اتهم إيف بونيه، رئيس الاستخبارات الفرنسية السابق، قطر والسعودية بتمويل شبكات إسلامية متطرفة في فرنسا، مؤكدًا أن هاتين الدولتين، إلى جانب تجارة المخدرات، هما مصدر التمويل لهذه الشبكات. وقال الرئيس السابق ل"مديرية مراقبة التراب الوطني" (دي اس تي) في مقابلة نشرتها صحيفة "لا ديبيش دو ميدي" إن هذه الشبكات الإسلامية المتطرفة تتمول عن طريق تجارة المخدرات، ولكن "هناك أيضا مشكلة المال الذي تقدمه دول سلفية". وتابع "لا نجرؤ على الحديث عن السعودية وقطر، ولكن ربما يجدر أيضا (بهؤلاء الأطراف) أن يكفوا عن إمداد عدد من الأنشطة المقلقة بأموالهم". وأضاف: "سيترتب في يوم ما فتح ملف قطر لأن هنا تكمن مشكلة حقيقية. وأنا لا أبالي بالنتائج التي يحرزها باريس سان جرمان" نادي كرة القدم الباريسي الذي اشترته الصيف الماضي شركة قطر للاستثمار. وسارعت الجبهة الوطنية، الحزب اليميني المتطرف، إلى تلقف تصريحات المسؤول الاستخباراتي السابق، مؤكدة أن هذه التصريحات تعطي "مصداقية لمخاوفها" من المستثمرين القطريين. وقالت زعيمة الجبهة مارين لوبن في بيان "يبدو أن وحدهم المتآمرين معه من الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية يصدقون أن إمارة قطر نواياها حسنة عندما تستثمر 50 مليار يورو في الضواحي الفرنسية". وأضافت لوبن أن "المداهمات التي جرت نهاية هذا الأسبوع في إطار تحقيق حول الاعتداء في سارسيل يجب أن تجعلنا اكثر يقظة ازاء التمدد الواضح للايديولوجية الراديكالية التي تسمم الضواحي الفرنسية هذه العملية والحقائق التي كشفتها يجب أن تقنع (وزير تصحيح الانتاجية) آرنو مونتوبور و(وزير الخارجية) لوران فابيوس -الذي رحب بالأمس بالاستثمارات القطرية- بوجوب رفض هذه الاستثمارات". وتثير مشاريع الاستثمارات القطرية في فرنسا علامات استفهام كثيرة في أوساط الطبقة السياسية. وبعدما استثمرت في نادي باريس سان جرمان واشترت حقوق بث تلفزيوني ومن ثم استثمرت في سوق الفن، تعتزم قطر تخصيص صندوق استثماري بقيمة تتراوح بين 50 و100 مليار يورو للضواحي الفرنسية. وفككت السلطات الفرنسية السبت خلية إسلامية متطرفة وقتلت أحد أفرادها وهو شاب فرنسي من الانتيل عمره 33 عامًا بعد إطلاقه النار على شرطيين أثناء محاولتهم اعتقاله في ستراسبورغ، في حين اعتقلت 11 شخصًا آخرين جميعهم فرنسيون.