مسيرة كبيرة في خدمة الدعوة الإسلامية، وتقديم العطاء في تدريس الشريعة الإسلامية من خلال منبر جامعة الأزهر، ومن خلال البرامج التليفزيونية والإذاعية ووسائل الإعلام المختلفة، طويت آخر صفحاتها مساء أمس الأحد، برحيل د.عبلة الكحلاوي، أستاذة الفقة والدراسات الإسلامية بجامعة الازهر، عن عمر ناهز 73 عامًا، إثر إصابتها بفيروس كورونا. ولدت عبلة الكحلاوي، في القاهرة 15 ديسمبر 1948، حققت شعبية كبيرة داخل البيت المصري طوال سنوات منذ بداية عملها أستاذة للفقة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية - بنات، بجامعة الأزهر، ومن خلال البرامج التليفزيونية التي أحب المصريين من خلالها السيدة الداعية، ونجحت في دخول القلوب بصوتها الهادئ وأسلوبها الراقي. الداعلية الراحلة هي ابنة الفنان محمد الكحلاوي، ابن منيا القمح بالشرقية والممثل والمطرب والمنشد الديني صاحب الشعبية، التحقت ابنة الكحلاوي بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر تنفيذًا لرغبة والدها، وتخصصت في الشريعة الإسلامية. حصلت "عبلة الكحلاوي" على درجة الماجستير عام 1974 في الفقه المقارن، ثم على الدكتوراه بعدها ب4 سنوات عام 1978 في نفس التخصص. قدمت عطاء حافل في مجال التدريس الجامعي في مصر وخارج مصر، بين كلية البنات في جامعة الأزهر، كلية التربية للبنات في الرياض، كمت تولت رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية في مكةالمكرمة في نهاية السبعينيات. في النصف الثاني من الثمانينيات من القرن الماضي، أقامت عبلة الكحلاوي دروسا يومية للسيدات بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام بمكةالمكرمة، لمدة ثلاث سنوات بين عامي 1987 إلى 1989م. حققت تلك الدروس الفقهية اصداء طيبة واستقبلت مسلمات من العديد من دول العالم، ثم عادت للقاهرة لجامعة الأزهر، ولإلقاء دروس يومية للسيدات في مسجد والدها "الكحلاوى" في البساتين. ركز منهج "الكحلاوي" في المحاضرات الفقهية على إبراز الحالة الحضارية التي يقدمها الدين الإسلامي، توازيا مع شرح النصوص الدينية والفقهية، وقد نجحت عبلة الكحلاوي في كسب قلوب المستمعين لمحاضراتها والمشاهدين عبر وسائل الإعلام من خلال ذلك المنهج، بعد أن قدمت صورة راقية للدعوة الإسلامية في إنتاجات إعلامية حققت شعبية طيبة. أسست "عبلة الكحلاوي" جمعية خيرية في المقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر، باسم "الباقيات الصالحات".