على مدى أيام بطولة كأس العالم لكرة اليد رقم 27 والتى استضافتها مصر ونالت إعجاب العالم، كان شعار البطولة بطلا حقيقيا يلفت الأنظار إليه بقوة فى الشوارع والميادين ووسائل الدعاية المختلفة. ولذلك الشعار أو «اللوجو» قصة تستحق أن تروى وتلهم الكثيرين. فشعار «كرة اليد» صممه المعمارى أحمد على، خريج كلية الفنون الجميلة والمهندس بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى. كما أن على، الحاصل على ماجستير العمارة فى تصميم المنشآت الرياضية، شارك أيضا فى تصميم الملاعب التى استضافت فعاليات البطولة فى العاصمة الإدارية والسادس من أكتوبر وبرج العرب مع المصممين المعماريين محمد عبد المعز والدكتور نبيل حرازى. والبداية الفعلية لقصة الشعار كانت عام 2019 ، حينما طرح الاتحاد المصرى لكرة اليد مسابقة مفتوحة لتصميم شعار البطولة، وتقدم للمشاركة 140 شخصا، ليتم الاستقرار على ثلاثة تصميمات ضمن التصفية النهائية ثم الاستقرار على التصميم الحالى.استغرق تصميم الفكرة وتنقيحها ما يقرب من أسبوع، قام خلالها "على" بعدة خطوات شرحها للأهرام بقوله: «راجعت شعارات البطولات الدولية والقارية السابقة، واكتشفت أنها اعتمدت جميعها على استعمال مفردات اللعبة أو أوضاع اللاعبين أو دلالات لونية تعكس أعلام الدولة المستضيفة للبطولة دون تمييز يعكس بقوة خصوصيتها وتفردها بين الدول». ويضيف على : «حتى أن النسخة 16 للبطولة والتى استضافتها مصر عام 1999 استعملت رقم البطولة رقم 16 ليماهى وضع لاعب بألوان العلم المصرى ورأس على شكل كرة اليد». ومن هنا تأكدت رغبة على فى إنجاز تصميم ذى علامة بصرية فارقة تعكس هوية الدولة المستضيفة بعراقتها وجذورها التاريخية، مع الإشارة لطبيعة البطولة الرياضية. فاعتمد على دمج أحد أشهر وأقدم الرموز والتمائم المستخدمة بالحضارة الفرعونية، وهو مفتاح الحياة «عنخ»، ليكون إطارا عاما للتصميم وتتم معالجته بشكل معاصر. وتم دمج وقولبة هيئة اللاعب أثناء تسديد الكرة مرتكزا على أحد قدميه، وفى ذلك الوضع ما يميز « كرة اليد» عن باقى الألعاب، مع مراعاة وضع حد للتماهى و التمييز اللونى بين مكونات التصميم. وتم استعمال الرقمين 2 و 7، فى إشارة إلى رقم الدورة 27، باللغة الإنجليزية، وترتيبهما بوضعية تعكس الرمز المصرى ووضع لاعب كرة اليد. ورغم أن مفتاح الحياة كرمز كان قد سبق استغلاله فى عدة مناسبات، إلا أن قناعات الفنان أحمد على ارتكزت على أنه ليس كل ما هو قديم مستهلك بل يمكن إعادة استكشافه وتقديمه بمنظور جديد يكسبه بعدا آخر لإعادة إحيائه. كما استهدف بعدا ترويجيا سياحيا لمصر ومعالمها السياحية. لم تنته رحلة الاستقرار على هذا الشعار الجذاب عند هذا الحد، بل تلقفه الفنان تيمور عثمان بعد ذلك، وهو المتخصص فى تصميم الشعارات وعضو لجنة تحكيم المسابقة. قام تيمور بمعالجة التصميم، وإحداث تغييرات ثانوية، حيث تضمنت شروط المسابقة استجابة الفائز لتعديلات الاتحاد إن وجدت، ومنها تمييز الرأس والكرة عبر التفريغ اللونى حولهما ومعالجة الألوان للحد من التعدد اللونى المستعمل فى التصميم الأصلى. وعلق تيمور عثمان على دوره، مؤكدا: « أشعر بالفخر للمشاركة فى هذا الحدث الضخم بعد تكليف حسين زقزوق رئيس لجنة التسويق لى، وخاصة أن اتحاد كرة اليد استجاب لكل الرؤى التخصصية فى ذلك المجال، وقدموا كل الدعم لنجاح التجربة لكى تتناسب مع الحدث الضخم الذى استضافته مصر. والحقيقة اننا شاهدنا تصميمات مبهرة للغاية وكان التنافس شديدا بينها ولكننا استقررنا على أكثرها جاذبية وهو تصميم أحمد على وحرصنا على الوصول لصيغة نهائية تحافظ على فكرته وتخدم فكرة التسويق والترويج الخاصة بالبطولة».