عبدالله عبدالسلام فى خطاب التنصيب، قال بايدن: «إنه زمن الاختبارات». اختبارات بالداخل والخارج خاصة الشرق الأوسط. شعوب منطقتنا المنكوبة تعتقد أن لديه عصا سحرية ستغير كل شىء. عرب وإيرانيون كثيرون يأملون أن يمسح سياسات ترامب بأستيكة. الإسرائيليون يريدون هدايا مجانية على غرار هدايا ترامب. للأسف.. العصا السحرية غير موجودة والتغيير المنتظر مستبعد. إدارة بايدن ستتعامل مع شرق أوسط مختلف عن أيام أوباما. منطقة سعت واشنطن لفك الارتباط معها خلال العقد الماضى، كما يقول مايكل يونج الباحث بمعهد كارنيجى، فخفضت وجودها بالعراق وتركته لإيران وانسحبت من سوريا ووقفت متفرجة إزاء ما يجرى بليبيا. الصراع العربى الإسرائيلى لم يعد القضية المركزية بعد تطبيع دول عربية عديدة مع إسرائيل. محور المقاومة بات ضعيفا فى ظل حرب سوريا الأهلية ووضع إيران الكارثى ومعاناة حزب الله وحماس. النهج البراجماتى سيكون عنوان السياسة الأمريكية. ستعود لمواقفها القديمة دون تغيير الواقع. ستستأنف العلاقات والمساعدات للفلسطينيين وتعارض بناء مستوطنات بالأراضى المحتلة لكنها لن توقفها ولن تنقل سفارتها من القدس. بلينكن المرشح وزيرا للخارجية قال: «الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل إسرائيل، ستكون من خلال حل الدولتين لكن واقعيا من الصعب رؤية آفاق للمضى قدما». كلام دبلوماسى يعترف بالواقع مع إضافة لمسات شكلية. أولويات إدارة بايدن إنهاء حرب اليمن، ولذلك لم توافق على تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية نظرا للحاجة إليهم بالمفاوضات العسيرة المقبلة. العقوبات التى شلت حركة واقتصاد إيران ستغرى واشنطن بالضغط لإدخال تعديلات على الاتفاق النووى الموقع 2015، كى تحد من تدخلات طهران الإقليمية وترضى دول الخليج. تبقى مسألة حقوق الإنسان، وحسب روبرت فورد، الدبلوماسى المخضرم، ستكون هناك انتقادات أمريكية قاسية وقوية وعلنية لكن ذلك لا يعنى وقف التعاون والحوار مع الدول المعنية. سيتواصل البحث عن المصالح المشتركة رغم هذه الانتقادات. هذا أسلوب بايدن وتلك شخصيته. خلال 4 سنوات، قلب ترامب سياسات أمريكا بالمنطقة المستمرة منذ عقود رأسا على عقب، وحتى لو أراد بايدن التراجع عن التركة الترامبية، فإن مجال حركته ونطاق مناوراته محدودان للغاية.