قد نختلف في السياسة ولابد أن نختلف لأن السياسة عالم عجيب وغريب ومتقلب وفيه أشياء وحسابات كثيرة.. وبقدر ما هربت من السياسة واقتربت منها بحذر شديد بقدر ما أحببت وقدرت واحتميت بجيش مصر.. وحين كانت تشتد وحشة الأيام ويظلم العالم حولى كنت اشعر بالثقة فى جيش مصر.. وأقول لنفسى كلما ساءت الأحوال إن فى مصر قلعة تحمينا فى الشدائد وأن جيش مصر قادر على أن يعيد التوازن لكل شيء يختل فى حياتنا.. كنت أرى دائما أن جيش مصر ينبغى أن يكون بعيداً عن تناقضات حياتنا ويبقى حصناً منيعاً لنا مهما نختلف ديناً وفكراً ومواقف.. شاركت جيش مصر احتفالاته فى مناسبات كثيرة وكم كنت أشعر بالعرفان وأنا أصافح العشرات من أبطال جيش مصر ضباطا وجنوداً.. وقد بدت عليهم كل مظاهر الاهتمام والرعاية حضوراً ومظهراً وانضباطاً..منذ سنوات طلب المشير محمد حسين طنطاوى قائد جيش مصر وقتها أن أكتب نشيداً للجيش وقد لحنه الموسيقار الراحل كمال الطويل.. وكلما شاهدت الآن ضباط وجنود جيش مصر يرددون النشيد فى طوابير الصباح أشعر بفخر شديد أن جيش مصر يتغنى بكلماتى فى حب مصر.. كثيراً ما كنت أتعجب من سؤال يتردد فى أوساط كثيرة لماذا أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بناء جيش مصر إعداداً وتسليحاً وانضباطاً وقوة.. والآن أجد الإجابة فى كل ما يجرى حولنا من تحديات على كل الجبهات.. وأقول لنفسى حمى الله جيش مصر.. نحن نعيش فى منطقة شاءت الأقدار أن تقع فى نصف العالم وتجمع أهم ثروات الكون وتهبط فيها جميع الأديان وكان قدر مصر أن تكون قلب هذا العالم ويكون جيشها حامى حماها أرضاً وسماءً وإنساناً.. وتنساب يا نيل حرا ًطليقاً لتحكى ضفافك معنى النضالْ وتبقى مدى الدهر حصنا ًعريقا ً بصدق القلوبِ وعزم ِالرجالْ يدُ الله يا مصر ترعى سماكِ وفِى ساحة الحق يعلو نداكِ ومادام جيشك يحمى حماكِ ستمضى إلى النصر ِدوما ًخطاكِ سلامٌ عليكِ إذا ما دعانا رسولُ الجهادِ ليوم الفداءْ وسالتْ مع النيل ِيوما ً دمانا لنبنى لمصر العلا والرخاءْ