«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خمسة أيام قتال.. نسفت أحلام العدو!
نشر في بوابة الأهرام يوم 08 - 01 - 2021

(فى تاريخنا وحاضرنا.. أيام وأسماء وأحداث وإيجابيات وإنجازات وأبطال وبطولات لا تُنسى ويجب ألا تُنسى.. ومسئولية الإعلام أن يبعدها عن النسيان ويبقيها فى دائرة الضوء.. يقينًا لنا.. بأن الأبناء من نفس جينات الآباء.. قادرون على صناعة الإعجازات.. ويستحيل أن يفرطوا فى حق الوطن.. مهما تكن التضحيات).
وصلنا إلى صباح يوم 18 أكتوبر 1973 الذى فيه حقق العدو ما خطط له من بداية المرحلة الثانية للحرب.. ألا وهو فتح ممر آمن ما بين الجيشين شرق القناة.. لأجل الوصول إلى غرب القناة!.
العدو حقق ذلك وأصبح له فى غرب القناة 2 لواء مدرع!. خطة القلب الشجاع ناجحة حتى الآن رغم الخسائر التى لم تكن فى الحسبان!. أحلام العدو قاربت أن تكون حقيقة وواقعًا!. الجيش الذى لا يقهر موجود لأول مرة غرب القناة!. قناعته لا تقبل أدنى شك.. فى أنها ساعات ويتحقق الهدف وتسقط الإسماعيلية والسويس وباحتلالهما تنتهى الحرب ويعود العدو إلى ما كان عليه قبل يوم 6 أكتوبر!. المنتصر.. هو الذى يتكلم ويتغطرس ويزهو.. والمهزوم «إللى هو إحنا» ليس عليه إلا أن يصغى ويسمع وينفذ!. هل نجح العدو فى تحقيق شىء من هذا فى الساعات التى تكلموا عنها.. أو فى الأيام والشهور والسنين التى تلتها!. تعالوا حضراتكم نعرف!.
العالم بأكمله ينتظر.. والغرب كله لا أمريكا وحدها.. يتابع بشغف واهتمام وكل الأمل.. أن ينجح الجيش الإسرائيلى فى رد اعتباره وإنهاء المغامرة المصرية.. وعليه!. كل الأنظار متعلقة بما يحدث على الأرض فى غرب القناة وما سيحدث فى الساعات المقبلة!.
النجاح الذى حققته القوات الإسرائيلية حتى تصل إلى غرب القناة وإحداث تلك الثغرة.. لم يكن سهلاً مثلما كان مخططًا!. نعم.. حدثت الثغرة ولكن!. الخسائر التى وقعت للعدو فادحة!. شارون وحده فى فشله الثانى وهو يحاول فتح ممر بين الجيشين.. فقد من فرقته المدرعة 200 قتيل.. وعندما يموت 200 شخص نعرف حجم الدبابات والمركبات التى تدمرت!. نفس الخسائر الهائلة حدثت لكتيبة المظليين التى افترستها الكتيبة 16 مشاة المصرية.. واكتملت المأساة لهم وعليهم.. بالدمار الذى لحق بكتيبة الدبابات التى جاءت تنقذ المظليين!.
الوصول إلى غرب القناة لم يكن بالسهولة التى كان العدو يتوقعها.. لكنه فى كل الأحوال تحقق.. إلا أن!.
البقاء.. بقاء العدو فى الغرب.. ملامحه التى أوضحتها المعارك التى لم تتوقف.. تقول إنه أشبه بالبقاء فى الجحيم!. ليه؟.
لأن القيادة المصرية لم تفقد للحظة ثقتها المطلقة فى قدراتها وقراراتها وموقف قواتها على الأرض.. فى شرق القناة وغرب القناة!. مفاجأة الثغرة لم تخرجها عن تركيزها ولم تشككها للحظة فى قراراتها!. القيادة المصرية قرارها واضح وصريح وسريع!.
جيش مصر الموجود شرق القناة فى سيناء باقٍ فى مواقعه ومتمسك بالأرض التى عليها ولن يتركها ولن تتغير أوضاعه!. الاحتياطيات الاستراتيجية الموجودة غرب القناة.. هى من ستتولى تصفية قوات العدو فى الثغرة!. قواتنا فى الشرق وقواتنا فى الغرب.. قاموا بعدة عمليات لأجل سد هذه الثغرة من الشرق والغرب فى وقت واحد.. وفى هذه العمليات تكبدت قواتنا وتكبد العدو خسائر كبيرة!.
يمكن القول إن القتال لم يتوقف لحظة من 14 أكتوبر إلى أن وصلنا إلى 22 أكتوبر!. جيش مصر حتى هذه اللحظات لم يصل له واحد على ألف.. من حجم الإمداد الذى وصل إلى العدو.. الذى إن فقد دبابة يستعوضها بطاقمها فى صباح اليوم التالى.. ورغم كل هذا!.
أول أهداف العدو من الوصول إلى غرب القناة.. فشل بامتياز والخسائر فى الأرواح والمعدات فادحة!. أول هدف أراد العدو مفاجأة العالم به.. هو احتلال الإسماعيلية.. فماذا حدث له؟.
الجنرال شارون أجبرهم على تعديل خطة القلب الشجاع يوم 17 أكتوبر.. وأن يكون احتلال الإسماعيلية.. أحد هدفى الثغرة.. والهدف الآخر احتلال السويس!.
شارون قام بأول هجوم على الإسماعيلية يوم 20 أكتوبر وفشل وكرر الهجوم يوم 21 أكتوبر وفشل ومرة ثالثة هاجم الإسماعيلية يوم 22 أكتوبر وفشل.. ولم تكن هناك محاولة رابعة.. لأنه لم تعد فى فرقة شارون المدرعة.. الدبابات الكافية للقيام بالهجوم أو حتى الدفاع عن نفسها.. من هجمات رجال الصاعقة المصرية عليها!.
ملاحظة: فرقة شارون المدرعة.. فى الثلاثة أيام معارك لأجل احتلال الإسماعيلية.. لم تكن تتحرك مترًا واحدًا فى كل هجوم.. إلا بعد انتهاء مدفعية العدو من قصف الأرض التى ستتقدم فيها.. والتى لا يوجد فيها إلا مجموعة صاعقة.. غير مدعومة بأى نيران سوى تسليحها الخفيف فقط.. وأقصى ما تملك (RPG) أقدم طراز مع كل جماعة!.
فرقة مدرعة مدعومة بالطيران والمدفعية.. تحاول على مدى ثلاثة أيام الاقتراب من الإسماعيلية وتفشل وتنهزم وفى النهاية تنسحب.. أمام المجموعة 139 صاعقة وقائدها العقيد أركان حرب أحمد أسامة إبراهيم!. الانتصار المصرى والفشل الإسرائيلى.. نقطة تحول جبارة فى الحرب وحكم بالإعدام على أحد هدفى الثغرة.. ووقف لسلسلة نجاحات العدو.. وعودة إلى ما كنا عليه فى المرحلة الأولى للحرب.. وبِشَارَة لانتصار عظيم قادم!.
الثلاثة أيام معارك بين فرقة مدرعة ومجموعة صاعقة مقاتلوها مترجلون على الأرض.. وانتهت بفشل المدرعات فى مهمتها وانسحابها.. هذه المعارك أربكت حسابات العدو تمامًا.. لأن عقيدته وقناعته.. أنه لا قوة بإمكانها وقف مدرعاته.. إلا أنه فوجئ.. بمن يوقفون المدرعات.. وليس هذا فقط إنما حولوها إلى مقابر لأطقمها!.
مؤكد.. هزيمة العدو على مشارف الإسماعيلية.. كان لها دور فى هزيمته داخل السويس!.
ملاحظة أهم: فشل الجنرال شارون فى احتلال الإسماعيلية.. لم يكن يومًا سيئًا لهم وضربة حظ لنا.. إنما أصدق صورة للمقاتل المصرى.. فى شجاعته وبسالته ووطنيته وانتمائه وصدق عقيدته القتالية.. وأيضًا!. أصدق اختبار كشف أكذوبة الجيش الذى لا يقهر.. وأصدق دليل على كلامى.. قدمه لنا وللعالم.. فى اليوم التالى.. «صوت وصورة» على الهواء.. الجنرال أدان!.
قبل مرور 24 ساعة على هزيمة شارون وفشل العدو فى احتلال الإسماعيلية.. أراد الجنرال أدان أن يثبت للشعب الإسرائيلى عمومًا والإعلام تحديدًا.. أنه الأوحد القادر على إنقاذ خطة القلب الشجاع من الفشل باحتلال السويس وتحقيق انتصار يرجح كفة العدو فى الحرب القائمة وتمكنه من فرض إرادته!. أراد أن يثبت للشعب الإسرائيلى عمومًا والإعلام هناك تحديدًا.. أنه نجح فيما فشل فيه شارون.. بطل الإعلام الإسرائيلى المدلل!.
يوم 23 أكتوبر اقتحم أدان مدينة السويس بالفعل.. وابتلع طعم الصمت النيرانى الذى قوبل به الهجوم.. مما جعل أدان وفرقته المدرعة تطير فرحًا!. السويس تستسلم.. بدون دفعة نيران من بندقية آلية.. ولكن!. ما إن وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى الحد غير المسموح بتجاوزه.. الهدوء الذى كان قائمًا من لحظات.. والصمت الذى أوحى بأنها مدينة مهجورة غير مسكونة من سنين.. الهدوء والصمت تحولا إلى جحيم!. النيران تحاصر الدبابات من كل جانب!. الدبابات تحترق وأطقمها يفتحون أبراجها هربًا من الموت!. النداءات اللاسلكية للعدو.. تحولت من ضحك وزهو وفخر.. إلى ذعر وصراخ واستغاثات!.
على فكرة الجنرال أدان لم تدخل مدرعاته السويس.. إلا بعد أن اطمأن تمامًا إلى استحالة وجود أى قوة تقاومه.. وكيف لأى قوة أيًا كان عددها وتسليحها.. أن تبقى قادرة على المقاومة بعد التمهيد النيرانى الهائل من الطيران والمدفعية على مدينة السويس!. الجنرال أدان فى تلقينه النهائى لقائدى اللواءين المدرعين.. جابى وأرييه.. أنهما لن يجدا مقاومة وإن حدث فما هى القوة التى بإمكانها وقف الدبابات الإسرائيلية.. المدعومة برجال المظلات أشرس مقاتلى الجيش الذى لا يقهر!.
كل ما يتذكره العقيد أرييه قائد اللواء المدرع عن هذه المذبحة.. تدمير 20 دبابة وقتل عدد كبير من قواته وعدم معرفة مصير جنوده الذين هربوا من الجحيم الذى كان فى انتظارهم بميدان الأربعين!.
حملة احتلال السويس بدأت يوم 23 أكتوبر.. على أمل إسقاط المدينة واحتلالها قبل وقف إطلاق النار!. كل الذى تحقق من هذه الخطة.. هو دخول الدبابات إلى السويس.. وبدلاً من إعلام العالم بسقوط السويس.. كل اتصالاتهم كانت لضمان تأمين خروج من تبقى حيًا فى حماية الصليب الأحمر الدولى عقب قرار وقف إطلاق النار!. أعداد قتلى وجرحى معركة غزو السويس الفاشلة تخطت ال200 فرد!.
الموقف على الجبهة فى غرب القناة.. انتصاران عظيمان لنا فى الأيام الخمسة التى كان العدو يعتبرها نهاية الحرب والجيش الذى لا يقهر.. يحتل فعلاً السويس والإسماعيلية وعلى العالم كله أن ينصت له!.
الموقف فى مركز 10 يختلف!. الرئيس السادات رحمة الله عليه.. يبدأ معركة دهاء سياسية عبقرية.. قناعته فيها أن مصر من يوم 14 أكتوبر تحارب أمريكا بأحدث ما فى ترسانة أسلحتها.. وبالأطقم البشرية المحترفة المتطوعة!. وأن الموقف على الأرض.. مختلف تمامًا عن الموقف الذى يعرفه العالم أجمع حيث الجميع يعتقد أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا.. وأنه أرسل الجسر الجوى لنجدتنا.. إلا أن هذا الاعتقاد مخالف للواقع!. يقول السادات: أمريكا وإسرائيل فى مواجهتى والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويقف خلفى ليطعننى فيما لو فقدت سلاحى كما حدث فى 1967!.
الرئيس السادات أرسل برقية للرئيس الأسد.. يخطره بقراره قبول وقف إطلاق النار.. ويسجل موقفه فى أنه لن يسمح بتدمير القوات المصرية مرة أخرى!.
ملاحظة: الحرب حتى وقف إطلاق النار.. مرت بثلاث مراحل!. الأولى من 6 إلى 13 أكتوبر وانتصارنا ساحق فيها!. الثانية: من 14 إلى 18 أكتوبر.. بعد وصول الدعم الأمريكى.. وفيها نجح العدو فى إحداث ثغرة والوصول إلى غرب القناة بقوات محدودة ويوم 18 أكتوبر نجح فى فتح ممر بين الجيشين وعمل جسر على القناة ووصول 2 لواء مدرع للغرب.
المرحلة الثالثة: من 20 وحتى 24 أكتوبر وشهدت خمسة أيام قتال لأجل احتلال الإسماعيلية والسويس.. وفشل العدو فيها ولحقت به خسائر كبيرة.
يوم 22 أكتوبر فجرًا.. أصدر مجلس الأمن.. قرارًا من ثلاثة بنود لوقف النيران وجاء فيه دعوة المجلس للأطراف المتحاربة لإنهاء كل نشاط حربى فورًا فى موعد لا يزيد على 12 ساعة من لحظة صدور القرار.
مصر وإسرائيل وافقتا على القرار مساء فى السادسة وسوريا فى اليوم التالى 23 أكتوبر!.
بطبيعة الحال القيادة المصرية تعلم جيدًا.. أن إسرائيل تاريخيًا لا تلتزم بأى قرارات من أى جهة عمومًا ومجلس الأمن تحديدًا!. فى عام 1947 لم تحترم قرار مجلس الأمن رقم 181 ولم تحترم قرار الهدنة فى حرب 1948 ولم تحترم قرارات وقف إطلاق النار فى حرب 1956 وحرب 1967.. وعليه فهى لن تحترم القرار 338 بحكم العادة والتاريخ.. وبحكم أنها فى ورطة مطينة بطين.. بسبب الأوضاع التى عليها قواتهم يوم 22 أكتوبر!. قوات فى شبه حصار بالإمكان القضاء عليها فى أى وقت.. أو أسرها فيما لو تم الاستيلاء على كوبرى الدفرسوار الذى هو المنفذ الوحيد لمرور الإمدادات لهذه القوات!.
وبالفعل.. العدو التزم بقرار وقف النيران طوال ليل 22 أكتوبر وصباح يوم 23 أكتوبر توجه إلى السويس على أمل احتلالها وحدث ما حدث له.. واضطر لقبول وقف إطلاق النار يوم 24 أكتوبر لأجل إخلاء قتلاه وجرحاه من السويس فى حراسة الصليب الأحمر!.
القيادة المصرية تعليماتها واضحة وصارمة وفاعلة لا رد فعل لأى مخلوق!.
لواء المظلات الذى شرفت بالخدمة به وقت الحرب.. كان ضمن القوات التى تحاصر الثغرة فى غرب القناة.. كل فى موقع تمركزه.. الأوامر الصادرة إليه.. غير مسموح للعدو بالتقدم مترًا واحدًا عن الأرض الموجود عليها فى غرب القناة!. غير مسموح أن تؤثر أى قوة للعدو فى الغرب.. على قواتنا الموجودة فى شرق القناة بسيناء!. ألا يهنأ العدو لحظة بالأمان!.
المفاجأة التى أذهلت أمريكا.. عرفتها من صور طائرتها المخصصة فى التجسس والتى تطير على ارتفاع 25 كيلومترًا وسرعتها ثلاثة أضعاف سرعة الصوت!. الصور التى أزعجت أمريكا.. هى نجاح القيادة المصرية فى لا وقت.. بإحكام حصار الثغرة التى طولها 60 كيلومترًا بقوات مدرعة وقوات مشاة وقوات خاصة ومدفعية.. وبأعداد تمكنها من القضاء على القوات الإسرائيلية فى غرب القناة!. الذى أزعج أمريكا أن القوات المصرية التى تحاصر الثغرة.. لم ينضم لها مقاتل واحد من القوات المصرية فى الشرق بسيناء.. الفرق المصرية الخمس العملاقة كما هى فى الشرق!.
المصريون الذين فكروا وخططوا ونفذوا إحدى أعظم الحروب الحديثة.. كانوا جاهزين ومستعدين بخطة عبقرية أعادوا بها تنظيم أوضاع الاحتياطيات الاستراتيجية غرب القناة.. وبها أطبقوا الخناق على القوات الإسرائيلية!.
القيادة المصرية فى لا وقت تقريبًا.. قامت بدراسة تفاصيل التفاصيل للاحتياطيات الاستراتيجية.. قدراتها وخبراتها وتسليحها.. وفى الوقت نفسه قراءة دقيقة لما هو موجود من عتاد وسلاح وذخائر وما وصل من دعم من الدول الشقيقة والصديقة.. وعلى ضوء الدراسات التى تمت.. جرت أكبر عملية إعادة تنظيم فى تاريخ الجيش المصرى.. قدمت لنا فى النهاية.. قوة عسكرية جبارة.. مؤهلة لتنفيذ الخطة (شامل) التى تم وضعها لأجل اقتلاع هذه الثغرة من جذورها.. بالفعل لا الكلام!.
هذا الفعل.. عرفه العدو يقينًا في حرب الاستنزاف الثانية التى استمرت 80 يومًا على قواته المحاصرة فى الثغرة!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.