بعد أسبوعين من الصراع مع المرض بمستشفي دار الفؤاد، غيب الموت سعيد عبد الخالق رئيس تحرير جريدة الوفد، بعد رحلة طويلة في أروقة صاحبة الجلالة بأنواعها المختلفة القومية والحزبية والمستقلة. ولد سعيد عبد الخالق في مارس 1948 بمنطقة شبرا، ورغم دراسته للعلوم الفلسفية والإجتماعية بكلية آداب القاهرة، وعمله كضابط إحتياط بالقوات المسلحة في الفترة من 1973 وحتي 1978 شارك خلالها في حرب أكتوبر، إلا أن "نداهة الصحافة" جذبته إليها عام 1970 وهو لايزال طالبا، لتلقي به بين صفحات جريدة الجمهورية. عين سعيد عبد الخالق عام 1979 كصحفي بجريدة الجمهورية، وسرعان ما انتقل في منتصف السبعينيات ومع بداية التعددية الحزبية، ليشارك صلاح قبضايا، تأسيس صحيفة الأحرار الصادرة عن حزب الأحرار، ومنها انتقل ليشارك عام 1980، وجمال بدوي وعباس الطرابيلي مع مصطفي شردي في تأسيس صحيفة الوفد. استطاع عبد الخالق أن يجد لنفسه قارئه الخاص من خلال باب "العصفورة" الذي اشتهرت به جريدة الوفد، فكان يقوم بتحريره كاشفا من خلاله عددا من القضايا المتعلقة بشكل مباشر بالأمور الحياتية للمواطنين، ومنها تناوله لقضايا الفساد والتلاعب في استيراد الأغذية الفاسدة، وبإسلوب ساخر كان عبد الخالق من خلال" عصفورته" التي لا يعرف أحد مصادرها، يلقب كل نائب أو وزيرا بلقب يدل علي ما تورط فيه من فساد، فأحدهم نائب التأشيرات والآخر أبو لمعة وهكذا. وفي عام 1989 تولى عبد الخالق منصب مساعد رئيس تحرير الوفد عقب وفاة جمال بدوى، ثم مشاركا مع عباس الطرابيلى في رئاسة تحرير الجريدة عام 1998، وبعدها تولى عام 2000 رئاسة تحرير جريدة "الميدان" المستقلة لعدة سنوات، عاد بعدها إلي رئاسة تحرير الوفد في مارس 2009 والتي استمر بها حتي وفاته صباح اليوم الأحد. لم تكن مسيرة حياة سعيد عبد الخالق هادئة وسلسة، ولكنه خاض في جريدة الوفد خلال فترة رئاسته صداما شديدا مع عدد من صحفيي الجريدة أطلقوا علي أنفسهم إسم جماعة "أول مارس" إعتراضا منهم علي قرار كان قد أصدره عبد الخالق بعد يومين من توليه رئاسة تحرير الوفد، بسحب المصادر الصحفية من عدد كبير من صحفيي الوفد، فقاموا بدورهم بإصدار بيان في مارس 2009 هاجموا فيه عبد الخالق بعد تعيينه رئيسا لتحريرها. كما تعرض عبد الخالق لاتهامات بأنه فشل فى رئاسة تحرير جريدة الميدان، حيث هبط توزيعها خلال فترة رئاسته. واليوم رحل سعيد عبد الخالق ولم يبق سوي" أرشيف" ما خطه بيده فوق صفحات الجرائد ومواقفه التي قد يختلف أو يتفق حولها البعض، لكنهم جميعا سيتذكرونه داعين له بالرحمة والمغفرة.