من كادونا إلى هوليوود.. «نقاد» نيجيريا .. كل شىء ممكن

المسألة ليست موارد، وإنما هى كيفية توظيف هذه الموارد، ولا أدل على صدق هذا الرأى من إنجاز فريق «النقاد» النيجيرى وإضافته القيمة إلى مجال المواد البصرية المتعلقة بالعلوم.
وتجربة «النقاد» تقوم على أكتاف عشرة من الأطفال والشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و27 عاما يقطنون بمنطقة «كادونا» بشمال نيجيريا. وقفوا وراء قناة خاصة عبر موقع «يوتيوب» لمشاركة المقاطع المصورة، لنشر محتوى علمى تم إعداده باستخدام كاميرات الهواتف المحمولة، وذلك قبل توظيف المؤثرات البصرية باستخدام أبسط الأدوات.
ورغم محدودية الأدوات والموارد، فإن نتائج اجتهاد «النقاد» جاءت مبهرة لدرجة أن القناة باتت صاحبة أعلى مشاهدات بين مواقع التواصل الاجتماعى فى نيجيريا. والجائزة الكبرى، كانت فى جذب المحتوى العلمى لقناة «النقاد» لأنظار منتجى هوليوود.
ترى الصحافة الأمريكية أن شباب وأطفال «النقاد» أعادوا صياغة القاعدة الذهبية فى الإنتاج والإخراج السينمائى والتى تفيد بأن «الأقل» أكثر قيمة فى مجال الإنتاج. ويقصد بذلك تقديم المواد الدرامية والترفيهية بأقل قدر من الأدوات وبأقصر السبل لتوصيل المعلومة دون كثير من المؤثرات. وتليق هذه القاعدة تحديدا بإنتاج المواد العلمية. ويقدم « النقاد» أعمالهم من وحى سلسلة أفلام «حرب النجوم»، مما يزيدها جذبا للمشاهدين.
ووفقا لتقرير نشره موقع «سى. إن.إن» الإخبارى الأمريكى فإن فرانكن ليونارد، وهو منتج منفذ للعديد من الأفلام فى هوليوود، بدأ بمراسلة «النقاد» فى أغسطس 2019، وعرض تزويدهم بكل المعدات التى تلزمهم لإنتاج أفلامهم. وبالفعل تلقى «النقاد» شحنتين تحتويان معدات بآلاف الدولارات لمساعدتهم على إنتاج أفضل لأفلام علمية أكثر تأثيرا.
تنقل « سى. إن.إن» عن ريموند يوسف (18 عاما)، أحد صناع «النقاد» إن مشروعهم بدأ بتبادله ورفاقه المقاطع المصورة ذات المضمون العلمى، ليحاولوا تقليد تقنياتها. وعندما بدأوا التصوير فعليا، لم يجدوا أمامهم سوى كاميرات الهواتف المحمولة وجهاز كمبيوتر مستعارا.
ويضيف يوسف أنهم تمكنوا من إنتاج أول فيلم علمى عام 2016 بعد ما ادخروا ثمن «الستارة الخضراء» اللازمة لإضافة عنصر «الجرافيك» على المادة المصورة. وعن قصر مدة أفلام « النقاد» ، يوضح يوسف أنهم اضطروا للإيجاز بسبب ضعف الإمكانات والخدمات المتوافرة سواء على صعيد «الإنترنت» أو «الكهرباء». لكن هدية هوليوود ستمكنهم من إنتاج أعمال أكثر تقدما، مما يحقق حلم شباب «النقاد» فى أن يصبحوا المنتج الأول لهذا النوع من الأعمال على مستوى إفريقيا.