا.. تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر».