يستخدم ميلشيات تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش" استراتيجية إعلامية، تعتمد على نشر مقاطع الفيديو والصور المدروسة مسبقًا، من أجل استقطاب التأييد لهم على المستوى العالمي، من أجل إرهاب منتقديها، وتوجيه رسالة قوية إلى العالم. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن لدى "داعش" خبراء في الحملات الدعائية يقومون بإنتاج أفلام الفيديو القصيرة التي يتم فيها استخدام تقنيات عالية المستوى، ومؤثرات بصرية وصوتية، لا تتوافر إلا في "هوليوود"، حيث يتم بواسطتها إنتاج أفخم وأهم أفلام السينما العالمية. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن المؤثرات التي يتم استخدامها من قبل "داعش" في الفيديوهات هي نفس تلك المستخدمة في "هوليوود"، وخاصة تلك المستخدمة في سلسلة Let's Go التي تخاطب الشباب الغربيين، وتدعوهم للهجرة من أجل القتال في صفوف "داعش" بسوريا والعراق. وبحسب الخبراء، فإن سلسلة الأفلام القصيرة التي أنتجها "داعش" وبثها على الإنترنت، وتبلغ مدة كل واحد منها 5 دقائق، يتم فيها استخدام نفس التقنية والأسلوب المستخدمين في إنتاج الأفلام السينمائية في "هوليوود"، وهو أسلوب يقوم على المونتاج السريع والإثارة، مع عرض مقاطع تتضمن عنفًا مرافقة لموسيقى سريعة، تشد المشاهد وتلفت نظره وتوصل الرسالة إليه سريعًا. ويقول شيراز ماهر، الباحث في المركز الدولي لدراسات التطرف، في تصريحات للصحيفة البريطانية: "إن داعش تمكن من إنتاج الفيديوهات الأفضل على الإطلاق، وبصورة متكررة منذ البداية، وليس فقط في الآونة الأخيرة". وأضاف: "إنهم يستخدمون موادا فيلمية سريعة، ويترافق معها أناشيد دينية تحفيزية"، وهو الأسلوب الذي يستخدمه منتجو الأفلام في "هوليوود"، حيث يتم إنتاج أفلام العنف بأحدث الوسائل والطرق. ويقول الخبراء في مجال الإعلام، إن "داعش" نجح في حربه الإعلامية، حيث تنتشر على الإنترنت مواد فيلمية مدروسة، سواء ما يتم استخدامها لاستقطاب مزيد من الشباب والمقاتلين، أو تلك المواد المرعبة التي يتم استخدامها في تخويف الأعداء والخصوم، لدفعهم إلى الهروب خوفًا قبل أن يتم قطع رؤوسهم بالسكاكين في حال وصل مقاتلو "داعش" إلى المناطق التي يتواجدون فيها.