«بائع الفريسكا» .. «سيدة القطار» .. «عروس المعادي» .. «سيدة المحكمة» .. «بائعة التين» بعضًا من عناوين لقصص وحكايات لمع أسماء أبطالها بفضل اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا» وتشكيلهم لرأى عام ضاغط بقوة فى اتجاه أصحابها فى عام 2020 لتتصدر أسماؤهم وحكاياتهم الرأى العام ووسائل الإعلام وتصل لكبار المسئولين فى الدولة. البداية دائما ما تكون مقطع فيديو صغير لا يتجاوز الدقائق المعدودة لكن النهاية يكتب سطورها كبار المسئولين بالدولة الذين يستجيبون لرأى عام جارف حركه ذلك الفيديو الصغير بمحتواه ومشاهده وأبطاله لكنه وجد صدى واسعًا بين قطاع عريض قام بمشاركة الفيديو لتتسع دائرة مشاهديه وتصل لملايين المشاهدات والمشاركات. وما بين تكريم واحتفاء وبين إحالة للمحاكمة وسرعة الفصل والحكم مرورا بتعيين فى هيئات ومنح دراسية مجانية كانت فصول هذه القصص وحكايات أبطالها شاهدة على قوة وسائل التواصل الاجتماعى أو «السوشيال ميديا» كأداة مؤثرة فى 2020. فى أغسطس كان «بائع الفريسكا» أو «طبيب المستقبل» نجم الشهر بلا منازع بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى لفيديو يظهر فيه شاب صغير يعمل بائعًا للفريسكا على أحد الشواطئ يحكى أنه يقوم بعمله ليساعد أباه وأنه حصل على مجموع مرتفع فى الثانوية العامة ويحلم بالالتحاق بكلية الطب تحقيقا لرغبة والده. رواد السوشيال ميديا تفاعلوا مع الفيديو، جعلت قصة إبراهيم عبد الناصر الشاب السكندرى محط اهتمام شعبى ورسمي، وانهالت رغبات الدعم والمساندة التى كان أبرزها من الحكومة، حيث أعلن هانى يونس، المستشار الإعلامى لرئيس مجلس الوزراء، أنه تم التواصل الطالب، وتم تقديم منحة مجانية كاملة من وزارة التعليم العالى بشرط المحافظة على التفوق، كما أشاد وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار بجهود الطالب، واستقبله الدكتور عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية، فى مكتبه ووصفه ب»نموذج يحتذى به، وصاحب إرادة وقوة وعزيمة فى تحقيق الهدف وأحد صناع الأمل لغيره من الشباب». «هبة بائعة التين الشوكي» التى تحلم باستكمال دراستها فى عالم الطيران أيضا كانت بطلة إحدى القصص فهى فتاة عشرينية من محافظة الشرقية، تدرس فى أكاديمية الطيران، لكن بالرغم من أن كونها كلية حلم للكثيرين ولها مستوى خاص إلا أنها لم تخجل الفتاة العشرينية بكونها بائعة التين شوكى صباحا ومساعدة فى عيادة علاج طبيعى مساءً لتصبح مضرب المثل فى الكفاح وإثبات الذات والطموح اللامحدود هى وشقيقها الصغير. وفى سبتمبر من العام 2020 احتل اسم الحاجة صفية، التى عرفت ب»سيدة القطار»، الاسم الأكثر بحثاً وتداولا بعد ظهورها فى فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهى تدفع الأجرة لمجند، بعد تعنيف محصِّل «كمسري» و»رئيس قطار» له، لعدم دفعه ثمن التذكرة ويحاولان إنزاله من القطار بالقوة. موقف الحاجة صفية التى تصدّت لهما، ودفعت ثمن التذكرة عن المجند، ورفضت أن يتم إنزاله أو تسليمه للشرطة العسكرية، لاقى إشادة كبيرة من رواد السوشيال ميديا الذين رأوا فيه تصرفا من أم مصرية أصيلة، وجاءت الاستجابات الرسمية موافقة تماما فبدأت باعتذار من وزير النقل عن تجاوز كمسارية القطار، ووجهت القوات المسلحة المصرية الشكر ل»سيدة القطار»، وقامت نقابة المعلمين بتكريمها، وتلقت بعدها مكالمة هاتفية من وزير الدفاع ومن الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أرسل لها هدية لموقفها الأصيل، ثم قدم وزير النقل الشكر للسيدة صفية، وتم تعيينها بالمجلس القومى للمرأة. على جانب آخر ثارت حالة كبيرة من الجدل فى مصر، بعد تداول مقطع فيديو ظهرت فيه سيدة تعتدى فيه على ضابط شرطة داخل إحدى المحاكم، أثناء تأدية عمله ومحاولة نزع الرتبة العسكرية من بدلته وسبه وقذفه، وأثيرت حالة من اللغط حول هوية السيدة التى ظهرت فى الفيديو، وما إذا كانت تتبع إحدى الجهات القضائية فى مصر بالفعل، أم هى على علاقة بمنظمة الأممالمتحدة، كما جاء على لسانها خلال المشاجرة مع الضابط، ثم تبين أن السيدة تدعى نهى الإمام وتشغل منصب رئيس نيابة إدارية. وقد أحال المستشار حمادة الصاوى النائب العام المصري، المتهمة، للمحاكمة الجنائية، ونسب لها اتهامات إهانة أحد رجال الضبط بالإشارة والقول أثناء تأدية وظيفته وبسبب تأديتها، وتعديها عليه بالقوة والعنف أثناء وبسبب ذلك، ما أسفر عن إصابة الضابط بجروح، فضلًا عن إتلافها عمدًا أموالًا منقولة لا تملكها، ما ترتب عليه ضرر مالي. قضية أخرى بطلتها فتاة عشرينية لقبت ب»عروس المعادي» التى مرت قبل رحيلها عن الحياة بمشهد مأساوى أبكى الكثيرين وطالبوا بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة ومعاقبتهم وهو ما تم بالفعل فكانت واحدة من أسرع القضايا فى مصر. ففى الساعة الثامنة من مساء أحد أيام شهر أكتوبر كانت مريم محمد محمود 25 عاما، تشق طريقها إلى منزل أسرتها بعد انتهاء عملها، لكن رحلة عودتها من العمل لم تكتمل بل كانت شاهدة على مشاهد وفاتها المروعة عندما كانت هدفًا لثلاثة لصوص لا يبالون بأى شيء سوى مطامعهم الخسيسة فى نشل حقيبة يدها للظفر بجنيهات قليلة لكنها فى تلك المرة كان الثمن غاليًا.. حياة مريم رحمها الله.