هناك سؤال يدور فى رأسى كثيرا أننا فقدنا القدرة على أن نسمع بعضنا وغابت لغة الحوار.. قليلا ما أجد الآن على صفحات الجرائد ردا لمسئول حول قضية طرحها كاتب أو مفكر أو صاحب رأى.. حتى بريد القراء كنت تجد فيه تعليقات وردودا من المسئولين الكبار وكثيرا ما كان المسئول الكبير سواء كان وزيرا أو صاحب سلطة يتصل بالكاتب ويوضح الحقيقة للقراء.. ولكن الغريب الآن هذا التجاهل لكل ما ينشر من الآراء وكثيرا ما كنت ابحث عن رد هنا أو تعقيب هناك ولا ادرى ماذا نسمى ذلك هل هو إهمال أم تعال أم عدم الرغبة فى الحوار؟!.. فى يوم من الأيام كنا نجد ردودا سريعة على ما يكتب أو ينشر فى الصحف حتى فى رسائل القراء فى صفحة البريد.. وأحيانا كنت تجد مسئولا كبيرا يطلب لقاء الكاتب ويناقش معه كل شيء بمنتهى الوضوح والصراحة..ليس من المطلوب أن يشعر المسئول بانه اكبر من الرد أو أن ما يكتب لا يستحق الرد عليه وربما تصور أن ما يكتب فقد الأهمية لدى الناس ولم يعد شيئا مهما أو مجديا..إن فى مكاتب المسئولين الكبار الآن مكاتب إعلامية أو مستشارين صحفيين ومسئولية هؤلاء أن يتابعوا ما يكتب عنهم ويردوا عليه.. وللأسف أن معظم هذه المكاتب توزع النشرات ولا تهتم بما يكتب وإن كان البعض يكتفى بالرد على ما يذاع على الفضائيات.. إن التواصل بين سلطة القرار والإعلام بكل وسائله ضرورة فى وقت يشهد إنجازات كثيرة فى كل المجالات.. ومن حق المواطن أن يعرف ويشاهد ويناقش ويجد من يوضح له الحقيقة.. هناك قضايا كثيرة ثار حولها جدل كبير ولم تجد من يكشف الحقيقة ويجيب عن تساؤلات الإعلام.. مطلوب جدية أكثر فى التعامل حول القضايا التى يطرحها الإعلام.. لابد من التواصل بين جميع الأطراف سلطة القرار والإعلام فلا غنى عن الحوار.. إن اقرب القضايا التى ينبغى أن تكون فى صدارة المشهد ملف الخدمات وشكاوى المواطنين وكثير من القرارات التى تهبط على رؤوس الناس بلا مقدمات.. خاصة أننا نعيش ظروفا صعبة أمام محنة كورونا وهى كل يوم على حال.. نقلًا عن صحيفة "الأهرام"