«أقسم بأننى سأقوم بإخلاص بمهام منصب رئيس الولاياتالمتحدة, وبأننى سأبذل أقصى ما فى وسعى لأصون وأحمى وأدافع عن دستور الولاياتالمتحدةالأمريكية», بهذه الكلمات التى يتلوها جو بايدن, الرئيس الأمريكى المنتخب فى 20 يناير المقبل, واضعا يده اليمنى على الكتاب المقدس, سيصبح السيناتور الديمقراطي, البالغ من العمر 78 عاما, الرئيس ال 46 للولايات المتحدةالأمريكية, معلنا عن بدء مرحلة جديدة من الانتقال السياسى فى البلاد, مدتها أربع سنوات. فى الظروف العادية, كانت ستشهد واشنطن العاصمة تدفق مئات الآلاف من المحتفلين لمشاهدة حفل التنصيب, لكن كما غير وباء كورونا الكثير من شكل حياتنا الذى اعتدناه, فقد وضع الفيروس بصمته القوية أيضا على مراسم تنصيب أكبر رئيس فى تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية. «متواضعة وغير معتادة».. هكذا يمكن وصف رحلة بايدن إلى البيت الأبيض, حيث لا مظاهر للرفاهية, ولا مواكب عملاقة, ولا حتى حشود هائلة, حتى وسيلة نقل الرئيس العتيد بايدن ستكون متواضعة. ففى وقت تسجل فيه الولاياتالمتحدة أرقاما قياسية فى عدد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا, أكد بايدن أنه سيتبع ما يقوله العِلم وتوصيات الخبراء حول كيفية الحفاظ على سلامة الناس, لذلك يتجه الرئيس الأمريكى المنتخب, نحو إقامة حفل تنصيب «افتراضي», يشبه إلى حد كبير مؤتمر الحزب الديمقراطى الذى عقد فى أغسطس الماضي. لا تتوقع إذن أن يهبط الرئيس من على متن طائرة تابعة للقوات الجوية لحضور الحفل, فبايدن اختار أن يستقل قطارا عموميا للوصول إلى كابيتول هيل, وهو نفس القطار الذى كان يقله من وإلى ولايته ديلاوير لمدة 36 عاما كعضو فى مجلس الشيوخ. بعد ذلك سيقوم بايدن ونائبته كامالا هاريس, بأداء القسم خارج مبنى الكابيتول الأمريكى والذى يطل على حديقة ناشيونال الوطنية, وهو التقليد الذى بدأ مع الرئيس الراحل رونالد ريجان فى عام 1981. لا تنتظر أيضا أن تشاهد حشودا ضخمة تشارك فى هذا التنصيب كما كان يحدث فى السابق, أى عندما تدفق نحو مليونى شخص إلى الحديقة الوطنية, لحضور حفل تنصيب الرئيس الأسبق باراك أوباما لفترة ولاية أولى فى عام 2009, فنتيجة لإجراءات التباعد الاجتماعي, وأيضا التحذيرات الأمنية خوفا من أعمال شغب وفوضى محتملة, سيتم تقليص عدد تذاكر حضور الحفل الرسمى إلى ألف تذكرة فقط, بدلا من 200 ألف كما كان يحدث فى السابق, وسيتم نقل الحفل على الهواء مباشرة عبر شاشات التليفزيون والإنترنت أيضا. من غير المرجح أيضا أن يكون هناك استعراض ضخم يبدأ فى جادة بنسيلفانيا وصولا إلى البيت الأبيض, بل سيكون الأمر أقرب إلى «موكب صغير», سيمشى فيه بايدن بمرافقة رئاسية تراعى تباعدا اجتماعيا مطلوبا، تضم كل فرع من فروع القوات المسلحة الأمريكية.أما بالنسبة للحفلات الرسمية التى تقام طوال مساء يوم الافتتاح, فمن المرجح أن يتم إلغاؤها أيضا, وهو تقليد طالما اتبعه الرؤساء السابقون, وهى حفلات مخصصة لعدد معين من المدعوين, وفيها يتم تقديم الأطعمة والمشروبات والعروض الترفيهية الحية التى يؤديها أشهر الموسيقيين, وقد اعتاد مركز «والتر إى واشنطن» للمؤتمرات على استضافة هذه الحفلات, إلا أنه لن يكون متوافر فى يناير, حيث تم تحويله إلى مستشفى ميدانى للطوارئ بسبب كوفيد 19. وقد صرحت اللجنة الافتتاحية المنظمة للحفل بأنها تخطط ل «عرض رقمي» على الإنترنت, يتضمن عرض صور للرئيس الجديد ونائبته وعائلاتهما, جنبا إلى جنب مع بعض الأعمال الموسيقية والفرق المحلية والشعراء وفرق الرقص, وسيكون هناك أيضا تكريم إضافى لأبطال أمريكا الذين حاربوا ضد الوباء. قبل كل ذلك, وتحديدا فى 19 يناير, تخطط لجنة التنصيب الرئاسية لعقد حفل إضاءة حول بركة لينكولن التذكارية, لتكريم أكثر من 350 ألف أمريكى ماتوا بسبب فيروس كورونا, كما دعت اللجنة البلديات فى جميع أنحاء الولايات للمشاركة من خلال إضاءة مبانيها الخاصة ودق أجراس الكنائس فى نفس الوقت الذى سيبدأ فيه الحفل فى واشنطن.