عقارب الساعة كانت تشير إلى السادسة والنصف صباح اليوم الأحد، لحظة انتظار سائق خمسيني العمر، خلف حافلة بالقرب من مدرسة الشيماء الحديثة بشارع العمدة بمنطقة صفط اللبن التابعة لحي بولاق الدكرور غربي المحافظة. على بعد أمتار قليلة كان يقف عامل بالفرن المجاور للمدرسة يراقب تحركات الرجل الخمسيني العمر، وب الشخص، وبحلول السابعة توقفت مركبة توك توك على بعد أمتار من المدرسة ترجلت منها "فج النور" مدرسة رياضيات. فور مشاهدة الخمسيني ل"طليقته" أسرع الرجل مهرولا تجاها ممسكا بيده "خنجر"، محاولا طعنها، فحاولت المدرسة الفرار لكنها تعثرت وسقطت أرضًا على وجهها فسدد لها طعنتين في الظهر. أطلقت السيدة صرخات مستغيثة بالمارة فكان جزاؤها طعنات أخرى في منطقة البطن أودت بحياتها في الحال، وبعد تأكده من وفاتها، أمسك الرجل بخنجره ومسح آثار الدماء في ملابس الضحية ثم أشعل سيجارة، ووقف بجوار جثتها. قرابة الساعة وقف الجاني بجوار الجثة مرددا عبارات غير مفهومة بصوت عال.. "هي اللي عملت في نفسها كده"...."خدت مني كل حاجة.. البيت والبنات.. ودمرتني". دقائق معدودة وإلتم المارة بالشارع، ليجري أحد الأهالي اتصالا هاتفياَ بالشرطة التي حضرت رفقة الطب الشرعي وفريق من النيابة العامة. فرضت قوات الشرطة كردونا أمنيا بمحيط الجريمة ورفضت التصوير أو الاقتراب، وبعد مرور ساعتين حضرت ابنتا الضحية عمرهما (16، 18) سنة، فحاولتا الفتاتان احتضان جسد والدتهما بعد قتلها على مرأى ومسمع سكان الشارع، لكن لم يسمح لهما بذلك. في ذلك الوقت حضرت سيارات ومركبات توك توك تقل أفراد أسرة الضحية بعد إبلاغهم بما حدث. كاميرات مراقبة خاصة بصيدلية وسوبر ماركت رصدت تفاصيل الحادث (تحفظت عليه النيابة). كشفت تحقيقات إدارة البحث الجنائي بالجيزة عن ملابسات قتل مدرسة أمام إحدى المدارس الخاصة، بمنطقة بولاق الدكرور، على يد طليقها، إذ تبين أن تكرار الخلافات الزوجية بينهما، دفعتها إلى إقامة دعوى طلاق، وبعد صدور حكم المحكمة لصالحها، طردته من مسكن الزوجية. وبينت التحقيقات إلى أن الضحية تعمل مدرسة بإحدى المدارس الخاصة، ولديها ابنتين في المرحلة الثانوية، من طليقها (المتهم)، الذي يعمل سائقًا. وعن يوم الجريمة انتظر المتهم طليقته أمام باب المدرسة محل عملها، حوالي الساعة 7 صباحًا، حيث ميعاد وصولها، لتنفيذ جريمته ولدى رؤيتها له، حاولت الهرب منه، لكنه لاحقها، وأخرج سلاحًا أبيض من بين طيات ملابسه وطعنها طعنتين بالظهر، أسقطها جثة هامدة، ووقف بجوار الجثة بعد تجمع الأهالي، منتظرًا حضور قوات الشرطة. تلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارًا من المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، بورود بلاغًا من إدارة شرطة النجدة بوقوع جريمة قتل أمام إحدى المدارس الخاصة بنطاق القسم. اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة وجه بسرعة إنتقال قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة وظروفها ودوافعها وسرعة ضبط مرتكبها. سرعان ما انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ برئاسة العقيد أيمن الشرقاوي مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم مصطفى مخلوف وكيل الفرقة، وبالفحص والمعاينة عُثر على جثة مدرسة مقتولة بطعنتين، بالظهر على يد طليقها، لوجود خلافات بينهما. وبمناقشته أقر بارتكابه الجريمة.. "طردتني من الشقة، وشاكك أنها بتخوني"، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيق.