لم تكن الساعة قد اقتربت من السابعة صباحا بعد، حينما وصل الزوج الستيني، إلى شارع العمدة، لينتظر زوجته المعلمة، بجانب المدرسة التي تعمل بها. بعد دقائق من الانتظار سرت قشعريرة مفاجئة في جسد الرجل، لم يحدد سببها، فربما نسمة الهواء الباردة، التي اخترقت الزقاق الذي يقف فيه هي السبب، أو ربما نتيجة أفكاره السوداء التي تحاوطه من كل جانب، وقلقه بشأن ما هو مقدم عليه. بحركة لا إرادية تحسس الرجل جيب بنطاله، وتأكد أن «مطواته» موجودة في مكانها؟!، كأنه يستمد منها الدفئ؛ قبل أن يتحرك إلى زقاق خال من المارة، وأقرب من المدرسة، واختبأ خلف أتوبيس داخل الشارع الجانبي، في انتظار هدفه. مرت دقائق على الزوج كأنها أعوام، تذكر خلالها مشكلاته الزوجية، وكل الخلافات التي حدثت مع زوجته المدرسة، والتي انتهت بطلبها للخلع، وحصولها على مرادها، لكنها أيضا حصلت على شقة الزوجية، لتقيم فيها مع ابنتيهما، أما الأنكى فهو رفضها أن يرى الأب بناته، ما أشعل نار الغضب في قلبه وقرر الانتقام منها. زادت تلك المشاهد من إصرار الرجل على جريمته، وأحكم قبضته على المطواة في جيبه، حينما شاهد توكتوك يتهادى في شارع العمدة، ولمح بداخله زوجته، لتتوقف المركبة بالفعل وتنزل منها الزوجة، وتتجه ناحية المدرسة. تحرك الزوج الستيني برشاقة شاب في ال18 من العمر، وخرج من مخبئه بسرعة لينقض على زوجته، مبادرا إياها بطعنة؛ حاولت الزوجة المسكينة الهرب من براثن هذا الوحش، لكنها تعثرت في حجر صغير ملقى على الأرض، وقبل أن تسقط بفعل الحجر عاجلها طليقها بطعنة ثانية، وركلها بقدمه ليرتطم جسدها بقوة بالأرض. لم يتوقف الزوج، وطعن زوجته لمرة ثالثة قرب قلبها، ولف سكينه قبل أن يخرجه مرة أخرى، ويقف لينظر إلى ضحيته غارقة في بركة من الدماء، وقد فارقت الحياة؛ لينتهي من جريمته في ظرف دقائق معدودة، وقبل أن يتمكن أحد من إنقاذ الزوجة، تجمع الأهالي في المنطقة على صوت الصراخ، لكن الزوج فاجأهم بأنه لم يتحرك من مكانه، ولم يحاول الهرب، عاتبه بعضهم على جريمته، فرد قائلا: «مراتي أم عيالي.. بتخوني مع راجل تاني بتخوني مع حسن حسني»، وتابع الزوج «اللي حصل حصل نصيبها كده.. وأنا واقف مستني الحكومة». وقف العجوز ينظر لجثة زوجته، التي عاشت معه لقرابة 10 سنوات، وأسند ظهره على سيارة خلفه وأخرج سجائره، ووقف يدخن إحداها بهدوء في انتظار وصول الشرطة. لم يبد السائق صاحب ال62 عاما أي ردة فعل تنم على ندمه، بل بدى واثقا تماما مما فعل؛ وأقر في تحقيقات النيابة العامة بقتل زوجته، 39 عاما، بعدما انتظرها أمام مكان عملها. ومن جانبها، أمرت النيابة بحبس المتهم، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وأمرت بتشريح جثة المجني عليها، وتفريغ الكاميرات في محيط الحادث التي صورت الجريمة كاملة؛ كما استمعت لأقوال عامل في فرن، وصاحب محل بقالة شهدا الواقعة بالكامل. شارع وقوع الجريمة شارع وقوع الجريمة المتهم بقتل زوجته في مكان الحادث بجانب الجثة المتهم بقتل زوجته في مكان الحادث بجانب الجثة قتل زوجته ووقف يدخن السجائر بجانب جثتها.. الزوج: «بتخوني مع راجل تاني»