تكتب أثارت تصريحات تامر أمين غير الموفقة عن الصعايدة حالة غضب واستياء عامة، وطالب الكثيرون بإيقاف البرنامج ومحاسبة المذيع، لكن للأسف لم يتطرق أحد إلى أصل المشكلة وهي التدني والابتذال في مستوى الحوار والألفاظ التي عمت المجتمع كله في البيت والشارع والمدرسة والجامعة، وبالتالي أصبح عاديًا أن يتحدث مقدمو البرامج بهذه الطريقة المرفوضة، وزاد من تفاقم الأمر غياب الرقابة خاصة في وسائل الإعلام الخاصة. في الماضى القريب كان مقدمو البرامج نموذجًا لحسن الخلق والمظهر والحديث، يحاسب على أي لفظ أو كلمة أو حتى إشارة غير لائقة، أما الآن وبكل أسف انحصرت مؤهلات المذيعات في تصنع المظهر والحديث، أما المذيع يا إما «يزعق» ويصرخ في وجه المشاهد، وإما يتهكم ويتعالى عليه بالبدلة الشيك والكرافت الماركة إلا قلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة التي مازالت تحترم وتقدر مسئولية خروجها على ملايين المشاهدين وللأسف المشكلة ليست في تامر أمين وأمثاله، لكن في تراجع دورنا في تعليم أولادنا آداب الحديث وحسن اختيار الألفاظ، وأن الكلمة الطيبة صدقة تجلب الرزق والخير ولنا في قصة الفلاح العجوز المثل. يحكى أن ملكاً أعلن فى الدولة أن من يقول كلمة طيبة فله جائزة 400 دينار وفى يوم كان الملك يسير فى المدينة إذ رأى فلاحا عجوزا وهو يغرس شجرة زيتون، فقال له الملك لماذا تغرس شجرة الزيتون وهى تحتاج إلى عشرين سنة لتثمر وأنت عجوز فى التسعين من عمرك وقد دنا أجلك؟ فقال الفلاح العجوز. السابقون زرعوا ونحن حصدنا ونحن نزرع لكى يحصد اللاحقون.فقال الملك أحسنت فهذه كلمة طيبة، فأمر له ب 400 دينار فأخذها الفلاح العجوز وابتسم فقال الملك لماذا تبتسم؟ فقال الفلاح شجرة الزيتون تثمر بعد 20سنة وشجرتى أثمرت الآن، فقال الملك أحسنت أعطوه 400 دينار أخرى، فأخذها الفلاح وابتسم فقال الملك لماذا ابتسمت فقال شجرة الزيتون تثمر مرة فى السنة وشجرتى أثمرت مرتين فقال الملك أحسنت أعطوه 400 دينار أخرى، ثم تحرك الملك بسرعة وهو يقول إذا جلست إلى الصباح فإن خزائن الأموال ستنتهى وكلمات الفلاح الطيبة لن تنتهى. الخير يثمر دائمًا والكلمة الطيبة خير، اعلم جيدًا أن الكلمة تؤذي صاحبها قبل أن تؤذي الآخرين؛ فكم من أناس خسروا كل شيء بسبب كلام غير لائق ولا مسئول.