كشريط سينمائى تدور أحداثه فى زمن الأبيض والأسود، يسترجع عم فوزى الرجل الستينى، أحداث خمسين عاما مرت عليه، بحلوها ومرها، وهو جالس على المقعد نفسه والمنضدة نفسها. يمسك بأدواته ليلحم، أو يطرق وينفخ فى هذا الجهاز، الذى كان الأصل. وها هو الآن يخفت ضوؤه و تنطفئ شعلته، اللهم إلا إذا كان البعض يستخدمه كذكرى من الزمن الجميل . ف عم فوزى الذى يعمل فى صيانة «وابور الجاز» يملك الكثير من الوقت وينفقه فى تذكر أحباب رحلوا. وهو حالة نادرة من الصنايعية ، فهو يصر على الاستمرار فى مهنة من زمن فات . مما جعله فى عرف البعض شخصا يعاند الزمن، فمن يشترى الآن « البابور » كما ينطقها هو؟ وإن اشتراه فهل سيستخدمه حقا؟ وكم سيدفع لصيانته؟ فى الحقيقة هى معادلة خاسرة. عندما نظرت ليد ووجه عم فوزى ، رأيت ما تركته المهنة من آثار، ولكن الأثر الأكبر كان على روحه، فهو لا يأبه لضيق الحال وتراجع الصنعة بعد أفول نجم «الوابور» وظهور أشكال وأنواع من «البوتاجاز». فقد ورث المهنة عن أبيه عندما رفض أن يستمر فى الدراسة وهو بالصف السادس - وهو أمر يندم عليه الآن - وتعلم قليلا من النجارة ولكن « البواجير » استهوته وانضم إلى والده فى ورشته الصغيرة ولسبب ما عشق المهنة ورفض تغيير النشاط. ويبدو ارتباط عم فوزى بالوابور ارتباطا بالذكريات أكثر من ارتباطه بمهنة اندثرت أو كادت. نقلا عن صحيفة الأهرام صيانة «وابور الجاز» صيانة «وابور الجاز»