عبدالله عبد السلام أفق جديد شخصية ترامب وسلوكياته وسياساته، فرضت على الجميع توجيه أكبر قدر من التركيز والاهتمام بما يقوله ويفعله أو ما لا يفعله، الأمر الذى جعلنا لا نلقى بالا لمنافسه بايدن ولا نسعى بجدية للتعرف على توجهاته وسياساته، لو فاز ب الانتخابات الرئاسية التى لم يتبق عليها سوى 17 يوما. أرقنا حبرا كثيرا ووقتا أطول مع ترامب، وكأنه فائز لا محالة بينما الاستطلاعات تقول العكس. حتى الآن، لا يمكن توقع الفائز، لكن يمكن الجزم بأننا تعاملنا مع بايدن، وكأن فرصه شبه معدومة. بالنسبة للمواطنين بالمنطقة خاصة باليمن وسوريا وليبيا والعراق، لن يتغير شىء، سواء كان الرئيس، ترامب أو بايدن، كما يقول الكاتب الأمريكى إيشان تارور، ف الحروب الأهلية بتلك البلدان مشتعلة. وقد جربت إدارة أوباما تكثيف الضربات الجوية وزيادة عدد جنودها، بينما فعل ترامب العكس، فلم تتوقف المآسى. هناك وقائع مادية تجبر أى إدارة، ديمقراطية أو جمهورية، على احترامها. فلا يمكن لأى قوى عظمى، مهما فعلت، تقليل الأهمية الإستراتيجية والسياسية لبلد ما، إلا إذا كان فى حالة تراجع. سياسات ترامب بالشرق الأوسط غلب عليها، ما سماها صفقة القرن ، التى أعطت لإسرائيل شرعية احتلال وامتلاك القدس والسيادة على الجولان، ليرعى قبل أسابيع اتفاقيتى تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل. ترامب انشغل أيضا ب إيران ، فانسحب من الاتفاق النووى الدولى معها، وكبلها بعقوبات شلت اقتصادها لكنها لم توقف عبثها بالمنطقة العربية من خلال أدواتها وحلفائها. ظل الرئيس الأمريكى يقول: إيران ستخضع وتأتى للتفاوض معنا.. لسوء حظه، لم تفعل إيران ذلك، وها هى تنتظر رحيله بفارغ الصبر. خبراء أمريكيون قالوا إن بايدن (الرئيس)، سيحاول إحياء آفاق حل الدولتين الذى يحتضر منذ سنوات، وسيقدم حلا دبلوماسيا للأزمة النووية ال إيران ية بعيدا عن سياسة حافة الهاوية، وسيعود لإثارة قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية التى تستخدمها واشنطن فزاعة من حين لآخر. أيا كانت سياسات بايدن لو فاز، علينا دراستها والاستعداد للتعامل معها، مع إدراك أن الدول القوية تصنع سياساتها فى عواصمها وبأيدى أبنائها وليس فى واشنطن أو موسكو أوبروكسل. [email protected] * نقلًا عن صحيفة الأهرام