نسمع عن مضادات الأكسدة، هل تعرفون ما هي؟ وما دورها في حمايتنا من الأمراض؟ وأين توجد؟، خصوصا في هذه المرحلة الاستثنائية التي نعيشها بعد انتشار ڤيروس كورونا، فالغذاء الطبيعي مع هذه الأدوية هو العمود الفقرى لجهاز المناعة وزيادة كفاءته. يشرح د. أيمن عزت سليمان أستاذ الأغذية بمركز البحوث الزراعية، كيف نقوي مناعتنا؟، وما الأغذية التي يجب الحرص علي تناولها خلال هذه الفترة؟، فيقول: إن مضادات الأكسدة مركبات طبيعية حيوية توجد فى الأغذية بنسب متفاوتة، وتناول مضادات الأكسدة الطبيعية ضمن غذاء الإنسان يقى ويحمى الجسم من كل هذه الأمراض، أما المقصود بزيادة كفاءة جهاز المناعة بالجسم فقدرة الجسم على التخلص من المواد الغريبة التى تدخل الجسم، وبالتالى زيادة قدرة الجسم على مكافحة الأمراض. ويشير د. أيمن إلى أن جهاز المناعة نظام متكامل بالجسم يشمل كرات الدم البيضاء والنخاع والغدد الليمفاوية، وكذلك الأغشية المخاطية الموجودة فى الجهاز التنفسى والهضمى والتناسلى، أما عن مصادر الغذاء الطبيعية لمضادات الأكسدة، فإن الغذاء يعتبر بمثابة العمود الفقرى لجهاز المناعة فى الجسم وزيادة كفاءته، وتلعب أدوارا مهمة فى الوقاية من الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وزيادة الخصوبة لكلا الجنسين وتحسين الذاكرة عند المُسنين وعلاج الأمراض العصبية وعلاج أمراض الحساسية والوقاية من الأمراض السرطانية. ويؤكد أن مضادات الأكسدة يكثر وجودها فى البقوليات كالفول والفاصوليا واللوبيا والحمص والعدس والبازلاء، وفي الحبوب الكاملة وجنين القمح والبيض واللبن والخضروات الورقية داكنة اللون كالسبانخ والخبيزة والملوخية، وفي الجزر والقرع العسلى والموالح كالبرتقال والليمون، وفي الفراولة والجوافة والزيوت النباتية والكبد، مع عدم الاعتماد وتجنب الأغذية المضاف إليها مواد حافظة أو مواد ملونة.. وأن الدراسات وجدت أن عناصر الزنك والنحاس والمنجنيز والسيلينيوم والماغنسيوم واليود رغم أنها عناصر يحتاج إليها الجسم بكميات قليلة، إلا أنها تلعب دورا مهما فى حماية جهاز المناعة والتخلص من البكتيريا والڤيروسات الضارة بالجسم، وتتميز مضادات الأكسدة الطبيعية بأن لها تأثيرا حيويا مهما وضروريا لصحة وسلامة الإنسان، ولها تأثير فسيولوچى مهم وضرورى فى زيادة كفاءة جهاز المناعة بالجسم، ويرجع تأثير مضادات الأكسدة الطبيعية إلى أنها تقوم بالارتباط بما يسمى الشقوق (الشوارد) الحرة Free radicals وتنتج هذه الشقوق الحرة من عملية التمثيل الغذائى داخل الجسم أو من التلوث البيئى للهواء الذى يتنفسه الإنسان. ووجود الشقوق الحرة داخل جسم الإنسان يؤدى إلى ظهور أورام سرطانية أو ارتفاع مستوى السكر أو الكوليسترول بالدم أو ظهور أمراض القلب وتصلب الشرايين أو تلف الكبد والكُلى. ويقول د. أيمن إنه على الجانب الآخر توجد بعض مضادات الأكسدة الصناعية التي تضاف للأغذية المصنعة أو المحفوظة بنسبة أجزاء فى المليون لزيادة مدة صلاحية الأغذية خصوصا التى تحتوى على زيوت أو دهون، حيث تقلل من عملية تزنخ الزيوت والدهون كما تؤخر من عملية الأكسدة الذاتية أو التحلل الليبيدى أو الأكسدة الإنزيمية التى تحدث للزيوت والدهن إلا أن الأبحاث والدراسات الحديثة وجدت لمضادات الأكسدة الصناعية تأثيرات سلبية على صحة وسلامة الإنسان، لذلك توصى دائما بتناولها من مصادر طبيعية. ويؤكد د. أيمن أن الصحة والعلاج فى الطبيعة، لذلك يجب على الأم بصفتها المسؤول الأول عن إعداد الوجبات فى المنزل أن تعتنى باختيار وجبات أسرتها بعناية تامة من خضروات وفواكه طازجة، وتنوع فى الوجبات، وعلى الأمهات أن يحاولن دائما زيادة ثقافتهن من الناحية الغذائية.