من المشاهد اللافتة في الكباري الجديدة التى يتم تشييدها في المدن وخاصة العاصمة أن المساحات الفارغة أسفلها يتم استغلالها في مشروعات صغيرة للشباب من كافيهات وصيدليات ومطاعم ومحلات في صورة حضارية أضفت على الكباري جمالا وبهجة وبدلت الصورة السيئة والمشاهد المسيئة التى اعتدنا أن نراها تحت الكباري في مصر، إذ حولها البعض إلى مقالب للقمامة أو مكان للإقامة للمتسولين والأشقياء أو ملاذا للهاربين من القانون إلا أن النظام الجديد في التعامل مع مناطق أسفل الكباري جعل منها مصدرا للرزق ومكانا للتنزه وساحات لقضاء وقت طيب بين الأصدقاء والأحباء بل هناك أماكن أصبحت تجذب العائلات إليها . هكذا صارت أماكن أسفل الكباري مواقع مضيئة لتشغيل الشباب وكسب الرزق الحلال . كانت الحكومة قد بدأت في السنوات الأخيرة، تنتهج ثقافة معمارية وتنسيقية جديدة، مع حجم الإنشاءات الضخمة خاصة في الكباري والطرق، الأمر الذي أضحى واضحا لدى الجميع من خلال تغيير وجه مصر، بعد ما تم إنجازه من الكباري الجديدة في جميع أنحاء الجمهورية، وما تم أسفل الكباري، بعد أن قامت الحكومة بنسف ماضيها وإعادة هيكلتها مرة أخرى لتصبح مركزا لمشروعات شبابية وملاذا آمنا لهم وترصد بوابة الأهرام في التقرير التالي مشاهد من استغلال المساحات المتاحة أسفل الكباري الجديدة . دعم المشروعات الشبابية وتقدم الدولة دعما كبيرا على تأجير الأماكن أسفل الكباري، وتشترط أن الأكشاك تكون مشطبة بلونها الأزرق المتميز من الخارج وتمنح مهلة للتشطيب، ويبدأ العمل دون تحصيل الإيجارات حتى يقللوا الأعباء المالية على أصحاب الأكشاك، ويتم مساعدتهم في بداية انطلاق مشروعاتهم، وهو ما يجعلهم يبدأون في العمل، ونصل إلى هذا الشكل، من كافيهات ومطاعم ومحال للأزهار ليمنح المكان بهجة ورقيا وحضارة لتكون أوروبا العرب. أسفل كباري المحروسة فور الدخول إلى الأماكن أسفل الكباري، تتفاجأ بالتغييرات التي حدثت أسفل كباري المحروسة، حيث تجد نفسك في مكان أشبه بالجنة، طاولات مصطفة مجهزة للجلوس أصدقاء وعائلات بالكامل، حولها أشجار ملونة وأحواض ورد، وذلك وسط خلية نحل تسير على الأرض، شباب وفتيات يجوبون المكان ليتابعوا حركة العمل بالكافيهات الخاصة بهم بإيجارات بسيطة، ويقدمون الخدمات بأسعار منخفضة عن الكافيهات والمطاعم بأي مكان. ويتسابق الجميع في جعل الكافية الخاص به لافتا للأنظار وجاذبا للزبائن، من خلال الشكل وتقديم المشروبات والمأكولات حتى وإن كانت متشابهة، وينفرد كل شخص بإضفاء روحه وأفكاره على مكانه الخاص ليكون متميزا عن غيره، وبجوارهم جراجات لكي يركن الزبون سيارته بها حتى لا يتسببوا بحدوث اختناق مروري هذا ما جعل المكان متميزا عن غيره من الكافيهات والمطاعم، والأسعار في متناول الجميع. قطعة من أوروبا ولاقت هذه المشاريع الشبابية، استحسانا كبيرا من جميع الأوساط، فخلال جولة "بوابة الأهرام" في هذه المشاريع الشبابية، أكد الزبائن المقبلون للاستمتاع بهذه الأماكن، أن هذه الأماكن أصبحت قطعة من أوروبا ومتنفسا حضاريا وترفيهيا لسكان هذه المناطق، بعد أن كانت بيت الرعب للجميع، فيخاف أي شخص المرور من أسفل الكوبري، واستغلال هذه الأماكن سيحد من الجرائم التي كانت تتم من خلاله. وأكد العاملون في الأماكن أسفل الكباري، أن الإقبال كبير من كل الفئات والأفراد والعائلات، حتى أن هناك أفرادا أصبح احتساء القهوة لهم صباحا أمرا أساسيا في هذا الصرح الكبير، للاستمتاع بهذه المظاهر الحضارية والتمتع بها، بجانب استنشاق الهواء النظيف، ومن يريد الهدوء، فهناك أماكن داخل الأكشاك، حيث إنه تم العمل على توفير كل شيء ليكون المكان مناسبا لجميع الأذواق. منفعة اقتصادية وتساعد هذه المشروعات الشبابية في تحقيق معدلات تنمية أفضل، لأنه بموجب تلك المشروعات سوف تساهم في القضاء على البطالة وتشغيل الشباب بما يحقق لهم استقرارا وظيفيا، ويعود على الدولة أيضا بالنفع اقتصاديا وحضاريا. يرى الدكتور على عبدالرؤوف الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن استغلال المساحات الخالية الواسعة أسفل الكباري، فكرة جيدة جدا وتفيد الشباب والدولة معا، حيث إنها توفر فرص عمل للشباب الخريجين وصغار المستثمرين، مما يساهم في خفض معدلات البطالة في مصر، فهذه المشروعات توفر فرص عمل لآلاف الشباب، كما أن تغير الصورة الحضارية لأسفل الكباري أمر إيجابي ويبهر أي سائح أو أهالي المناطق المجاورة. متنفس للعائلات ويؤكد الخبير الاقتصادي ل "بوابة الأهرام"، أن هذه الأماكن أصبحت متنفسا جديدا للعائلات في الهواء الطلق بتكاليف قليلة، وتعمل هذه الأماكن على تحقيق تنمية حقيقة وشاملة التي ننادي بها في 2030، كما يعتبر أنها مصادر دخل جديدة وانطلاقة مغايرة للشباب، كما أنه من الممكن عمل مشروعات إنتاجية تزيد من الناتج القومي. إدارة الأراضي البيضاء أما من ناحية التخطيط، يؤكد الدكتور هاني أبو العلا أستاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة الفيوم، والخبير بالهيئة المصرية العام للتخطيط العمراني، أن الاتجاه نحو إدارة الدولة للمساحات الفارغة التي تقع أسفل الكباري هو اتجاه محمود، ويتماشى بشكل كبير مع الاتجاهات الدولية للاستغلال الأمثل للمساحات الفائضة بصفة خاصة داخل المدن الكبرى فيما يعرف بإدارة الأراضي البيضاء. وثمن الخبير العمراني، استخدام تلك المساحات الواسعة لأغراض الترفيه والتنزه للعائلات، حيث يرى أن ذلك يعد نقلة نوعية في استغلال أماكن كانت تمثل بؤرا للأنشطة غير الرسمية وجعلها تضج بالمدينة الآمنة، وعن أنماط الاستغلال المناسبة لمثل هذه المساحات في كل مدينة أو في كل الأجزاء داخل المدينة الواحدة. كما يرى أنه من الممكن استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية لإعداد خريطة رقمية لتلك المساحات الفارغة، ومن ثم توظيفها للاستخدامات المناسبة وفقا لحالة وحاجة كل جزء من أجزاء المدينة، وفقا لمعايير دقيقة يتم تغذية النظم بها، فقد يكون المناسب استخدامها كمقاه في بعض الأماكن، وكمواقف سيارات في أماكن أخرى، أو حدائق ومسطحات خضراء في ثالثة أو غيرها.