اشتهرت عائلة «خلف» بالحي القبلي بمدينة شبين الكوم بمهنة تصليح بوابير الجاز والتي اصبحت الآن تعاني من شبح الانقراض في حياتنا فلم يعد يقبل علي استخدامها إلا القليل جدا من الأسر البسيطة والذين مازال « وابور » الجاز يمثل بالنسبة لهم وسيلة طهي الطعام الاساسية أو اعداد مشروب الشاي في ساعة العصاري بالحقل ومازالت هذه الوسيلة قائمة وموجودة لاستخدامها بالارياف والعزب وبخاصة بريف محافظة المنوفية. «الاخبار» التقت عم محمد خلف أشهر من عمل بمهنة تصليح بوابير الجاز بمحافظة المنوفية ليروي لنا رحلة حياته مع هذه الحرفة التي استمرت لعقود من الزمان حيث بدأ قائلا: امتهن هذه الصنعة جدي وابي ونالت العائلة « اولاد خلف» شهرة كبيرة وصيتا واسعا بمدينة شبين الكوم وصل هذاالصيت الي كل قرية وعزبة تابعة لمديرية شبين الكوم وقتها والآن توفي جميع اشقائي ولم يبق الا انا للاستمرار في مزاولة هذه المهنة القديمة والتي شارفت علي الانقراض لانه للاسف الشديد لايوجد الان في عصرنا هذا الذي طغت عليه الوسائل والادوات المتطورة من يستخدم «وابور» الجاز ويرجع ذلك لانتشار استعمال الغاز الطببعي الذي دخل اليوم لكل بيت وكل حارة في المحافظة. ويضيف كنت اقوم بتصليح الفونيا للبوابير العطلانة وكان هناك زباين تقوم بشراء قطع غيار البابور من المحلات المجاورة وكنا نعتمد في اشعال البوابير علي الجاز الابيض الذي يكاد يكون اختفي وليس له وجود حاليا بعد انتشار استخدام السولار والذي تسبب في كثرة اعطال البوابير ولانستطيع ان نقوم باصلاحها او تسليك فونيتها ويؤثر ذلك علي العدة نفسها الخاصة بالبابور ويؤدي الي تلفها في الحال ولاتصلح للعودة للعمل بها مرة اخري. وحول أسعار تصليح بوابير الجاز يقول عم خلف الاسعار اختلفت عن زمان فكان الواحد منا يقوم بتصليح البابور بخمسين قرش أو بجنيه ووقتها كانت فلوس وكنا نحقق مكسبا من كثرة اقبال الناس وخاصة الفلاحين وسكان الارياف الذين كانوا يعتمدون بكثرة علي بابور الجاز في معيشتهم والحمد لله كان رزقنا واسعا والقشية معدن وحاليا الحال اصبح غير الحال فالمهنة تنقرض ولم يعد هناك اقبال من جانب الاهالي وسط المدنية وبالتطور الحديث من يحرص علي استخدام بابور الجاز إلا من رحم ربي؟! وخاصة الغلابة والبسطاء . ويواصل عم خلف حديثه بأسي واضح الحقيقة ان مهنة اصلاح البوابير زمان كانت بتأكلنا عيش أما الآن فلم تعد تكفي همها. محمد الشامي