ليس ثريا فحسب بل أغنى أغنياء العالم، ليس مبتكرا فى مجال بعينه بل تجاوز ذلك ليغير شكل الحياة فى العديد من جوانبها، خططه ليست قاصرة على الأرض فقط بل وصلت لحدود الفضاء.. إنه إيلون ماسك المدير التنفيذى الشهير لشركة تسلا المتخصصة فى صناعة السيارات الكهربائية، الذى أصبح مع أوائل أيام العام الجارى أغنى رجال العالم بثروة تقدر بنحو 183مليار دولار ، ليحل محل جيف بيزوس المدير التنفيذى السابق لشركة أمازون ، الذى ظل يحتكر التصنيف لصالحه منذ عام 2017. فالقيمة السوقية الراهنة لشركة تسلا تصل لنحو 800 مليار دولار، بعدما قفزت العام الماضى وحده أكثر من 500 مليار، متجاوزة إجمالى قيمة تسع من أشهر شركات السيارات فى العالم مجتمعة. تميز ونبوغ ماسك- 50 عاما- لايقف لدى حدود «تسلا» ، فقد بدأ مشواره مع الأفكار الثورية عام 1999 بتأسيس شركة الخدمات المالية عبر الإنترنت « إكس دوت كوم» ، التى عرفت فيما بعد باسم « باى بال» بعد اندماجها مع شركة «كونفنيتى»، لتجعل حلم إجراء التحويلات المالية والمدفوعات عبر الانترنت حقيقة واقعة . بعد بيع الشركة ل «إى باى» عام 2001 مقابل 1٫5 مليار دولار، قرر ماسك طرق أبواب جديدة، فأعلن عن تأسيس شركة « سبيس إكس» عام 2002، ليدخل معها عالم الفضاء. وبالفعل، نجحت « سبيس إكس» فيما بعد فى أن تكون أول شركة خاصة ترسل سفينة للفضاء «دراجون» عبر صاروخها « فالكون»، لتوقع فيما بعد عقدا مع وكالة الفضاء الأمريكية « ناسا» بقيمة 1٫6 مليار دولار لإجراء 12 رحلة . فى الوقت ذاته، تعمل الشركة حاليا على تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام ، مما سيحدث ثورة فى رحلات الفضاء، فضلا عن السعى لبلوغ صواريخ يمكنها نقل الإنسان لسطح المريخ فى 170 يوما فقط. ويعتبر ماسك المريخ هو الوجهة الكبيرة التالية للجنس البشري، فى حال أصبحت الأرض غير صالحة للمعيشة مرة أخرى، مرجحا أن الكوكب الأحمر يمكنه دعم مستعمرة تضم 80 ألف شخص. أما المحطة التالية بعد « سبيس إكس»، فكانت بالنسبة لماسك «تسلا» لصناعة المركبات الكهربائية وأنظمة الطاقة الشمسية التى أسسها عام 2003، واستطاعت أن تحقق تلك الأرباح الخرافية خلال الفترة الماضية، وسط توقعات باستمرار صعود مبيعات الشركة خلال العام الحالى لتصل إلى 500 ألف سيارة . الذكاء الاصطناعى كذلك لم يسلم من ماسك، إذ طرقه بقوة عبر شركة» أوبن أيه آي»، التى يشغل فيه حاليا منصب المدير المساعد. كذلك ساهم فى تأسيس شركة «نيورالينك»، كشركة متخصصة فى التكنولوجيا العصبية ، تقوم على فكرة ربط المخ البشرى بأجهزة الكمبيوتر، من خلال زرع شريحة بسيطة فى الدماغ لتحسين معدلات الذكاء لدى الجميع، وهى الفكرة التى يتوقع ماسك أن تكون قابلة للتطبيق بنهاية العقد الحالى. أواخر شركات ماسك كانت شركة «بورينج« أو «الشركة المملة» التى تعتقد فى إمكانية إنشاء أنفاق وبنية تحتية ذات طوابق متعددة تحت الأرض، للتخلص من التكدس المرورى فى المدن . بالرغم من أن معظم أفكار ماسك لا تزال فى أطوارها الأولى، إلا أن ما حققه بالفعل فى مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال يبشر بما يمكن الوصول إليه. فهل يمكن أن يأتى ذلك اليوم الذى نعيش فيه عالمنا من منظور ماسك؟!