بعد تأجيله مرتين بسبب وباء كورونا العالمى.. تفتتح غدا د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة فعاليات الدورة ال «13» للمهرجان القومى للمسرح بدار الأوبرا المصرية فى حفل مبهر بتوقيع المخرج خالد جلال.. حاملا سمات الاحتفاء ب150 سنة مسرحا وعرفانا بجميل «الآباء» شعار الدورة.. تحد جديد تخوضه وزارة الثقافة على طريق استمرار إقامة الفعاليات الفنية التنويرية بعكس التوجه العالمى.. لذلك فقد أعلنت إدارة المهرجان برئاسة يوسف إسماعيل أنه لا تهاون فى تطبيق الاجراءات الاحترازية ولا تجاوز فى الأعداد المسموح بها داخل دور العرض المسرحى. يعود المهرجان هذا العام لقواعده التحكيمية سالما بخضوع جميع الفرق المتنافسة محترفين وهواة ومستقلين للتقييم أمام لجنة تحكيم واحدة من كبار المسرحيين تمنح جوائزها المالية فيما يبلغ 335 ألف جنيه.. على أن تضاف كلمة «صاعد» لجوائز الفائزين غير المحترفين.. مثل جائزة أفضل ممثل صاعد.. وأفضل مخرج صاعد وهكذا.. بعكس ما تم العام الماضى بتخصيص ثلاث لجان تحكيم لثلاث مسابقات مختلفة تسببت فى حالة من الجدل واللبس لدى الجميع بالإضافة إلى ما شكلته من عبء مادى ضخم على ميزانية المهرجان. * المحترفون والهواة يتنافسون أمام لجنة تحكيم واحدة.. والعروض بحجز مسبق وتشاهد لجنة تحكيم هذا العام 28 عرضا مسرحيا تقام على 14 دار عرض مسرحى بالقاهرة.. منها 10 عروض تأليفا مصريا خالصا.. بينما تنتمى باقى العروض للمسرح العالمى.. وهى كلها عروض تقدم للجمهور مجانا بشرط الحجز المسبق منعا للتزاحم الشديد الذى يحدث سنويا.. وتتجه الأنظار هذه الدورة إلى عروض لافتة حققت نجاحات نقدية وجماهيرية كبيرة طوال الموسم المسرحى نستطيع أن نرشحها للمشاهدة.. على رأسها عرض أفراح القبة تأليف نجيب محفوظ وإنتاج مسرح الشباب.. المتفائل تأليف فولتير وإنتاج المسرح القومى.. حريم النار إنتاج مسرح الطليعة وظل الحكايات إنتاج مسرح الغد.. وهى كلها عروض ترجح كفة البيت الفنى للمسرح فى نيل الجوائز باستثناء عرض البخيل الذى يعد أسوأ وأضعف عروض الموسم على مسرح الدولة.. وعلى مستوى المسرح المستقل هناك عروض اعترافات زوجية اخراج أحمد فؤاد.. توم وجيرى اخراج شريف رجب.. «مومنتم» اخراج انطون ايميل.. بالإضافة إلى «الأسانسير» اخراج فادى نشأت والتابع لنقابة المهن التمثيلية.. ومن العروض اللافتة ايضا هذه الدورة.. المأوى لطلاب جامعة عين شمس اخراج حسام سعيد.. والحقيقة أننا خلال اجتماعات لجنة مشاهدة عروض الفرق المستقلة والهواة والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى التى شرفت بعضويتها مع الزملاء الناقد محمد الروبى رئيسا والممثل المخضرم مفيد عاشور والمخرجة عبير على والمخرج محمد الصغير.. لاحظنا أنه رغم ضعف الإنتاج المسرحى هذا الموسم بسبب توقفه لشهور تحت قهر كورونا إلا أن هناك ارتفاعا فى مستوى جودة العروض الجامعية إلى درجة محيرة دعتنا إلى التوصية بزيادة عددها فى «الكوتة» المخصصة لها ضمن لائحة المهرجان أو أن يتم اختيار عدد من العروض المسرحية اللافتة والجيدة فنيا لتقدم على هامش التسابق على اعتبار أن المهرجان القومى هو استعراض بانورامى لأهم عروض الموسم المسرحى.. وأن مشاهدة تلك الأعمال أمام الجمهور ضمن فعاليات المهرجان هى جائزة فى حد ذاتها.. وأن المسرح الجامعى هو أهم رافد من روافد الحركة المسرحية فى مصر. كما نرشح للمشاهدة مسرحيات قصور الثقافة الماراثون إخراج رامى نادر.. العمى إخراج سعيد منسى.. ريا وسكينة اخراج كريمة بدير وانتاج دار الأوبرا.. نزهة فى أرض المعركة انتاج مسرح الهناجر واخراج احمد فؤاد.. وأخيرا عرض الوحوش الزجاجية انتاج المعهد العالى للفنون المسرحية وإخراج يوسف الأسدى. وقد أعد المهرجان ضمن الملتقى الفكرى مجموعة من المحاور واللقاءات الصباحية -تقام فى المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا- ترسخ لفلسفة الاحتفاء بمرور 150 سنة مسرحا.. وانه احتفاء بسنوات المسرح المعاصر التى بذل فيها «الآباء» الجهد والفكر والعرق لاستكمال ما بدأه الأجداد الفراعنة المؤسسون للحركة المسرحية.. لذلك لم تكتف المحاور الفكرية بمناقشة الظواهر والاشكال المسرحية طوال تلك السنوات ولكنها ستدخل فى حالة تفاعل وتواصل بين الأجيال من خلال شهادات حية يرويها عدد من أبرز نجوم المسرح المصرى الأحياء عبر حوارات مع أجيال أحدث.. مثل تجربة سيدة المسرح العربى سميحة ايوب.. المخرج سمير العصفورى.. المخرجين اميل جرجس وحسن الجريتلى.. المؤلف بهيج اسماعيل.. المخرجين المبدعين خالد جلال.. عصام السيد.. مراد منير.. ناصر عبدالمنعم.. أحمد اسماعيل.. عبير على.. طارق الدويرى.. وعباس احمد.. والأهم أن المركز القومى للمسرح سيتصدى بطبع كل هذه الشهادات واللقاءات فى كتاب توثيقى عقب انتهائها. مشهد من عرض «نزهة فى أرض المعركة» - تصوير: السيد عبدالقادر